واعلم أنه قد اختلف العلماء في ذلك قال في التهذيب: إن أبا علي أنكر الضرر بالعين، وهو مروي عن جماعة من المتكلمين، ومنهم من جوز ذلك، وهو الذي صححه الحاكم، والأمير الحسين وغيره لأخبار وردت منها قوله وهذا الخبر رواه في البخاري ,ومسلم، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس عنه : ((العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا)).
قال النواوي: قالت العلماء الاستغسال أن يقال للعائن وهو الصائب بعينه الناظر بها استحسانا اغسل داخله إزارك مما يلي الجلد بماء ثم يصب على العين.
وفي كتاب الترمذي والنسائي وابن ماجة أنه كان يتعوذ من الجان، ومن عين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان فأخذ بهما وترك ما سواهما، وكان يعوذ الحسنين فيقول: ((أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)).
ويقول: ((إن أباكما إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحق)).
وعنه أنه كان إذا خاف أن يصيب شيئا بعينه قال: ((اللهم بارك فيه ولا تضره)).
وعنه : ((من رأى شيئا فأعجبه فقال: ما شاء الله ولا قوة إلا بالله لم يضره)).
وعنه : ((إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليتبرك عليه فإن العين حق)).
وعن القاضي حسين من أصحاب الشافعي قال: نظر بعض الأنيباء صلوات الله عليهم إلى قومه يوما فاستكثرهم وأعجبوه، فمات منهم من ساعته سبعون ألفا، فأوحى الله إليه أنك عنتهم، ولو أنك إذا عينتهم حصنتهم لم يهلكوا.قال: وبأي شيء أحصنهم، فأوحى الله إليه أن يقول: حصنتكم بالحي القيوم الذي لا يموت أبدا، ورفعت عنكم السوء بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكان القاضي حسين إذا نظر إلى أصحابه وأعجبته سمتهم حصنهم بهذا.
واختلف من أثبت المضرة الحاصلة بالعين على ثلاثة أقوال رواها الحاكم:
Page 81