ويقول سامي في هدوء: سنرد به الظالمين عن ظلمهم.
وتتعالى «كيف؟» مرة أخرى. - أنتم جميعا تعرفون فواز الشيمي؟ - نعم. - لقد رتب لي عيونا في رجال أبي. - وإذن؟
ويقول سامي: حين نذهب جميعا إلى المركز نتكلم في التفاصيل.
ويقول محمود: جميعا؟
ويقول سامي: جميعا ... لقد رتبت كل شيء.
ويهوم الصمت على الجميع ... صمت فيه سعادة غامرة، وفيه تشوق، وتطلع إلى المستقبل ورضى عنه، واطمئنان أيضا.
18
كان من أيسر الأمور على سامي أن ينتقل إلى مدرسة المركز، فمن ذاك المدرس الذي يعمل في مدرسة بأقصى الصعيد، ولا يتمنى أن ينتقل إلى القاهرة؟! خاصة إذا كان هو نفسه من أبناء القاهرة، وهكذا تم البدل بينه وبين وصفي عبد القوي في سهولة بالغة. وكذلك كان يسيرا على رشيدة أن تطلب إجراء البدل مع تفيدة السلامية.
أما مأمون فقد اختار مكتب لطفي مصطفى المحامي ليقضي به مدة التمرين، وقد رحب به لطفي كل الترحيب، وكيف لا وهو ابن زين الرفاعي، ووجوده بالمكتب سيجعل أهالي قرية التمرة والمنطقة المحيطة بها يتدفقون على المكتب في جميع شئونهم القانونية.
أما صميدة وشملول ومحمود، فقد تركوا زوجاتهم بالقاهرة، ورجعوا إلى المركز يتجمعون تحت الراية التي رفعها سامي من نص الآية الكريمة:
Unknown page