Tawali Tanis
توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس لابن حجر
Genres
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الحميدي قال: سمعت الشافعي يقول: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة، حتى كتبتها وجمعتها، ثم مررت برجل أزرق ناتئ الجبهة سناط، فذكر قصته معه، وأنه أكرمه إلى الغاية حتى هم أن يدفن كتب الفراسة، ثم ظهر له من لؤم الطباع فوق ما كان يظن فأبقاها.
أنبأنا إبراهيم بن داود شفاها أنا إبراهيم بن علي بن سنان أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم أنا أبو المكارم اللبان في كتابه أنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن داود بن منصور ثنا عبيد بن خلف البزار حدثني إسحاق بن عبد الرحمن سمعت حسين بن علي الكرابيسي يقول: سمعت الشافعي يقول: كنت امرئ أكتب الشعر فآتي البوادي فأسمع منهم، قال: فقدمت مكة مرة فخرجت وأنا أتمثل بشعر للبيد وأضرب وحشي قدمي بالسوط، فضربني رجل من ورائي من الحجبة، فقال: رجل من قريش ثم ابن عبد المطلب رضي من دينه ودنياه أن يكون معلما، وهل الشعر إذا استحكمت فيه إلا أن تقعد معلما تفقه يعلمك الله، قال: فنفعني الله بكلام ذلك الحجبي، ورجعت فكتبت عن ابن عيينة ما شاء الله أن أكتب، ثم كنت أجالس مسلم بن خالد الزنجي ، ثم قدمت على مالك بن أنس فكتبت موطأه فقلت: يا أبا عبد الله أقرأ عليك، فقال: تأتي برجل يقرأه علي فتسمع، فقلت: تسمع قراءتي، فقال لي: اقرأ، فلما سمع قراءتي، أذن، فقرأت عليه حتى بلغت، فقال لي: يا ابن أخي تفقه تعل.
قال: فجئت إلى مصعب الزبيري فكلمته أن يكلم بعض أهلنا -يعني من الطالبيين- فيعطيني شيئا من الدنيا فإنه كان بي من الفقر ما الله به عليم فكلمه، فقال: تكلمني في رجل كان منا فخالفنا إلى غيرنا- ينقم عليه أخذه عن مالك- قال: فأعطاني مائة دينار، ثم ذكر خروجه إلى اليمن ثم حمله إلى الرشيد ومناظرته محمد بن الحسن، وسيأتي بيان ذلك فيما بعد.
Page 113