76

Tawdih

التوضيح لشرح الجامع الصحيح

Investigator

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث بإشراف خالد الرباط، جمعة فتحي

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

دمشق - سوريا

Genres

شرط اللقاء والمعاصرة عن البخاري فإنه لا يوجد ما يدل دلالة قاطعة على هذا الأمر (^١). قال"ابن خلدون" في مقدمة تاريخه في علوم الحديث، عن منهج البخاري: "وجاء محمد بن إسماعيل البخاري إمام المحدثين في عصره، وخرج أحاديث السنة على أبوابها في مسنده الصحيح، بجميع الطرق التي للحجازيين والعراقيين والشاميين، واعتمد منها ما أجمعوا عليه دون ما اختلفوا فيه، كما روى عن أهل الري وواسط وخراسان ومرو وبلخ وهراة ونيسابور وبخارى وغيرها، بخلاف غيره الذين لم يرحلوا إلى تلك البلاد". وفي الجرح والتعديل كان للبخاري منهج دقيق وأسلوب فريد، كان فيه كثير من التحري والتثبت، فإذا أنكر السماع من راو كان يقول:"لم يثبت سماع فلان من فلان". ولا يقول ورعًا "إن فلانًا لم يسمع من فلان" كما أكد ذلك صاحب "فيض الباري" نقلًا عن ابن حزم (^٢) كما كان أكثر ما يقول في الرجل المتروك أو الساقط "سكتوا عنه" أو "فيه نظر" أو "اتركوه". وقل أن يقول كذاب أو وضاع بل يقول: "كذبه فلان" أو "رماه فلان" يعني بالكذب. وكان أبلغ تضعيفه للمجروح قوله: "مُنكر الحديث" (^٣).

(^١) انظر "منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها" رسالة من إعداد أبي بكر الكافي، بإشراف د. حمزة المليباري، نشر دار ابن حزم ص ١٨٧، ٣٦٥. (^٢) "هدي الساري" ص ٤٨٨، "طبقات الشافعية" ٢/ ٧، "التعريف بالبخاري" ص ١٢٠. (^٣) "طبقات الشافعية" ٢/ ٩.

1 / 85