153

Tawali Tanis

توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس لابن حجر

Genres

ومن طريق الحسن بن رشيق ثنا محمد بن يحيى بن آدم ثنا الربيع بن سليمان سمعت الشافعي يقول: قدمت مصر ولا أعرف أن مالكا يخالف من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ستة عشر حديثا، فنظرت فإذا هو يقول بالأصل ويدع الفرع، ويقول بالفرع ويدع الأصل.

وقال الحاكم: سمعت أبا العباس -يعني الأصم- يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط على الغلبة، وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب ولا ينسب إلي منه شيء.

وقال أبو أحمد بن عدي: سمعت أبا بكر بن أبي حامد -صاحب بيت المال بمصر- يقول: كنا في مجلس ابن الفرات وفي المجلس أبو موسى الضرير -شيخ أصحاب الرأي إذ ذاك- فقال ابن الفرات لأبي موسى: أسألك عن رجلين فأجبني عنهما، قال يقول الوزير، قال: يحيى بن أكثم، قال: لا ينكر علمه ومحله من السلطان ما قد علمت حتى كان المأمون يدخله معه في فراشه، صنف الكتب وفصاحته ومعرفته، لا أرى يجتمع على قوله نفسان، وهذا الشافعي وافى العراق [متلففا] وما له عند السلطان محل، صنف الكتب وأرى ذكره كل يوم يعلو والاجتماع [على قوله] أكثر، فأطرق أبو موسى ساعة ثم قال: أقول إن الشافعي أراد الله بعلمه فرفعه الله.

وأخرج الحاكم من طريق محفوظ بن أبي توبة قال: سمعت الشافعي يقول: يقولون [إني إنما] أخالفهم للدنيا، وكيف يكون ذلك والدنيا معهم، وإنما يريد الإنسان الدنيا لبطنه [وفرجه] وقد منعت من ما ألذ من المطاعم ولا سبيل إلى النكاح -يعني لما كان به من [البواسير]، ولكن لست أخالف إلا من خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

Page 175