قال الحاكم: وقوله تعالى: {ما منعك إذ رأيتهم ضلوا، ألا تتبعني} أن الواجب عند ظهور الفتنة البدار إلى التلافي بما أمكن ؛ ولهذا بادر أبو بكر يوم السقيفة إلى التلافي بتعجيل البيعة، وإقامة الإمام خشية الردة، وأيضا قد حاول الأنصار بيعة سعد.
قوله تعالى:
{من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا}
ثمرة ذلك:
تحريم الإعراض عن القرآن.
قال الحاكم: والإعراض عنه ترك الإيمان والعمل بما فيه، والوزر الإثم.
قوله تعالى:
{وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا}
ثمرته: أن القرآن بالفارسية لا تصح بها الصلاة كما تقدم، وقد سبق ذكر الخلاف.
قوله تعالى:
{ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}
هذا فيه بحث، وهو أن يقال: إذا كان ناسيا لم يستحق ملامة؛ لأن الناسي لا ذنب عليه؟
جواب ذلك أن في هذا أقوالا للمفسرين:
الأول: ذكره في الكشاف أن النسيان ضد الذكر، لكنه لم يستوثق أمر الوصية بعقد القلب وضبط النفس حتى يولد النسيان، فتكون الملامة على عدم المحافظة التي يولد منها النسيان.
الثاني: أنه أراد بالنسيان الترك مع العلم.
قال أبو هاشم: ويكون ذلك صغيرة، وهي جائزة في حق الأنبياء مع العلم إذا لم يكن فيها تنفير.
وقال أبو علي: لا يجوز مع معرفة القبح.
وقيل: النهي للجنس، فظن آدم أنه للعين.
قوله تعالى:
{فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه}.
ثمرة هذه الجملة :
تحريم هذه الشجرة على آدم، وفيها أقوال: هل هي الحنطة, أو الكرمة ,أو التينة؟ لكن التحريم في حقه، وإباحتها ظاهر في شريعتنا.
ودل قوله: {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة}
أن سترة العورة واجب، لكن قيل وجوبه عقلا، وقيل شرعا كما في شريعتنا.
قوله تعالى:
Page 211