{ ومن يعمل سوءا } ذنبا، يضر به نفسه وغيره، كبهت طعمة اليهودى، أو نفسه وحده، كما قال { أو يظلم نفسه } بعمل ذنب لا يتعدى إلى غيره من ذاته، ولو تعدى إليه من قبل الله، كالطاعون، والقحط، والمضار المترتبة على المعاصى، أو يدخل هذا فى عمل السوء، ويختص ظلم النفس بما لا يترتب عليه ذلك، أو الظلم الشرك،
إن الشرك لظلم عظيم
[لقمان: 13]، والسوء ما دونه، أو السوء الصغيرة والظلم الكبيرة { ثم يستغفر الله } بالتوبة { يجد الله غفورا } لذنوبه { رحيما } متفضلا، وفى الآية حث طعمة وقومه على التوبة، ولم يتب طعمة ومات مشركا.
[4.111]
{ ومن يكسب إثما فإنما يكسبه } ضر غيره به أم لم يضره، لأن عقابه عليه، وإن أسأتم فلها { وكان الله عليما } بكل شىء، ومن ذلك إثمه { حكيما } فى قوله وفعله، ومنه عقابه على الإثم، وقطع السارق.
[4.112]
{ ومن يكسب خطيئة } صغيرة { أو إثما } كبيرة أو الخطيئة ما لا عمد فيه، والإثم ما كان عمدا { ثم يرم به } أى بواحد منهما، لأن العطف بأو، والمذكر يغلب على المؤنث، أو بالكسب المدلول عليه بيكسب، كقوله تعالى:
وإن تشكروا يرضه لكم
[الزمر: 7]، أى يرضى الشكر، اعدلوا هو أقرب، أى العدل أقرب، ولا حاجة إلى أن يقال، ومن يكسب خطيئة ثم يرم بها بريئا منها أو إثما ثم يرم به كطعمة، وثم لتراخى الرتبة فإن البهتان أشد من ظلم الإنسان نفسه، والكذب محرم فى جميع الأديان { بريئا } منه كاليهودى { فقد احتمل } تحمل { بهتانا } برميه { وإثما مبينا } بينا بكسبه، وهو أشد من كاسب إثم بلا بهت، فله عقوبتان، لأن فيه تبرئة نفسه الخاطئة، ورمى البرىء منها، والبهت الإيقاع فى الحيرة والدهش، قال صلى الله عليه وسلم:
" الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، فقيل: أرأيت إن كان فى أخى ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته "
Unknown page