322

Al-thuluthān al-akhīrān min al-thamarāt

الثلثان الأخيران من الثمرات

Genres

قال تعالى:

{ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا}

وقوله تعالى:{إلا رجالا}

لأنه تعالى لم يرسل صبيا ولا امرأة ولا خنثى.

وعن الحسن: ما أرسل الله امرأة ولا رسول من الجن، ولا من أهل بادية.

قوله تعالى:

{إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين، قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين}.

ثمرة ذلك :

أنه لا يجوز التقليد في الإلهيات، وجواز المحاجة في أمور الدين.

قوله تعالى:

{فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون}

المعنى أن إبراهيم -عليه السلام- جعل الأصنام قطعا بأن كسرها إلا صنما كبيرا تركه ليرجعوا في بطلان ما هم عليه إلى ذلك الصنم، بأن يسألوه فلا ينطق.

وروي أن إبراهيم جعل الفأس معلقا في عنقه.

وقيل: يرجعون إلى إبراهيم فيسألونه فيبين لهم بطلان ما هم عليه.

ثمرة الآية:

وجوب كسر الأصنام، ويأتي مثله آلة الملاهي، وأنه يجوز تأخير إزالة المنكر لمصلحة؛ لأن إبراهيم -عليه السلام- ترك كسر الكبير من الأصنام لمصلحة: وهي أن ذلك يكون سببا في بطلان اعتقادهم، وبيان ضلالتهم، بأن يسألوه فلا ينطق، فيعرفون جهالتهم.

قوله تعالى:

{قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}

ظاهر الكلام أن إبراهيم -عليه السلام- أخبر بأن الكبير الذي كسر سائر الأصنام، ولو ثبت أنه خبر كان خلفا، وذلك لا يجوز على الأنبياء عليهم السلام- وفي هذا وجوه:

الأول: أن الخبر مقيد كأنه قال: بل فعله كبيرهم هذا إن كانوا ينطقون: وهذا مروي عن أبي علي، والقتيبي .

والثاني: أنه مقيد بما قبله تقديره بل فعله كبيرهم هذا إن كان إلها ليختص بالإلهية.

Page 322