266

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

[آل عمران: 159]، فلو لم تكن هذه الألطاف وأضعافها من الله ما يسر لها تزكية نفوسهم أبدا كما قال تعالى:

ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشآء

[النور: 21]، بهذه الأسباب وغيرها فهذه إشارات ولطائف لا تتحقق إلا لأهل الخير ولا عبرة في إدراكها بالعقول الجامدة لأهل العزة ولهذا خص الله تعالى حبيبه سيد المرسلين يعني: في ضمن هذه الآيات رموز وإشارات وأمارات ودقائق وحقائق وأنوار وأسرار : { نتلوها عليك } [البقرة: 252]؛ أي: نجلوها لديك { بالحق } [البقرة: 252]؛ أي: بالحقيقة كما هي: { وإنك لمن المرسلين } [البقرة: 252]، الذين عبروا على هذه المقامات وشاهدوا هذه الأحوال والكرامات وظفروا بقهر النفس وتبديل الأخلاق والصفات وصح لهم صفاء الأوقات ولذة المناجاة في الخلوات ثم فطموا عن ألبان تلك اللذات في حجر القربات وأرسلوا إلى أهل الغفلات، وعبدوا طواغيت وأصنام الشهوات ليدعوهم من دار الغرور إلى دار السرور من الظلمات إلى النور ولكنهم بالغوا إلى ما بلغت من تحقيق إشارة هذه الآيات لأنهم بالغوا مثل ما بلغت في قهر النفس بسيف الرياضات وكنت نبي السيف على النفس كما قال تعالى:

والذين أوتوا العلم درجات

[المجادلة: 11]، فالعلم هو الضوء من نور الوحدانية فكلم النفس بالخوف، وإنهم تدرجوا في الدرجات وما قاربوك في القربات، وما وصلوك في الوصلات، وإنهم ليلة المعراج وإن تابعوك في الصلوات؛ ولكنهم ما صاحبوك في الخلوات فإنهم بقوا في الشهوات وأنت عبرت عن المكونات ثم خصصت بقرب

قاب قوسين أو أدنى

[النجم: 9] خصصت، بسهم

فأوحى إلى عبده مآ أوحى

[النجم: 10]، فوجبت بالكلام بعد ما نوديت بالسلام وعاينت بعدما باينت وأبقيت بما أبقيت بعد ما أفنيت، أسري بك وأنت موسوم بالعبدية، فوصفت بالرحمة إذ أرسلت من مقام العندية ثم فطمت عن رضاع: " لي مع الله وقت " ، وابتليت بسفارة جبريل عليه السلام وقتا دون وقت ثم لقيت من القوم ما لقيت بعدما تعلمت عما سقيت فحق لك أن تقول:

" ما أوذي بي مثل ما أوذيت "

Unknown page