وقدمه للصحاب قائلا: «نجم الشاشة المعروف.» وجلسا وسط ترحاب رسمي فاتر. وقالت سناء بصوت أجرأ من عادتها: أتعبني حتى أذعن للمجيء، قال كيف نقتحم على ناس خلوتهم، ولكنه خطيبي والعوامة أسرتي!
وتلقت التهاني من جميع الشلة، فعادت تقول وقد وشت أنفاسها بالشراب: وهو مثلكم من أهل ذلك.
وأشارت إلى الجوزة ضاحكة، ولم يبال أنيس بالحرج، وأدار الجوزة بكل نشاط. وقالت سناء: هذه فرصة سعيدة يا رءوف؛ إليك الناقد الكبير علي السيد، والكاتبة المعروفة سمارة بهجت، ومن تجمعهم الجوزة لا يفرق بينهم رأي أو ذوق.
فقال رجب: ولكن سمارة للأسف لا تتعامل مع الجوزة.
فتساءلت بسخرية: إذن فلماذا تدمن على زيارة العوامة؟
وهمس رءوف في أذنها بكلمات لم يتبينها أحد، ولكنها ضحكت في استهتار. وجاء عم عبده ليغير ماء الجوزة، فلما ذهب قالت سناء لرءوف: أتصدق أن كل هذا البناء رجل واحد؟!
وضحكت ولكن وحدها. وساد صمت متوتر مقدار ربع ساعة، ثم أقنعها رءوف بوجوب الذهاب، فقام آخذا بذراعها وهو يقول: معذرة، لا بد من الذهاب لموعد عاجل. فرصة سعيدة.
أوصلهما رجب حتى الباب، ثم عاد إلى مكانه. وتجهم المجلس رغم دوران الجوزة، وجعل رجب يبتسم إلى سمارة ملاطفا، ولكنها قالت وهي تومئ إلى الجوزة: مهما قلت فلن يصدقني أحد.
فقالت ليلى زيدان: على أي حال فليست هي بالتهمة الشائنة. - إلا عند الأعداء.
فقال رجب ببساطة: لا أعداء لك إلا الرواسب البرجوازية.
Unknown page