بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية (١)
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب " كتاب التشبيهات من أشعار الأندلس " سنة ١٩٦٦، وعلى ضوء ما قدمه من حقائق جديدة حول الشعر الأندلسي في العصر الأموي والعامري استطعت أن أجري تعديلات هامة وأورد نماذج جديدة في الطبعة الثانية من كتابي " تاريخ الأدب الأندلسي؟ عصر سيادة قرطبة " (١٩٦٩) . وفي هذه السنة نفسها ظهرت طبعة أخرى لكتاب التشبيهات، مكتوبة بخط اليد ومصدرة بمقدمة ألمانية، وقد قام بذلك كله الأستاذ عبد الستار محمد إبراهيم حسنين (الذي أرمز له في هذه الطبعة بالحرف ح إن لم أذكر اسمه كاملا، طلبا للاختصار) . ويظهر من الصفحة الأولى أن الأستاذ المذكور قد نال على تحقيق هذا الكتاب شهادة الدكتوراه من جامعة كيل، وكان أستاذه المشرف هو المستشرق الألماني الأستاذ هوينرباخ؛ ثم علمت أن الأستاذ " هوينرباخ " قد ترجم هذا الكتاب إلى الألمانية اعتمادا على تحقيق تلميذه، فيما يقول.
دعني أقر قبل الاسترسال في الحديث، والحديث ذو شجون، أنه ليس لدينا من كتاب التشبيهات حتى اليوم سوى نسخة وحيدة هي تلك التي تحمل رقم: ٤٦٠٢ بمكتبة إسماعيل صائب بأنقرة، وأن الشعر الذي تحتويه هذه النسخة ليس كثير الدوران في المصادر، وأن النسخة سيئة أو بالغة السوء إن شئت، تحريفا، وخطأ في الضبط، وقلة إعجام، وأن طرحها بين يدي تلميذ يتمرن
_________
(١) أقر أن في هذه المقدمة خروجا على منهج التزمته في التحقيق، وهو عدم التصدي للمماحكات والتهجميات. ولكن الدعوى في هذا الميدان قد استعر أوارها في السنوات الأخيرة، وأصبح الصمت مظنة ضعف أو إقرار بالخطأ؛ فلهذا أحببت أن أتحدث عن بعض الأوليات التي كنت أظن أنها ليست بحاجة إلى توضيح.
1 / 1