فالأولى الوفاء بعهد الله وعهده ما عهدوه على أنفسهم، ومن الشهادة بربوبيته، وذلك قوله تعالى:{وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى}.
وقيل: عهده أوامره ونواهيه عموما.
الثانية: قوله تعالى: {ولا ينقضون الميثاق}
والميثاق ما وثقوه على أنفسهم، فتدخل الواجبات كلها.
وعن أبي مسلم: ميثاق الرسول، وهو ما حلفوا له عليه.
وقيل: يدخل في هذا ما كان من المواثيق بينهم وبين أمته وبينهم وبين خلقه، ويدخل في هذا الكفالة والنذر ونحو ذلك، وقد دخل هذا في الجملة الأولى، لكن في هذا زيادة وتأكيد.
الثالثة: قوله تعالى:
{والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل} في ذلك وجوه:
الأول: أنه أراد الإيمان بجميع الكتب والرسل حتى لا يفرق بينهما.
الثاني:صلة محمد ومؤازرته ونصرته، عن الحسن.
الثالث: - عن ابن عباس ,والأصم ,- صلة الأرحام.
الرابع: صلة المؤمنين عامة بالتولي، والحفظ والذب عنهم،: عن أبي علي, وأبي مسلم.
قال القاضي: وهو الوجه.
قال جار الله: ما أمر الله به أن يوصل من الأرحام والقرابات، ويدخل فيه وصل قرابة رسول الله وقرابة المؤمنين الثابتة ؛بسبب الإيمان. قال تعالى:{إنما المؤمنون إخوة}
وذلك :بالإحسان ,والشفقة، والنصيحة، وإفشاء السلام عليهم, وعيادة مرضاهم، ,وشهود جنائزهم، ومراعاة حق الأصحاب ,والخدم، والجيران ,والرفقاء: في السفر، وكلما تعلق بهم بسبب حتى الهر والدجاجة.
وعن الفضل بن عياض أنه قال: إن العبد إذا أحسن الإحسان كله، وكانت له دجاجة فأساء إليها لم يكن من المحسنين.
الرابعة: قوله:{ويخشون ربهم}
أي : يخافون عقابه، وقد كرر الله تعالى الوعد بالخيرات لمن خشي ربه نحو ما ذكر في سورة (لم يكن ) لقوله (ذلك لمن خشي ربه )، والخشية الحقيقة لا تكون إلا مع العلم به تعالى، ولهذا قال:{إنما يخشى الله من عباده العلماء}.
Page 98