Mowafek EL-Din Abd AL-Latif AL-Baghdadi (557-629ه/1162-1231م)
هو الشيخ الإمام الفاضل موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف ابن محمد بن علي بن أبي سعد ويعرف بابن اللباد؛ موصلي الأصل، بغدادي المولد. ولد ببغداد سنة 557ه/1161م. كان مشهورا بالعلم متحليا بالفضائل، مليح العبارة، كثير التصنيف، وكان متميزا في النحو واللغة العربية عارفا بعلم الكلام والطب، وكان قد اعتنى كثيرا بصناعة الطب لما كان بدمشق، واشتهر بعلمها، وكان يتردد عليه جماعة من التلاميذ، وغيرهم من الأطباء للقراءة عليه، وكان قد سمع الحديث في صباه من جماعة من المشتغلين بعلم الحديث، وكان الشيخ موفق الدين عبد اللطيف كثير الاشتغال، لا يخلي وقتا من أوقاته من النظر في الكتب، والتصنيف، والكتابة وكان كثير العناية بكتب أرسطاطاليس.
وفي سنة 585ه انتقل إلى الموصل، ولقي بها جماعة من العلماء، وأقام بها سنة في اشتغال دائم في التدريس، ثم دخل دمشق وصنف بها التصانيف الجمة، ثم توجه إلى القدس، ثم دخل مصر بتوصية من القاضي الفاضل إلى وكيله بالقاهرة وهو ابن سناء الملك، فلقي فيها كل إكرام، وأقام بمسجد الحاجب لؤلؤ، يقرئ الناس، وكان قصده في مصر ثلاثة أنفس: ياسمين السيمائي، والرئيس موسى بن ميمون اليهودي، وأبو القاسم الشارعي، فوجد ياسمين كذابا مشعبذا، وجاءه موسى فوجده فاضلا لا في الغاية قد غلب عليه حب الرياسة، وخدمة أرباب الدنيا، وعمل كتابا في الطب جمعه من الستة عشر لجالينوس، ومن خمسة كتب أخرى، وشرط أن لا يغير فيها حرف إلا أن يكون واو عطف، أو فاء وصل، وعمل كتابا لليهود سماه كتاب الدلالة، ولعن من يكتبه بغير القلم العبراني.
قال موفق الدين: ووقفت عليه فوجدت كتاب سوء يفسد أصول الشرائع والعقائد بما يظن أنه يصلحها، ولقي أبا القاسم الشارعي فوجده كما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، ثم عاد إلى القدس، وقابل صلاح الدين، ورسم له بثلاثين دينارا في كل شهر على ديوان الجامع بدمشق، وأطلق له أولاده رواتب حتى بلغ ما تقرر له كل شهر مائة دينار، ثم دخل صلاح الدين دمشق وحم ثم مات، ووجد الناس عليه كما يجدون على الأنبياء، فعاد موفق الدين إلى مصر، وأخذ يقرئ الناس بالجامع الأزهر، وأقام بالقاهرة مدة وله الراتب والجرايات من أولاد الملك الناصر صلاح الدين، وأتى مصر ذلك الغلاء العظيم والموتان الذي لم يشاهد مثله، وألف الشيخ موفق الدين في ذلك كتابا ذكر فيه أشياء شاهدها، أو سمعها ممن عاينها، تذهل العقل، وسمى ذلك الكتاب: كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر (وهو مطبوع).
ولما ملك السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب مصر وأكثر الشام والشرق، وتفرق أولاد صلاح الدين، توجه الشيخ موفق الدين إلى القدس، ثم إلى دمشق وتميز فيها بصناعة الطب، وصنف فيها كتبا كثيرة، ثم سافر إلى حلب وقصد بلاد الروم وكان في خدمة الملك علاء الدين داود بن بهرام صاحب أرزنجان سنة 625ه، ثم رحل إلى حلب، ثم خطر له أن يحج ويجعل طريقه على بغداد، وأن يقدم بها للخليفة المستنصر بالله أشياء من تصانيفه، ولما وصل بغداد مرض في أثناء ذلك وتوفي ثاني عشر المحرم سنة 629ه ودفن بالوردية عند أبيه بعد أن غاب عن بغداد خمسا وأربعين سنة.
ولعبد اللطيف البغدادي من الكتب ما لا يعد، نذكر ما كان منها في النبات: (1)
اختصار كتاب الأدوية المفردة لابن وافد. (2)
اختصار كتاب الأدوية المفردة لابن سمجون. (3)
كتاب كبير في الأدوية المفردة (أصيبعة ج2 ص214). (4)
اختصار كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري (كشف الظنون ج2 ص168)
Unknown page