Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Genres
ومنها: أن القرآن لما أنزل على قلبه صلى الله عليه وسلم أنزل عليه آية وآيات أو سورة بدفعات في مدة ثلاث وعشرين سنة من سني النبوة؛ ليتصف قلبه بأخلاق القرآن، وما أشير إليه فيه ويتأدب بآدابه كما روي عن عائشة - رضي الله عنها - وعن أبيها حين سئلت ما كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى يقول:
وإنك لعلى خلق عظيم
[القلم: 4]، قالت: " كان خلقه القرآن " كقوله تعالى في جواب الكفار حين قالوا لولا أنزل عليه القرآن جملة واحدة قال تعالى:
كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا
[الفرقان: 32]، ومنها أن القرآن لما نزل أنزل على قلبه صار قلبه خاشعا خاضعا من خشية الله تعالى حتى قال:
" أنا أعلمكم بالله وأخشاكم منه "
، وهذا من خصائص إنزال القرآن على قلبه لقوله تعالى:
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله
[الحشر: 21]، ولو كانت التوراة أنزلت على قلب موسى عليه السلام لا في الألواح ما ألقى الألواح في حال الغضب، وما يحتاج إلى صحبة الخضر عليه السلام لتعلم العلم اللدني.
وقوله تعالى: { من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكل فإن الله عدو للكافرين } [البقرة: 98] أي: عدواتهم لله وملائكته لأن الله وملائكته عدو لهم يعني عداوتهم لله نتيجة عداوة الله تعالى لهم كقوله تعالى:
Unknown page