فأما من ثقلت موازينه
[القارعة: 6]، وهو مفعول مطلق ، أى ظلما يساوى ذرة، أو مفعول به، والمراد بالوزن البيان للمقدار، لا الوزن بكفات وعمود، { وإن تك حسنة يضاعفها } يضاعف ثوابها إلى عشرة إلى سبع مائة، وإلى أكثر كما مر فى البقرة على الصدقة، وروى أو داود عنه صلى الله عليه وسلم:
" من دخل السوق وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت، بيده الخير، وهو على كل شىء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة "
، وفى سنده ضعف، عن أبى هريرة ألفى ألف حسنة، وهو على ظاهره، وقيل المراد الكثرة، وفى حديث ضعيف من قال سبحان الله كتب الله له ألف حسنة وأربعا وعشرين ألف حسنة { ويؤت من لدنه أجرا عظيما } قال أبو هريرة إذا قال أجرا عظيما فمن يقدر قدره، والحسنة فى مكة بمائة ألف حسنة والسيئة بمائة سيئة، وفى غيرها بواحدة، وهذا الأجر العظيم زيادة فضل، سماها أجرا لبنائها عليه، ومضاعفة الحسنة تكريرها، والأجر العظيم ثوابها، وذلك أن تكون الصلاة عشر صلوات، أو سبعمائة صلاة فصاعدا، فيما قال بعض المحققين.
[4.41]
{ فكيف } يصنع المشركون من اليهود والنصارى وغيرهم، أو كيف حال هؤلاء الكفرة { إذا جئنا من كل أمة بشهيد } يشهد على عملهما واعتقادهما، وهو نبيها، كما يدل له قوله عز وجل { وجئنا بك على هؤلآء شهيدا } أى على أمتك، أو على المؤمنين، كقوله تعالى:
لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا
[البقرة: 143]، أو على الأنبياء الشاهدين على أممهم، أو على الأمم كلها تقوية لأنبيائهم.
[4.42]
{ يومئذ } يوم إذ جئنا من كل أمة بشيهد الخ، وإذ للمضى، وعبر بها لتحقق الوقوع { يود الذين كفروا } عموما { وعصوا الرسول } جنس الرسل، أو المراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كفر به { لو تسوى بهم الأرض } أبدلت التاء الثانية سينا، وأدغمت فى السين، والأصل تتسوى بتاءين مفتوحتين، وسين مفتوحة مخففة، ولو مصدرية، أى يودون أن تسوى الأرض بهم، بدفنهم فيها، والباء بمعنى على، أو للسببية، اى بدفنهم، أو للملابسة، أو يودون تسويها بهم بأن لم يبعثوا أو لم يخلقوا، أو يصيرون، ترابا كما رأوا الحيوانات صارت ترابا، أو يفرون بما يملأ الأرض، وفى ذلك غنية عن دعوى أن الأصل يودون أن تسوى الأرض بهم، لو تسوى بهم الأرض لسرهم ذلك { ولا يكتمون الله } هذا اللفظ مفعول غير صريح، أى عن الله { حديثا } الجملة حال، أو عطف على يود، لا على معموله، لأنهم لا يودون ألا يكتموه حديثا، بل رغبوا فى الكتم لو وجدوه، ولا يجدونه لأن جوارحهم تشهد عليهم لما قالوا،
Unknown page