مقدمة المصنف
النبات عند العرب
الباب الأول: تاريخ النبات في جزيرة العرب
كيف دونت أسماء النبات والشجر؟
العلماء ممن دون أسماء النبات
الباب الثاني: تاريخ النبات باعتباره من العقاقير أو ما يسمى بالمفردات الطبية
في الدولة العباسية
في مصر
علماء الأندلس والمغرب
ما نقل من النبات من اللسان الهندي إلى العربية
الباب الثالث: تاريخ النبات من وجهة الفلاحة
الفلاحة الرومية
الفلاحة النبطية
الفلاحة الفارسية
الفلاحة الأندلسية
الباب الرابع: النبات عند جغرافي العرب وروادهم
النبات في رحلات جغرافي العرب
أهم المصادر والمراجع
المراجع الإفرنجية
مقدمة المصنف
النبات عند العرب
الباب الأول: تاريخ النبات في جزيرة العرب
كيف دونت أسماء النبات والشجر؟
العلماء ممن دون أسماء النبات
الباب الثاني: تاريخ النبات باعتباره من العقاقير أو ما يسمى بالمفردات الطبية
في الدولة العباسية
في مصر
علماء الأندلس والمغرب
ما نقل من النبات من اللسان الهندي إلى العربية
الباب الثالث: تاريخ النبات من وجهة الفلاحة
الفلاحة الرومية
الفلاحة النبطية
الفلاحة الفارسية
الفلاحة الأندلسية
الباب الرابع: النبات عند جغرافي العرب وروادهم
النبات في رحلات جغرافي العرب
أهم المصادر والمراجع
المراجع الإفرنجية
تاريخ النبات عند العرب
تاريخ النبات عند العرب
تأليف
أحمد عيسى
بسم الله الرحمن الرحيم )
وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون (
صدق الله العظيم
سورة الأنعام الأية (99)
مقدمة المصنف
بقلم دكتور أحمد عيسى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين. وبعد:
فهذا مختصر في تاريخ النبات عند العرب والأطوار التي قطعها من جمع وتقييد، ثم التقلبات والتغيرات التي طرأت عليه في استعماله في الزراعة والعطارة والتداوي، وما تفنن فيه العرب في جميع البلدان من التجارب المفيدة في ارتقائه من جميع النواحي؛ كما سيظهر ذلك في متن الكتاب، حتى بلغ منزلة لا يمكن التقليل من قدرها ولا سيما في بلاد كالأندلس حيث بلغ فيها الحد أن يستولد وردا أسود، وأن يكتسب بعض النبات صفات بعض العقاقير في مفعوله الدوائي، وهكذا إلى ما يدهش الباحث ويشغل ذهن المجرب.
والله أسأل أن ينفع به الناس ويكون باعثا للنشء على الاقتداء بأسلافه، بل والزيادة عليه تبعا للارتقاء العصري العجيب.
وفيما ذكرت من الشرح لم أتعرض في شيء لتاريخ علم النبات الحديث.
غرة رجب الفرد سنة 1363ه/22 يونية سنة 1944م
النبات عند العرب
لكتابة تاريخ النبات عند العرب يتعين النظر إليه والبحث فيه من جملة نواح حتى تتكون من مجموع تلك البحوث خلاصة تامة شاملة لتاريخ جميع أدواره يمكن الركون إليها.
والنواحي التي يجب طرقها والولوج فيها لدراسة النبات أربع نواح:
الأولى:
الناحية اللغوية البحتة. أعني درس النبات في قلب جزيرة العرب، وعلاقة ذلك بصحيح اللغة العربية.
الثانية:
دراسة تاريخ النبات باعتباره من العقاقير أو ما يسمى بالمفردات الطبية.
الثالثة:
دراسة النبات من وجهة الفلاحة.
الرابعة:
دراسة ما دونه العرب في رحلاتهم وكتبهم مما رأوه واختبروه من النبات في جميع الأقطار التي جابوها خارجا عن بلادهم الأصلية.
الباب الأول
تاريخ النبات في جزيرة العرب
لما كانت العرب تسكن البوادي؛ كانت على شيء كثير من صحة الأجسام، وتوقد الذكاء، وجودة الفطنة. ونقاء القرائح؛ لما أكسبهم الله من صفاء الجو، ونقاء الفضاء، وكانت تجول الأرض، وتتخير البقاع، وترتاد المواطن، وتسكن الأغوار؛ كغور بيسان، وغور غزة من بلاد فلسطين، والأردن وبلاد الشام؛ وكانت لهم عدا ذلك مياه يجتمعون عليها، ومقاطع يعرجون عليها، وكانت لهم التهائم وأنجاد الأرض، والبقاع والقيعان والوهاد، وغيرها من البلاد المعروفة لهم، والمياه المشهورة بهم، كماء ضارج، وماء العقيق، والسلباط، وما أشبه ذلك من المياه؛ لذلك كان وصفهم لما يقع تحت نظرهم، وما يحيط بهم من سماء، وأفلاك، وأنواء، ونجوم، ودارات، وجماهير، وحيوان، ووحوش، وطير، وهوام، ورحل، ومنزل، وزرع، ونبات، وشجر ... إلخ؛ مما لا يحصره الذهن، ويضيق عنه الحصر، وصف الخبير المحنك، والعليم المجرب.
وكان للنبات والشجر من عنايتهم منزلة الضرورة الماسة لما يحتاجونه منها لرعي ماشتيهم، يرتادونها في كل مكان، وينتجعونها حيث وجدت، ويرحلون إليها صيفا وشتاء.
وكانت هذه النباتات بأسمائها ومسمياتها تشغل حيزا كبيرا من لغتهم، واتصلت بهاته اللغة اتصالا وثيقا، فدونت مع اللغة، وحفظت في دواوينهم جزءا لا ينفصل عنها.
وكان السبب في تدوينها: أنه لما اتسعت للعرب الفتوحات واختلطوا بالأعاجم، ورأوا اختلاف الآراء، وانتشار المذاهب، وتطرق الفساد إلى اللغة، آل الأمر إلى التدوين والتحصين عملا بقول النبي
صلى الله عليه وسلم : «العلم صيد والكتابة قيد، قيدوا رحمكم الله علومكم بالكتابة».
وكان ابتداء العرب بالتصنيف والتدوين في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، فقيل: إن أول من صنف في الإسلام: الإمام عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج البصري المتوفى سنة 155 للهجرة.
وقيل: أبو النصر سعيد بن أبي عروبة المتوفى سنة 156ه (ذكرهما الخطيب البغدادي).
وقيل: ربيع بن صبيح المتوفى سنة 160ه.
ثم أخذ غيرهم في التصنيف في المدينة المنورة وفي اليمن وفي الكوفة والبصرة وفي مصر وخراسان؛ وكان مطمح نظرهم بالتدوين ضبط معاقد القرآن والحديث ومعانيهما؛ ثم دونوا فيما هو كالوسيلة إليهما (كشف الظنون ج1 ص22) وأول الوسائل إلى فهم القرآن هو اللغة فأخذ العرب في جمع شتاتها ولم شعثها، وألفوا المصنفات المتعددة في جميع موادها، وكانوا مما عنوا به وجدوا في تدوينه الزرع، والنبات، والشجر، والكرم، والعنب، والبقل، والنخل، وغير ذلك مما سيأتي ذكره، شأنها كشأن باقي حروف اللغة سواء بسواء.
كيف دونت أسماء النبات والشجر؟
حينما ابتدأ العرب في تدوين اللغة، وتقييد شواردها، وضبط أوابدها، كانت لهم من الأمصار التي نشأ العلماء بها البصرة والكوفة والحيرة، ثم بعد ذلك بغداد، وغيرها من الأمصار، فكانت هذه الأمصار مقرا للعلماء الذين انشغلوا بالتقييد والتعليم، ومهبطا لفصحاء الأعراب الوافدين عليها من البادية، حاملين إلى سكان الأمصار صحيح اللغة وفصيحها الذي لم يتطرق إليه الفساد بالاختلاط بالأعاجم من الأمم الأخرى، فيلقون فيها الدروس لمن يستمع لهم، ويتنافس العلماء في الأخذ والرواية عنهم.
فهؤلاء الأعراب الذين وفدوا من صميم جزيرة العرب على الأمصار، هم الذين نقلوا فصيح اللغة، هم الذين عول العلماء في التدوين على آرائهم، وسنذكر بعضا منهم، والجهات التي نزلوا عليها. (1)
أبو مالك عمرو بن كركرة:
كان أعرابيا يعلم بالبادية، ويورق بالحضر؛ ويقال: إن أبا مالك كان يحفظ اللغة كلها. (2)
يونس بن حبيب:
كان من أصحاب عمرو بن العلاء، وكانت حلقته بالبصرة، وينتابها طلاب العلم، وأهل الأدب، وفصحاء الأعراب، ووفود البادية؛ قال بعضهم: إنه مولى لبنى الليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة، وقيل: إنه يكنى بأبى محمد مولى ضبة. توفي سنة 183ه في خلافة هارون الرشيد وقد جاوز المائة. (3)
أبو زياد الكلابي:
من بني عامر بن كلاب، وهو أعرابي بدوي، قدم بغداد أيام المهدي (158ه-169ه) وأقام بها أربعين سنة وبها مات. (4)
أبو سوار الغنوي:
وعنه أخذ أبو عبيدة ومن دونه. (5)
أبو السمح:
أعرابي بدوي نزل الحيرة. (6)
أبو مسحل:
أعرابي ويكنى بأبي محمد واسمه عبد الوهاب بن جريش؛ حضر بغداد وافدا على الحسن بن سهل، وله مع الأصمعي مناظرات. (7)
أبو ثروان العكلي:
من بني عكل، أعرابي فصيح، يعلم بالبادية؛ كذا ذكره يعقوب بن السكيت. (8)
ابن محلم الشيباني:
أعرابي أعلم الناس بالشعر واللغة، توفي سنة 248ه. (9)
أبو ضمضم الكلابي:
وهو أبو عثمان سعيد بن ضمضم، وفد على الحسن بن سهل. (10)
البهدلي:
واسمه عمر بن عامر ويكنى أبا الخطاب، أخذ عنه الأصمعي وجعله حجة. (11)
الحرماذي أبو علي الحسن بن علي:
أعرابي بدوي راوية، قدم البصرة ونزل بها. (12)
أبو العميثل:
أعرابي واسمه عبد الله بن خليد مولى جعفر بن سليمان، وكان يؤدب ولد عبد الله بن طاهر. توفي سنة 240ه. (13)
أبو خيرة نهشل بن زيد:
أعرابي بدوي من بني عدي دخل الحيرة. (14)
ابن أبي صبح عبد الله بن عمر بن صبح المازني:
أعرابي بدوي نزل بغداد وبها مات، وكان فصيحا أخذ عنه العلماء. (15)
الفقعسي محمد بن عبد الملك الأسدي:
راوية بني أسد. أدرك المنصور ومن بعده، وعنه أخذ العلماء مآثر بني أسد، وسيأتي ذكر هؤلاء الأعراب الفصحاء في تراجم الذين نقلوا عنهم النبات.
وكان العلماء في الأمصار لا يكتفون في تدوين اللغة بما يسمعونه من الأعراب الذين يفدون عليهم عند تحقيق أمر من أمور اللغة، بل كانوا هم أنفسهم ينزلون البادية للتحقيق والتمحيص، ويسمعون بآذانهم منطق العرب الفصحاء فيما أشكل عليهم لفظه، أو ارتابوا في حقيقته. ونستدل على ذلك بما جاء في لسان العرب عن هؤلاء العلماء وعن كيفية تحقيقهم في اللغة؛ لا سيما فيما يختص منها بأسماء النبات:
جاء في لسان العرب في مادة عفار:
قال أبو حنيفة: أخبرني بعض أعراب السراة أن العفار شبيه بشجرة الغبيراء الصغيرة إذا رأيتها من بعيد لم تشك أنها شجرة غبيراء ونورها أيضا كنورها وهو شجر خوار ولذلك حاد للزناد.
وجاء في مادة السيكران:
قال أبو حنيفة: السيكران مما تدوم خضرته القيظ كله؛ قال: وسألت شيخا من الأعراب عن السيكران، فقال: هو السخر، ونحن نأكله رطبا، أي أكل؛ قال: وله حب كحب الرازيانج.
وجاء في مادة عتر:
العتر: شجر صغار له جراء نحو جراء الخشخاش وهو المرزنجوش. قال: وقال أعرابي من ربيعة: العترة شجيرة ترتفع ذراعا ذات أغصان كثيرة وورق أخضر مدور كورق التنوم.
وجاء في مادة القلار القلار:
والقلاري ضرب من التين أضخم من الطبار والجميز. قال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي قال: هو تين أبيض متوسط ويابسه أصفر كأنه يدهن بالدهان لصفائه؛ وإذا كثر كزم بعضه بعضا كالثمر.
وجاء في مادة الرشاء:
قال أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من ربيعة قال: الرشاء من الحمة ولها قضبان كثيرة العقد وهي مرة جدا ... إلخ.
وجاء في مادة كشمخة:
قال الأزهري: أقمت في رمال بني سعد فما رأيت كشمخة، ولا سمعت بها، وأحسبها نبطية وما أراها عربية. والكشمخة: الملاح.
وجاء في مادة مصاح:
قال الأزهري: رأيت في البادية نباتا يقال له: المصاح والثداء، له قشور بعضها فوق بعض كلما قشرت أمصوحة ظهرت أخرى وقشوره تقوي جدا.
وجاء في مادة مرخ:
المرخ والعفار وهما شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر ويسوى من أغصانها الزناد فيقتدح بها. قال الأزهري: وقد رأيتها في البادية.
العلماء ممن دون أسماء النبات
ذكرنا كيف كان فصحاء الأعراب يفدون على الأمصار للتعليم وبث اللغة، وكيف كان علماء الأمصار أنفسهم ينزلون البادية لأخذ اللغة من مصادرها والتحقق منها قبل أن يدونوها، والآن نذكر العلماء الذين جمعوا أسماء النبات والشجر ودونوها وصنفوا فيها المؤلفات الممتعة اعتبارا منهم أنها جزء من اللغة. (1) الخليل بن أحمد
AL-khalil Ibn Ahmed (100-170ه/718-786م)
هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي: ويقال: الفرهودي نسبة إلى فراهيد بن مالك بن فهم الأزدي البصري سيد الأدباء في علمه وزهده. قال السيرافي: كان الغاية في تصحيح القياس واستخراج مسائل النحو وتعليله، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وروى عن أيوب وعاصم الأحول وغيرهما، وأخذ عنه الأصمعي وسيبويه، والنضر بن شميل وأبو فيد مؤرج السدوسي، وعلي بن نصر الجهضمي وغيرهم، وهو أول من استخرج العروض وضبط اللغة وحصر أشعار العرب، وكانت معرفته بالإيقاع هو الذي أحدث له علم العروض؛ وروى أنه كان يقطع بيتا من الشعر فدخل عليه ولده في تلك الحالة فخرج إلى الناس وقال: إن أبي قد جن، فدخل الناس عليه وهو يقطع البيت فأخبروه بما قال ابنه، فقال له:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني
أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني
وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
ووجه إليه سيلمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي وكان والي فارس والأهواز لتأديب ولده، فأخرج الخليل لرسول سليمان خبزا يابسا وقال: ما دمت أجده فلا حاجة لي إلى سليمان.
وللخيل من التصانيف: (1)
كتاب الإيقاع. (2)
كتاب الجمل. (3)
كتاب الشواهد. (4)
كتاب العروض. (5)
كتاب النغم. (6)
كتاب النقط والشكل. (7)
كتاب في العوامل. (8)
كتاب العين في اللغة.
ويقال: إنه لليث بن نصر بن سياد، عمل الخليل منه قطعة وأكمله الليث.
وله كتاب: فائت العين، وكتاب العين، هذا يشمل جملة صالحة من أسماء النبات والشجر.
توفي الخليل سنة 180ه، وقيل: 170ه وله أربع وسبعون سنة . (2) النضر بن شميل
AL-NADR Ibn Shomayl (122-203ه/740-819م)
هو النضر بن شميل بن خرشه بن يزيد بن كلثوم التميمي المازني : النحوي اللغوي الأديب. ولد بمرو، ونشأ بالبصرة، وأخذ عن الخليل بن أحمد، وأقام بالبادية زمنا طويلا، فأخذ عن فصحاء الأعراب، كأبي خيرة الأعرابي، وأبي الدقيس، وغيرهما، وهو ثقة حجة احتجوا به في الصحاح، ولما ضاقت عليه الأسباب في البصرة، عزم على الخروج إلى خراسان فشيعه من أهل البصرة نحو ثلاثة آلاف من المحدثين والفقهاء واللغويين والنحاة والأدباء، فسار إلى مرو وأقام بها، فأثرى. وكان النضر من أهل السنة، وولي القضاء بمرو فأقام العدل؛ وكان متقللا متقشفا. وتوفي النضر بن شميل في ذي الحجة سنة 304ه (ياقوت) أو ثلاث (الفهرست).
وله من التصانيف: (1)
كتاب الصفات في اللغة (خمسة أجزاء):
الجزء الأول:
يحتوي على خلق الإنسان والجود والكرم، وصفات النساء.
الجزء الثاني:
يحتوي على الأخبية والبيوت وصفة الجبال والشعاب والأمتعة.
الجزء الثالث:
للإبل فقط.
الجزء الرابع: : يحتوي على الغنم، والطير، والشمس، والقمر، والليل، والألبان، والكمأة، والآبار، والحياض، والأرشية، والدلاء، وصفة الخمر.
الجزء الخامس:
يحتوي على الزرع، والكرم، والعنب، وأسماء البقول، والأشجار، والرياح، والسحاب، والأمطار. (2)
كتاب السلاح. (3)
كتاب خلق الفرس. (4)
كتاب الأنواء. (5)
كتاب المعاني. (6)
كتاب غريب الحديث. (7)
كتاب المصادر. (8)
كتاب المدخل إلى كتاب العين. (9)
كتاب الجيم. (10)
كتاب الشمس والقمر ... وغير ذلك. (3) أبو عبيدة البصري
Abu Obayda AL-Basry (110-209ه/728-824م)
أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي: مولى بني تيم؛ تيم قريش رهط أبي بكر الصديق، كان من أعلم الناس باللغة، وأنساب العرب وأخبارها، وهو أول من صنف في غريب الحديث، أخذ عنه يونس بن حبيب، وأبو عمرو بن العلاء وأخذ عن أبي عبيدة أو عبيد القاسم بن سلام، والأثرم علي بن المغيرة، وأبو عثمان المازني، وأبو حاتم السجستاني وغيرهم. قال أبو العباس المبرد: كان أبو عبيدة عالما بالشعر والغريب والأخبار والنسب، وقال ابن قتيبة: كان الغريب أغلب عليه وأيام العرب وأخبارها، وقال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا إجماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة، ويحكى أنه كان يرى رأي الخوارج الأباضية، وقيل: كان شعوبيا يطعن في الأنساب، أرسل إليه الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه فقدم إلى بغداد سنة 188ه، واتصل بالرشيد، وكانت ولادة أبي عبيدة في رجب سنة 110ه (ياقوت)، وقيل: سنة 114ه (ابن النديم)، وتوفي أبو عبيدة سنة 208ه، وقيل: سنة 207ه، وقيل: سنة 9، وقيل: سنة 11، وقيل: 13، وله ثمان وتسعون سنة.
وله من التصانيف: (1)
كتاب غريب القرآن. (2)
كتاب غريب الحديث. (3)
كتاب التاج. (4)
كتاب الديباج. (5)
كتاب خلق الإنسان. (6)
كتاب الزرع. (7)
كتاب الفرس. (8)
كتاب الإبل. (9)
كتاب الرحل. (10)
كتاب البازي. (11)
كتاب الحمام. (12)
كتاب الحيات. (13)
كتاب العقارب. (14)
كتاب الخيل. (15)
كتاب أسماء الخيل. (16)
كتاب السيف. (17)
كتاب الشوارد. (18)
كتاب بيوتات العرب. (19)
كتاب القبائل. (20)
كتاب مثالب العرب. (21)
كتاب الأيام. (22)
كتاب قضاة البصرة.
وغير ذلك، فقد قيل: إن تصانيفه تقارب المائين. (4) الأصمعي
AL-Asmaay (122-216ه/740-831م)
أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مطهر المعروف بالأصمعي الباهلي: كان الأصمعي صاحب لغة ونحو، وإماما في الأخبار والنوادر، والملح والغرائب. سمع شعبة بن الحجاج، والحمادين، ومسعر بن كدام، وغيرهم. وروى عنه عبد الرحمن بن أخيه، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو هاشم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وغيرهم؛ وهو من أهل البصرة، وقدم بغداد في زمن هارون الرشيد، قال عمر بن شبة: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة، وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: ما عبر أحد من العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.
وقال أبو أحمد العسكري: لقد حرص المأمون على الأصمعي وهو بالبصرة أن يصير إليه فلم يفعل، واحتج بضعفه وكبره، فكان المأمون يجمع المشكل من المسائل ويسيرها إليه ليجيب عنها.
وكانت ولادة الأصمعي سنة 122ه، وقيل: 123ه، وتوفي في صفر سنة 216ه، وقيل: 214ه، وقيل: 217ه.
وقال الخطيب أبو بكر: بلغني أن الأصمعي عاش 88 سنة.
وللأصمعي من التصانيف: (1)
كتاب خلق الإنسان (ط). (2)
كتاب الأجناس. (3)
كتاب الأنواء. (4)
كتاب الهمزة. (5)
كتاب المقصور والممدود. (6)
كتاب الفرق. (7)
كتاب الصفات. (8)
كتاب الأثواب. (9)
كتاب الميسر والقداح. (10)
كتاب خلق الفرس. (11)
كتاب الخيل. (12)
كتاب الإبل (ط). (13)
كتاب الشاة. (14)
كتاب الأخبية والبيوت. (15)
كتاب الوحوش. (16)
كتاب فعل وأفعل. (17)
كتاب الأمثال. (18)
كتاب الأضداد. (19)
كتاب الألفاظ. (20)
كتاب السلاح. (21)
كتاب اللغات. (22)
كتاب مياه العرب. (23)
كتاب النوادر. (24)
كتاب أصول الكلام. (25)
كتاب القلب والإبدال. (26)
كتاب جزيرة العرب. (27)
كتاب الاشتقاق. (28)
كتاب معاني الشعر. (29)
كتاب المصادر. (30)
كتاب الأراجيز. (31)
كتاب النحلة «كتاب النبات والشجر». (32)
كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه. (33)
كتاب غريب الحديث. (34)
كتاب نوادر الأعراب. (35)
كتاب الخراج. (36)
كتاب السرج واللجام والزي والنعال. (37)
كتاب النسب. (38)
كتاب الأصول. (39)
كتاب المذكر والمؤنث. (40)
كتاب أسماء الخمر.
وغير ذلك. (4-1) كتاب النبات والشجر للأصمعي
طبع هذا الكتاب طبعه أغست هفنر
Auguste Haffner
والأب لويس شيخو في بيروت سنة 1908م. وفي هذا الكتاب مقدمة بسيطة في الكلام على النبات عامة، فذكر أولا أسماء الأرض في حالاتها المختلفة من حيث قبولها للزرع والنبات، ثم أسماء النبات في حالاته من نمو، وكثرة، وقوام وازدهار، وإدراك ... إلخ، ثم قسم النبات إلى أحرار وغير أحرار أو ذكور، ما رق منها ورطب.
فأحرار البقل ما رق وعتق (أي حسن وكرم)، وذكورها ما غلظ وخشن وذكر بعض أسماء النبات لكل من النوعين.
ثم قسم النبات أيضا إلى: حمض وإلى خلة، فقال: الحمض ما كان مالحا، والخلة ما لم يكن فيه ملوحة، وقال: إن الخلة عند الإبل بمنزلة الخبز، والحمض بمنزلة اللحم، قال: إذا أكلت الإبل الخلة صلب لحمها، واشتد طرقها، وإذا أكلت الحموض اندلقت بطونها، وكبرت أدبارها، فأسرعت الانهشام، أي السقوط والجزع، ولا تصبر صبر الخلية وأتى بأسماء الحمض.
ثم ذكر من أسماء النبات ما ينبت في السهل، وما ينبت في الرمل، من الشجر وغيره، ثم أتى بأسماء الشجر، وبلغ عدد أسماء النبات التي ذكرها نحو 280 اسما، وأكثر أسماء النبات في هذا الكتاب غير محلي التحلية الكافية التي تعرفه. (5) هشام بن إبراهيم الكرماني
AL-kermany
هشام بن إبراهيم الكرماني أبو علي: من كرنبا بلدة بالأهواز، أخذ عن الأصمعي وغيره من الكوفيين، وكان عالما باللغة، وأيام العرب، وأشعارها.
صنف كتبا كثيرة منها: (1)
كتاب الحشرات. (2)
كتاب الوحش. (3)
كتاب خلق الإنسان. (4)
كتاب النبات. (6) أبو زيد الأنصاري
AL-Ansary (119-215ه/737-830م)
أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن زيد بن قيس بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي البصري النحوي اللغوي: كان من أئمة الأدب، وإنما غلبت عليه اللغة والغريب والنوادر، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وأخذ عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو العيناء، وأبو حاتم السجستاني، وعمر بن شبة، ورؤبة بن العجاج، وغيرهم. وكان يرمى بالقدر ولكن دفع عنه ذلك أبو حاتم، وكان ثقة في روايته، وروى له أبو داود سننه، والترمذي في جامعه.
وكان سيبويه: إذا قال: سمعت الثقة، يريد أبا زيد الأنصاري، وتوفي أبو زيد بالبصرة سنة 215ه في خلافة المأمون، وقد جاوز التسعين.
وله من التصانيف: (1)
كتاب الإبل والشاة. (2)
كتاب بيوتات العرب. (3)
كتاب خلق الإنسان. (4)
كتاب الجود والبخل. (5)
كتاب الأمثال. (6)
كتاب الحلبة. (7)
كتاب الجمع والتثنية. (8)
كتاب الغرائز. (9)
كتاب غريب الأسماء. (10)
كتاب الفرق. (11)
كتاب القوس والترس. (12)
كتاب اللغات. (13)
كتاب اللبن. (14)
كتاب المطر. (15)
كتاب المياه. (16)
كتاب المقتضب. (17)
كتاب المصادر. (18)
كتاب النوادر. (19)
كتاب الوحوش. (20)
كتاب النبات والشجر.
وغير ذلك. (7) أبو عبيد القاسم بن سلام
Abu Obayd AL-Kasem Ibn Salam (157-224ه)
أبو عبيد القاسم بن سلام، وقيل: ابن سلام بن مسكين بن زيد: وكان حمالا، كان أبوه روميا مملوكا لرجل من أهل هراة، وكان أبو عبيد يخضب بالحنا أحمر الرأس واللحية، ذا وقار وهيبة، وكان أبو عبيد إمام أهل عصره في كل فن من العلم، وولي قضاء طرسوس ثمان عشر سنة، أيام ثابت بن نصر بن مالك، ولم يزل معه ومع ولده، روى عن أبي زيد الأنصاري، والأصمعي، وأبي عبيدة، وابن الأعرابي، وأبي زيد الكلابي، وأبي عمر الشيباني، والكسائي، والفراء، وروى الناس في كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابا، ويقال: إنه أول من ألف في غريب الحديث، وانقطع إلى عبد الله بن طاهر مدة، وكان إذا ألف كتابا حمله إلى عبد الله بن طاهر فيعطيه مالا خطيرا، فلما وضع كتاب الغريب أهداه إليه، فقال: إن عقلا بعث صاحبه على عمل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش، وأجرى عليه عشرة آلاف درهم في كل شهر، وسير أبو دلف القاسم بن عيسى إلى عبد الله بن طاهر يستهدي منه أبا عبيدة مدة شهرين، فأنفذه ، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها وقال: أنا في جنبة رجل لا يحوجني إلى غيره، فلما عاد أمر له ابن طاهر بثلاثين ألف دينار فاشترى بها سلاحا وجعله للثغر، وكان قدم بغداد فسمع الناس منه كتبه وخرج إلى مكة حاجا ومجاورا في سنة 214ه فأقام بها إلى أن مات سنة 223ه أو 224ه في أيام المعتصم عن سبع وستين سنة، ودفن في دور جعفر، وقيل: إن مولده كان سنة 154ه بهراة.
ولأبي عبيد من الكتب: (1)
كتاب غريب المصنف. (2)
كتاب غريب الحديث. (3)
كتاب غريب القرآن. (4)
كتاب معاني القرآن. (5)
كتاب الشعراء. (6)
كتاب المقصور والممدود. (7)
كتاب القراءات. (8)
كتاب المذكر والمؤنث. (9)
كتاب الأموال. (10)
كتاب النسب. (11)
كتاب الأمثال السائرة. (12)
كتاب آي القرآن. (13)
كتاب أدب القاضي. (14)
كتاب الناسخ والمنسوخ. (15)
كتاب الأيمان والنذور. (16)
كتاب الحيض. (17)
كتاب فضائل القرآن. (18)
كتاب الحجر والتفليس. (19)
كتاب الطهارة.
وله غير ذلك من الكتب. (7-1) كتاب غريب المصنف
هذا الكتاب مقسم إلى أبواب: تشرح الأسماء والصفات والأفعال، ثم إلى أبواب خاصة بالنبات منها: باب في أشجار الجبال، وباب في ما ينبت منها في السهل وما ينبت في الرمل، وباب الحمض والخلة والعضاه، وباب أثمار الشجر، وباب ضروب النبت المختلفة، وباب الكمأة، وباب الشجر المر، وباب الحنظل. (8) أحمد بن حاتم
Ahmed Ibn Hatem (160-231ه)
ويكنى أبا نصر الباهلي: صاحب الأصمعي، روى عنه كتبه، وروى عن أبي عبيدة، وأبي زيد وغيرهما وأقام ببغداد، ومات فيما ذكره أبو عبد الله بن الأعرابي، وعمر بن أبي عمر الشيباني، في سنة 231ه، وله نيف وسبعون سنة، وكان ثقة مأمونا.
وله تصانيف كثيرة منها: (1)
كتاب الشجر والنبات. (2)
كتاب اللبأ واللبن. (3)
كتاب الإبل. (4)
كتاب اشتقاق الأسماء. (5)
كتاب الزرع والنخل. (6)
كتاب الخيل. (7)
كتاب الطير. (8)
كتاب الجراد.
وغيرها. (9) ابن الأعرابي
Ibn AL-Aaraby (150-231ه)
أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي الكوفي: صاحب اللغة، كان مولى لبني هاشم، لأنه من موالي العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وكان أبوه زياد عبدا سنديا، وكان من أكابر أئمة اللغة المشار إليهم في معرفتها، يقال : لم يكن للكوفيين أشبه برواية البصريين منه، ورواية لأشعار القبائل ناسبا، وكان ربيبا للمفضل الضبي، سمع منه الدواوين وصححها، وأخذ عن الكسائي كتاب النوادر، وأخذ عن أبي معاوية الضرير، والقاسم بن معن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الذي ولاه المهدي القضاء، والكسائي، وأخذ عنه إبراهيم الحربي، وأبو عكرمة الضبي، وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، وابن السكيت، وكان أحفظ الناس للغات، والأيام، والأنساب، وكان يحضر مجلسه خلق كثير من المستفيدين، ويملي عليهم. قال العباس ثعلب: شاهدت مجلس ابن الأعرابي، وكان يحضره زهاء مائة إنسان، كل يسأله، أو يقرأ عليه، ويجيب من غير كتاب، قال: ولزمته بضع عشر سنة، ما رأيت بيده كتابا قط، وما أشك في أنه أملى على الناس ما يحمل على أحمال، ولم ير أحد في علم الشعر واللغة أغزر منه، وكان رأسا في كلام العرب، وكان ممن وسم بالتعليم، فكان يأخذ في كل شهر ألف درهم فينفقها على أهله وإخوانه، وتماسك في آخر أيامه بعد سوء حالته.
ومن تصانيفه: (1)
كتاب النوادر. (2)
كتاب الأنواء. (3)
كتاب صفة النخل. (4)
كتاب صفة الزرع. (5)
كتاب الخيل. (6)
كتاب النبت والبقل. (7)
كتاب تاريخ القبائل. (8)
كتاب تفسير الأمثال. (9)
كتاب النبات. (10)
كتاب معاني الشعر. (11)
كتاب الألفاظ. (12)
كتاب صفة الدرع. (13)
كتاب الذباب. (14)
كتاب نوادر الزبيريين. (15)
كتاب نوادر بني فقعس.
وغير ذلك.
قال أبو العباس ثعلب: سمعت ابن الأعرابي يقول: ولدت في الليلة التي مات فيها أبو حنيفة، وذلك في رجب سنة 150ه، وتوفي لأربع عشر ليلة خلت من شعبان، وقال الطبري: توفي يوم الأربعاء ثالث عشر الشهر المذكور سنة 231ه (30-31-32) بسر من رأي، وصلى عليه قاضي القضاة أحمد بن أبي داود الأيادي، وقد بلغ من العمر إحدى وثمانين سنة، وأربعة أشهر ، وثلاثة أيام، وكانت وفاته في خلافة الواثق بن المعتصم. (10) محمد بن حبيب
Mohmmed Ibn Habib (ت 245ه/860م)
محمد ابن حبيب: ويكنى أبا جعفر من علماء بغداد الثقات باللغة والشعر والأخبار والأنساب، كان مؤدبا، ولا يعرف أبوه، وإنما نسب إلى أمه، وهي حبيب، ومحمد بن حبيب مولى لبني هاشم، ثم مولى لمحمد بن العباس بن محمد الهاشمي، وأمه مولاة لهم، وكان محمد ابن حبيب يروي عن هشام بن الكلبي، وابن الأعرابي، وقطرب، وأبي عبيدة، وأبي اليقظان، وأخذ عنه أبو سعيد السكري، ومات ابن حبيب بسامرا في ذي الحجة سنة 245ه في أيام المتوكل.
وله من الكتب: (1)
كتاب النسب. (2)
كتاب المنمق. (3)
كتاب العمائر والربائع. (4)
كتاب الموشح. (5)
كتاب المحبر. (6)
كتاب المقتنى. (7)
كتاب غريب الحديث. (8)
كتاب الأنواء. (9)
كتاب الموشى. (10)
كتاب المذهب في أخبار الشعراء وطبقاتهم. (11)
كتاب نقائض جرير وعمر بن لجأ. (12)
كتاب نقائض جرير والفرزدق. (13)
كتاب المفوف. (14)
كتاب مقاتل الفرسان. (15)
كتاب العقل. (16)
كتاب السمات. (17)
كتاب المقتبس. (18)
كتاب الخيل. (19)
كتاب النبات. (20)
كتاب ألقاب القبائل كلها. (21)
كتاب القبائل الكبيرة والأيام، جمعه للفتح ابن خاقان.
وغير ذلك كثير. (11) ابن السكيت
Ibn AL-Sekiet (186-244ه)
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن السكيت: والسكيت لقب أبيه، كان أبوه عالما بالعربية واللغة والشعر، وكان يعقوب يؤدب الصبيان مع أبيه في درب القنطرة بمدينة السلام، حتى احتاج إلى الكسب، فأقبل على تعلم النحو من البصريين والكوفيين، فأخذ عن أبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني، والفراء، وابن الأعرابي، والأثرم، وروى عن الأصمعي، وأبي عبيدة، وأخذ عنه أبو سعيد السكري، وأبو عكرمة الضبي، ومحمد بن الفرج المقري؛ وكان من أعلم الناس باللغة والشعر راوية ثقة، وكان قد خرج إلى سر من رأى، فصيره عبد الله بن يحيى بن الخاقان إلى المتوكل، فضم إليه ولده يؤدبهم، وأسنى له الرزق، ثم دعاه إلى منادمته، ثم أمر الأتراك فسلوا لسانه وداسوا بطنه، ومات يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة 243ه، وقيل: 44، وقيل: 46، وبلغ عمره 85 سنة.
وصنف ابن السكيت: (1)
كتاب إصلاح المنطق. (2)
كتاب القلب والإبدال. (3)
كتاب النوادر. (4)
كتاب الألفاظ. (5)
كتاب الأضداد . (6)
كتاب الأجناس الكبير. (7)
كتاب الفرق. (8)
كتاب السرج واللجام. (9)
كتاب الوحوش. (10)
كتاب الإبل. (11)
كتاب الحشرات. (12)
كتاب النبات والشجر. (13)
كتاب الأيام والليالي.
وغير ذلك. (12) أبو حاتم السجستاني
Abo Hatem AL-Segstany (من 248 أو 255ه)
هو أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان بن يزيد الجشمي السجستاني: نزيل البصرة وعالمها. كان إماما في غريب القرآن واللغة والشعر، أخذ عن أبي زيد الأنصاري والأصمعي، وأبي عبيدة، وعمرو بن كركرة، وروح بن عبادة، وأخذ عنه المبرد، وابن دريد وغيرهما. وتوفي على ما حققه ابن دريد سنة 255ه.
وله من التصانيف: (1)
كتاب إعراب القرآن. (2)
كتاب خلق الإنسان. (3)
كتاب الطير. (4)
كتاب الوحوش. (5)
كتاب النخلة. (6)
كتاب الحشرات. (7)
كتاب الزرع. (8)
كتاب اللبأ واللبن. (9)
كتاب الكرم. (10)
كتاب النبات. (11)
كتاب الإبل. (12)
كتاب العشب. (13)
كتاب الخصب والقحط. (14)
كتاب الشتاء والصيف.
وغير ذلك. (13) السكري
AL-Sokary (212-275ه)
الحسن بن الحسين بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة المعروف بالسكري أبو سعيد: النحوي اللغوي الراوية الثقة المكثر، مولود في سنة 212ه، سمع يحيى بن معين، وأبا حاتم السجستاني، والعباس بن الفرج الرياشي، ومحمد بن حبيب وغيرهم؛ وكان ثقة صادقا، وانتشر عنه من كتب الأدب ما لم ينتشر عن أحد من نظرائه، ومات السكري في سنة 275ه في خلافة المعتمد.
وله من الكتب: (1)
كتاب أشعار هذيل. (2)
كتاب النقائض. (3)
كتاب النبات. (4)
كتاب الوحوش.
وغير ذلك. (14) أبو حنيفة الدينوري
Abo Hanifa AL-dinory (ت 282ه)
أحمد بن داود بن ونند الملقب بالدينوري: ويسمى أيضا أبو عبد الله بن علي العشاب. أخذ عن البصريين والكوفيين، وأكثر أخذه عن ابن السكيت، وكان نحويا لغويا مهندسا منجما حاسبا، راوية ثقة فيما يرويه ويحكيه، قال ياقوت: وجدت على ظهر النسخة التي بخط ابن المسيح بكتاب النبات من تصنيف أبي حنيفة، توفي أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري ليلة الاثنين لأربع بقين من جمادى الأولى سنة 282ه/895م، وقيل: توفي سنة 281ه. قال أبو حيان التوحيدي: إن أبا حنيفة أحمد بن داود الدينوري من نوادر الرجال، جمع بين حكمة الفلاسفة، وبيان العرب، له في كل فن ساق وقدم وزواء وحكم، وهذا كلامه في الأنواء يدل على حظ وافر من علم النجوم، وأسرار الفلك، فأما كتابه في النبات وكلامه فيه في عروض كلام أبدى بدوي وعلى طباع أفصح عربي، وهو في الذروة في معرفة النبات وخواص الأدوية.
ولأبي حنيفة الدينوري من الكتب: (1)
كتاب الشعر والشعراء. (2)
كتاب الفصاحة. (3)
كتاب الأنواء. (4)
كتاب البحث في حساب الهند. (5)
كتاب الجبر والمقابلة. (6)
كتاب البلدان . (7)
كتاب النبات لم يصنف في معناه مثله. (8)
كتاب الأخبار الطوال. (9)
كتاب الوصايا. (10)
كتاب نوادر الجبر. (11)
كتاب إصلاح المنطق. (12)
كتاب القبلة والزوال. (13)
كتاب الكسوف.
وغير ذلك من الكتب، وله كتاب في تفسير القرآن يبلغ ثلاثة عشر مجلدا. (14-1) كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري
كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري: هو أحد ثلاثة كتب اشتهر بها هذا العالم الفذ في ثلاثة علوم: علم الأنواء، وعلم النبات، وعلم القرآن، جاء في ستة مجلدات كبار، فقد استقصى أبو حنيفة في كتاب النبات ما نطقت به ألسنة العرب من أسماء النبات سواء ما يختص منها بنص اللغة أو بالنبات من جهة شرحه شرحا علمييا بعد معاينة النبات في أماكنه وملاحظته بنفسه، وزاد كثيرا فيما وجده من النبات على من تقدمه من الباحثين، فلم يترك أبو حنيفة شاردة ولا واردة إلا أثبتها في كتابه حتى فاق بهذا المصنف ما تقدمه من علماء اللغة ومدونيها والباحثين في النبات، ومن الشواهد على ذلك ما جاء في لسان العرب في حرف صعقل قال: قال ابن بري: رأيت بخط أبي سهل الهروي على حاشية كتاب: جاء على فعلول صعقوق وصعقول لضرب من الكمأة، قال ابن بري في أثناء كلامه: أما الصعقول لضرب من الكمأة، فليس بمعروف ولو كان معروفا لذكره أبو حنيفة في كتاب النبات. هذا قول حجة من أفذاذ علماء اللغة في كتاب النبات. ومما يجب الإشارة إليه أنه لم يخرج في كتابه عن حدود النبات، فلم يذكر مادة أخرى من أي مملكة من ممالك الطبيعة.
وقد صار هذا الكتاب عمدة اللغويين الذين أتوا بعد أبي حنيفة، فما منهم إلا ونقل عنه، وعمدة الأطباء والعشابين، فلا يتخرج طبيب أو يبرز عشاب إلا بعد أن يستوعب كتاب النبات لأبي حنيفة، ويؤدي الامتحان في مواده، وقد نقل علماء اللغة هذا الكتاب في أسفارهم ولم يتركوا منه شيئا مع اختلاف طفيف في النقل، فبعضهم ينقل عبارة أبي حنيفة كما هي، والبعض الآخر ينقلها مع قليل من التحوير، فنجد نقولا كثيرة من كتاب النبات في أشهر كتب اللغة، كالجمهرة لابن دريد، والتهذيب للأزهري، وكتاب النبات والشجر لابن خالويه، والصحاح للجوهري، والمحكم والمخصص كلاهما لابن سيده، والعباب للصاغاني، ولسان العرب لابن منظور، والقاموس المحيط لمجد الدين الفيروزآبادي، وتاج العروس للمرتضى الزبيدي، وفي كثير غيرهما في كتب اللغة على اختلافها. وقد ذكر جميعهم ذلك النقل في كتبهم، ولم يقتصر الأخذ عن أبي حنيفة على كتب اللغة، بل نقلت عنه أكثر كتب المفردات الطبية، ككتاب الجامع لمفردات الأدوية لابن البيطار، فقد نقل نحو 130حرفا عن أبي حنيفة. وقد ظل كتاب النبات لأبي حنيفة في الوجود يتناقله الخلف عن السلف زمنا طويلا، إلى أن فقد من الوجود الآن فقدا تاما، وبات هذا الكتاب طلبة العلماء والباحثين في العهد الأخير لنفاثته وعظيم فائدته فلم يظفروا منه بنسخة تشفي الغليل، وتروي الظمأ، مع شدة البحث عنه، وتفقده وتطلبه في كل مكان، وآخر العهد بهذا الكتاب أنه كان من مصادر عبد القادر بن عمر البغدادي صاحب كتاب خزانة الأدب الذي فرغ من تأليفه سنة 1079ه بمصر القاهرة.
ثم كان أيضا من مراجع العالم اللغوي، الإمام محب الدين أبو الفيض السيد محمد مرتضى الزبيدي عند تأليفه معجمه الكبير المسمى تاج العروس من جواهر القاموس والذي فرغ من تأليفه سنة 1181ه، فقد نوه في مقدمة معجمه هذا على نقله كتاب النبات لأبي حنيفة، وكان النقل مباشرة لا بالواسطة إذ قال: مستمدا ذلك من الكتب التي يسر الله تعالى بفضله وقوفي عليها وحصل الاستمداد عليها منها ونقلت بالمباشرة لا بالواسطة عنها، وذكر من هذه الكتب، كتاب النبات لأبي حنيفة، ثم انقطع خبر ذلك الكتاب من الوجود، ولم نعلم بعد ذلك أن أحدا ظفر بنسخة منه، أو نقل عنه مباشرة، والذي تطمئن النفس إليه بعض الاطمئنان أن هذا الكتاب استوعبته بطون الأسفار والمصنفات العربية من لغوية وطبية، والتي ذكرنا بعضا منها، ولا أظن أن شيئا مما كان فيه قد خلت منه الكتب المذكورة، وقد حدى بي الشوق إلى هذا الكتاب أن أتفقد ما نقل عنه باسمه في مظان اللغة الموجودة فطالعتها كلها. وما قيل: إنه من قول أبي حنيفة فقد جمعته وألفت منه معجما مرتبا على حروف ألف باء، وما أظن أن نباتا واحدا مما ذكره أبو حنيفة في كتاب النبات قد أفلت أو لم أعثر عليه، وأضفت إليه أيضا ما قاله بعض علماء اللغة في النبات باختلاف آرائهم؛ حتى تتم الفائدة، وأسميته الجامع لأشتات النبات، وعسى أن أوفق إلى طبعه في القريب العاجل. (15) الحامض
AL-Hamed (ت نحو 305ه)
هو أبو موسى سليمان بن محمد بن أحمد المعروف بالحامض البغدادي: أحد أئمة النحاة الكوفيين، أخذ عن أبي العباس ثعلب، وخلفه في مقامه، وروى عنه أبو عمر الزاهد المعروف بغلام ثعلب، وأبو جعفر الأصبهاني برزويه، قال أبو الحسن بن هارون: أبو موسى أوحد الناس في البيان والمعرفة بالعربية واللغة والشعر، وكان جامعا بين المذهبين الكوفي والبصري، وكان يتعصب للكوفي، وكان شرس الأخلاق، ولذا قيل له: الحامض. مات في خلافة المقتدر لسبع، وقيل: لست بقين من ذي الحجة سنة 305ه.
وله من التصانيف: (1)
كتاب خلق الإنسان. (2)
كتاب السبق والفضل. (3)
كتاب المختصر في النحو. (4)
كتاب النبات. (5)
كتاب الوحوش.
وغير ذلك. (16) المفضل بن سلمة
AL-Mofadel Ibn Salama (ت نحو 290ه)
أبو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم اللغوي النحوي: كان كوفي المذهب، أخذ عن أبيه، وعن أبي عبد الله بن الأعرابي، وأبي العباس ثعلب، وابن السكيت وغيرهم. وكان موصوفا بفرط الذكاء واستدرك على الخليل بن أحمد في كتاب العين، وخطأه وعمل في ذلك كتابا، وكان منقطعا إلى الفتح بن خاقان، توفي في المحرم سنة 308ه وهو غض الشباب.
وله كتب كثيرة منها: (1)
كتاب الخط والقلم. (2)
كتاب الاشتقاق. (3)
كتاب البارع في اللغة. (4)
كتاب المقصور والممدود. (5)
كتاب ضياء القلوب في معاني القرآن نيف وعشرون جزءا. (6)
كتاب المدخل في علم النحو. (7)
كتاب الفاخر فيما يلحن فيه العامة. (8)
كتاب خلق الإنسان. (9)
كتاب جماهير القبائل. (10)
كتاب الرد على الخليل وإصلاح ما في كتاب العين من الغلط والمحال جلاء الشبهة. (11)
كتاب آلة الكاتب. (12)
كتاب الزرع والنبات والنخل وأنواع الشجر. (13)
كتاب العود والملاهي. (14)
كتاب الطيف. (15)
كتاب الأنواء والبوارح . (17) ابن دريد
Ibn Dried (223-321ه)
محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حسن بن حمامي الأزدي: اللغوي البصري، إمام عصره في اللغة والآداب والشعر الفائق، مولود بالبصرة في خلافة المعتصم سنة 223ه ونشأ بها، وتعلم فيها، وأخذ عن أبي حاتم السجستاني، والرياشي، وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي، وأبي عثمان الأشنانداني صاحب كتاب المعاني وغيرهم. ثم انتقل عن البصرة وسكن عمان وأقام بها اثنى عشرة سنة، ثم صار إلى فارس، وصحب ابن مكيال، وكان يومئذ على عمالة فارس، وعمل لهما كتاب الجمهرة، وقلداه ديوان فارس فأفاد معهما أموالا عظيمة، وكان مفيدا مبيدا، لا يمسك درهما سخاء وكرما، ومدحهما بقصيدته المقصورة فوصلاه بعشرة آلاف درهم، ثم انتقل من فارس إلى بغداد ودخلها سنة 308ه بعد عزل ابن مكيال، ولما وصل إلى بغداد عرف الإمام المقتدر خبره ومكانه من العلم، فأمر أن يجري عليه خمسون دينارا في كل شهر، ولم تزل جارية عليه إلى حين وفاته. قال الخطيب: كان ابن دريد واسع الحفظ جدا، ما رأيت أحفظ منه، وكانت تقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها، فيسابق إلى إتمامها وتحفظها، وما رأيتها قط فرئ عليه ديوان شاعر إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له.
وعرض عليه في رأس التسعين من عمره فالج سقي له الترياق فبرئ منه، ثم عاوده الفالج بعد حول ومات يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة 321ه، وفي هذا اليوم مات أبو هاشم عبد السلام بن محمد الحبائي ودفنا جميعا في مقبرة الخيزوران، وقيل: بمقابر العباسة.
ولابن دريد من التصانيف: (1)
كتاب الجمهرة في اللغة. (2)
كتاب الاشتقاق. (3)
كتاب المجتبى (ط). (4)
كتاب السرج واللجام. (5)
كتاب الخيل الكبير. (6)
كتاب الخيل الصغير. (7)
كتاب الأنواء. (8)
كتاب المقتبس. (9)
كتاب الملاحن. (10)
كتاب السلاح. (11)
كتاب زوار العرب. (12)
كتاب اللغات. (13)
كتاب غريب القرآن. (14)
كتاب الوشاح. (15)
كتاب فعلت وافعلت. (16)
كتاب أدب الكاتب.
وغيرها. (17-1) كتاب جمهرة اللغة
ألف ابن دريد كتاب الجمهرة في فارس لابن ميكال، وقيل: ألفه للوزير ابن العلقمي، قال ابن دريد في مقدمة كتاب الجمهرة: فارتجلت الكتاب المنسوب إلى جمهرة اللغة، وابتدأت بذكر الحروف المعجمة التي هي أصل تفرع عنها جميع الكلام، وعليها مدار تأليفه، وإليها مآل أبنيته، وبها معرفة متقارذبه من متباينه، ومنقاده إلى جامحه، فأتعب من تصدى لغايته وعنى من سما إلى نهايته، فالمنصف له بالغلبة معترف، والمعاند متكلف، وكل من بعده له تبع ... إلخ.
وأقول: إن كتاب الجمهرة هذا قد اشتمل على كثير من أسماء النبات نقلا عمن تقدمه من اللغويين على مثال من ألف في المعاجم. (18) المفجع
AL-Mofaga (ت 320ه)
أبو عبد الله المفجع محمد بن أحمد بن عبيد الله: الكاتب البصري، كان شاعرا شيعيا لقي ثعلبا وأخذ عنه وعن غيره. توفي بالبصرة سنة 327ه.
ومن كتبه: (1)
كتاب الترجمان في معاني الشعر. (2)
كتاب الحلم والرأي. (3)
كتاب الهجاء. (4)
كتاب الشجر والنبات. (5)
كتاب الأغراب. (6)
كتاب اللغز. (7)
كتاب المنقذ في الإيمان. (8)
كتاب عرائس المجالس. (9)
كتاب غريب شعر زيد الخليل. (19) ابن خالويه
Ibn khalwya (ت 370ه)
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان: اللغوي النحوي، من كبار أهل اللغة العربية، أصله من همذان، ودخل بغداد طالبا للعلم سنة 314ه، وأدرك جلة العلماء بها مثل: أبي بكر بن الأنباري، وابن مجاهد المقري، وأبي عمر الزاهد، وابن دريد، وقرأ علي أبي سعيد السيرافي وانتقل إلى الشام واستوطن حلب وصار بها أحد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام الأدب، وكانت إليه الرحلة من الآفاق، واختص بسيف الدولة بن حمدان وبنيه، وقرأ عليه آل حمدان، وكانوا يجلونه ويكرمونه، فانتشر فضله وذاع صيته، وروى عنه غير واحد من شيوخ العلم؛ ولابن خالويه مع أبي الطيب المتنبي مجالس ومباحث عند سيف الدولة، وله شعر حسن، وكان ابن خالويه عالما بالعربية، حافظا للغة وخبيرا بالقراءة، ثقة مشهورا. مات ابن خالويه في حلب سنة 370ه.
ولابن خالويه من الكتب: (1)
كتاب الآل. (2)
كتاب الاشتقاق. (3)
كتاب المقصور والممدود. (4)
كتاب القراءات. (5)
كتاب المذكر والمؤنث. (6)
كتاب الألفات وشرح مقصورة ابن دريد. (7)
كتاب الأسد. (8)
كتاب إعراب ثلاثين سورة من القرآن. (9)
كتاب الشجر. (19-1) كتاب الشجر لابن خالويه
لم يذكر ياقوت في معجم الأدباء، ولا السيوطي في بغية الوعاة، ولا ابن النديم في الفهرست، ولا ابن خلكان في وفيات الأعيان، ولا أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في نزهة الألباء في طبقات الأدباء؛ أن لابن خالويه كتابا في النبات والشجر، غير أنه قد وجدت نسخ مخطوطة في النبات والشجر، منسوبة لابن خالويه، وهي التي طبعها سنة 1909
Samuell Nagelberg
في ألمانيا وأولها: قال ابن خالويه: قرأت كتب أبو زيد على أبي عمر عن ثعلب عن ابن نجدة عن أبي زيد: أسماء الشجر ... إلخ.
والقسم الأول من هذا الكتاب في مبادئ أولية من اصطلاحات تشرح الأسماء المختلفة التي تطلق على أنواع الشجر، ثم أسماء أجزاء النبات من زهر وثمر ... إلخ. ثم شرح أنواع مختلفة من النبات والشجر وأسماء النبات التي ذكرها يبلغ 230 اسما. (20) الأزهري
AL-Azhary (ت 282-370ه)
أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر طلحة بن نوح بن أزهر الأزهري الهروي: اللغوي، الإمام المشهور في اللغة. كان فقيها شافعي المذهب، غلبت عليه اللغة فاشتهر بها، وكان متفقا على فضله وثقته، وروايته وورعه؛ ولد سنة 282ه ودخل بغداد، وأخذ عن الربيع بن سليمان، ونفطويه، وابن السراج محمد بن السري، وأدرك ابن دريد وأسرته القرامطة سنة عارضت القرامطة الحاج بالكبير سنة 311ه، وكان مقدم القرامطة يوم ذاك أبا طاهر الجنابي القرمطي (نسبة إلى جنابة بلدة بالبحرين) وذلك في خلافة المقتدر. قال الأزهري: وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربا نشأوا بالبادية يتبعون مساقط الغيث أيام النجع ويرجعون إلى إعداد المياه في محاضرهم زمان القيظ، ويرعون النعم ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطباعهم البدوية، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن أو خطأ فاحش فبقيت في أسرهم دهرا طويلا، وكنا نشتى بالدهناء، ونرتبع بالصمان، ونقيظ بالستارين، واستفدت من مجاورتهم، ومخاطبة بعضهم بعضا ألفاظا جمة، ونوادر أوقعت أكثرها في كتابي يعني التهذيب، وكان أبو منصور جامعا لشتات اللغة، مطلعا على أسرارها ودقائقها. مات في سنة سبعين وثلاثمائة (370ه) بمدينة هراة.
وصنف الأزهري من الكتب: (1)
كتاب التهذيب في اللغة: وهو من الكتب المختارة يكون أكثر من عشرة مجلدات. (2)
كتاب تفسير ألفاظ مختصر المزني . (3)
كتاب علل القراءات. (4)
كتاب التقريب في التفسير. (5)
كتاب معاني شواهد غريب الحديث ... وغيرها كثير.
وكتاب التهذيب من أوثق كتب اللغة، والمرجع لمن ألف بعده من اللغويين، كابن سيده، وابن منظور، والزبيدي وغيرهم، قال فيه: إنه اعتمد في النقل على كثير من متقدمي اللغويين، كأبي عمرو بن العلاء، وخلف الأحمر، والخليل، والمفضل الضبي، وأبي زيد سعيد الأنصاري، وأبي عمر الشيباني، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، والكسائي، واليزيدي، والنضر بن شميل، والفراء وغيرهم. (21) الجوهري
AL-Gohary (393ه/1003م)
إسماعيل بن حماد الجوهري، أبو نصر الفارابي: صاحب الصحاح، كان من أعاجيب الزمان، ذكاء وفطنة وعلما، وأصله من بلاد الترك من فاراب، وهو إمام في علم اللغة والأدب، وخطه يضرب به المثل في الجودة، لا يكاد يفرق بينه وبين خط أبي عبد الله بن مقلة، وهو مع ذلك من فرسان الكلام في الأصول، وكان يؤثر السفر على الحضر، ويطوف الآفاق، دخل العراق فقرأ علم العربية على شيخي زمانه أبي علي الفارسي، وأبي سعيد السيرافي، وسافر إلى أرض الحجاز، وشافه باللغة العرب العاربة، وطوف بلاد ربيعة ومضر، وأجهد نفسه في الطلب، ثم عاد راجعا إلى خراسان وتطرق إلى الدامغان، فأنزله أبو علي الحسين بن علي وهو من أعيان الكتاب، ثم أقام بنيسابور ملازما للتدريس والتأليف، وتعظيم الخط وكتابة المصاحف والدفاتر، حتى مضى لسبيله.
قال ابن فضل في المسالك: مات سنة 393ه، وقيل: في حدود الأربعمائة.
وله من التصانيف: (1)
كتاب في العروض سماه عروض الدرقة. (2)
كتاب المقدمة في النحو والصحاح في اللغة، وسمي كذلك لأنه التزم أن يورد فيه ما صح عنده، وقد أحسن تصنيفه وجود تأليفه مع تصحيف فيه في مواضع عدة، تتبعها عليه المحققون، وقيل: إن سببه أنه لما صنفه سمع عليه إلى باب الضاد المعجمة، وعرض له وسوسة فانتقل إلى الجامع بنيسابور فصعد سطحه فقال: أيها الناس إني قد عملت في الدنيا شيئا لم أسبق إليه فسأعمل للآخرة أمران لم أسبق إليهما، وضم إلى جنبيه مصراعي باب وتأبطهما بحبل، وصعد مكانا، وزعم أنه يطير فوقع فمات، وبقي سائر الكتاب مسودة غير منقح، ولا مبيض فبيضه تلميذه إبراهيم بن صالح الوراق فغلط فيه في مواضع. قال ياقوت: إنه (أي الجوهري) أحسن تصنيفه، وجود تأليفه، وقرب متناوله، وآثر من ترتيبه على تقدم يدل وضعه على قريحة سالمة، ونفس عالمة، فهو أحسن من الجمهرة، وأوقع من تهذيب اللغة، وأقرب متناولا، من مجمل اللغة.
وكان الجوهري قد صنف: كتاب الصحاح، للأستاذ أبي منصور عبد الرحيم بن محمد البيشكي بن أبي القاسم الأديب الواعظ الأصولي، وقد اشتمل تاج اللغة وصحاح العربية على كثير من أسماء النبات مما صح عند المؤلف من هذه اللغة. (22) ابن سيده
Ibn Sieda (398-458ه/1007-1066م)
هو الحافظ أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده المرسي: اللغوي النحوي الأندلسي الضرير، كان حافظا لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها، متوافرا على علوم الحكمة، وكان ضريرا وأبوه ضريرا أيضا، وكان أبوه قيما بعلم اللغة وعليه اشتغل ولده في أول أمره، ثم على أبي العلاء صاعد البغدادي، وقرأ أيضا على أبي عمر الطلمنكي، قال الطلمنكي: دخلت مرسية فتشبث بي أهلها يسمعون علي غريب المصنف، فقلت لهم: انظروا إلى من يقرأ لكم، وأمسك أنا كتابي، فأتوني برجل أعمى يعرف بابن سيده فقرأه علي من أوله إلى آخره، فعجبت من حفظه، وتوفي بحضرة دانية عشية يوم الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة 458ه وعمره ستون سنة.
وله من التصانيف: (1)
كتاب المحكم في اللغة، وهو كتاب كبير جامع مشتمل على أنواع اللغة. (2)
وله كتاب المخصص في اللغة أيضا وهو كبير. (3)
كتاب الأنيق في شرح الحماسة في ستة مجلدات. (4)
كتاب العالم في اللغة على الأجناس في غاية الإيعاب نحو مائة سفر، بدأ بالفلك وختم بالذرة. (5)
شرح كتاب الأخفش.
وغير ذلك. (22-1) كتاب المخصص
كتاب المخصص: كتاب كبير في 17 جزءا، مرتب على الأبواب، قال ابن سيده في مقدمته: وأنا واصف لفضائل هذا الكتاب، ومعدد لمحاسنه، ومنبه على ما أودعته من جسيم الفائدة ومبين ما بان به من سائر كتب اللغة حتى صار كالفصل الذي تتباين به الأنواع من تحت الجنس، وذاكرا ما راعيت فيه من ركوب أساليب التحري وحفظ نظام الصدق وإيثار الحق، ومبين قبل ذلك لم وضعته على غير التجنيس، بأني لما وضعت كتابي الموسوم بالمحكم مجنسا لأدل الباحث على مظنة الكلمة المطلوبة، أردت أن أعدل به كتابا أضعه مبوبا حين رأيت ذلك أجدى على الفصح المدرة ... إلخ.
وقال ابن سيده عن الكتب التي أخذ عنها: فأما ما نثرت عليه من الكتب فالمصنف، وغريب الحديث لأبي عبيد وغيره، وجميع كتب يعقوب، كالإصلاح والألفاظ، والفرق، والأصوات، والزبرج، والمكنى، والمبنى، والمد والقصر، ومعاني الشعر، وكتاب ثعلب الفصيح والنوادر، وكتابا أبي حنيفة في الأنواء، والنبات وغير ذلك من كتب الفراء، والأصمعي، وأبي زيد، وأبي حاتم، والمبرد، وكراع، والنضر، وابن الأعرابي، واللحياني، وابن قتيبة، وما سقط إلى من ذلك.
وأما من الكتب المجنسة: فالجمهرة والعين، وهذا الكتاب الموسوم بالبارع صنعة أبي علي إسماعيل بن القاسم القالي اللغوي، الوارد على بني أمية بالأندلس ... إلخ.
ذكرنا أن كتاب المخصص مرتب على الأبواب، ففيه أبواب كاملة تخص الأرض ونعوتها، في كل ما يتعلق به، من خصب وجدب، ورمال، وخفوض، وارتفاع، واستواء، ومن صحة، ووبالة، وحرث، وأمراع، وإنبات، وما يتعلق به من جهة العشب، والكلأ، ونعوتها في القلة والتفرق؛ ثم أبواب في الشجر من حيث أوصافها العامة، وتوريقها، وتنويرها، وأوصافها من حيث كثرة ورقها والتفافها، وقلة الورق وسقوطه، وعظم الأشجار ودقتها، وأثمار الشجر والنبات، وعيوب الشجر من قادح وسوس، وآفات الزرع، وأبن الشجر، وقشره، ولحاءه، وأدوات الزرع والقطع؛ ثم أبواب في أعيان النبات والشجر، والبر والشعير، والقطاني والحب، والفاكهة وأنواعها، والكرم وأجناسه وصفاته، والنخل واغتراسه وافتساله، وبدء نباته وعيوبه وآفاته؛ وأبواب في أشجار الجبال والرمل، وما ينبت على ماء أو قريبا منه، والنبات الذي تدوم خضرته، والشجر الشاكي، والرياحين، وسائر النبات الطيب الريح، وما لا يثبت فيها بأرض العرب، والنبات الذي يصطبغ به، ويختضب، والشجر المر والعفص؛ وباب في الكمأة وما يشاكلها، وأجناس اليقطين، والعقاقير وغير ذلك من الأبواب المطولة، مما لم يدع بعده حاجة مستفيد ولكثرة النقل فيه عن أبي حنيفة، فالمرجح بل المؤكد أن ابن سيده لم يدع حرفا من كتاب النبات لأبي حنيفة إلا نقله عدا ما نقله، عن غيره ممن كتبوا في النبات والشجر. (23) الصاغاني
AL-Saghany (577-650ه/1181-1252م)
الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي العدوي العمري: الإمام رضي الدين أبو الفضائل الصاغاني الحنفي، حامل لواء اللغة في زمانه، ولد بمدينة لاهور سنة 577ه، ونشأ بغزنة، ودخل بغداد سنة 615ه وذهب منها بالرياسة الشريفة إلى صاحب الهند فبقي مدة، وحج، ودخل اليمن، ثم عاد إلى بغداد، ثم إلى الهند، ثم إلى بغداد، وكان يقول لأصحابه: احفظوا غريب أبي عبيد القاسم بن سلام، فمن حفظه ملك ألف دينار فإني حفظته فملكتها، وأشرت على بعض أصحابي بحفظه فحفظه وملكها.
وله من التصانيف: (1)
مجمع البحرين في اللغة. (2)
التكملة على الصحاح. (3)
العباب وصل فيه إلى بكم. (4)
الشوارد في اللغات. (5)
توشيح الدريدية. (6)
التراكيب. (7)
فعال وفعلان. (8)
الأضداد. (9)
مشارق الأنوار في الحديث. (10)
شرح البخاري. (11)
در السحابة في وفيات الصحابة. (12)
العروض. (13)
نقعة الصديان. (14)
شرح أبيات المفصل ... وغير ذلك.
توفي فجأة سنة 650ه. (23-1) العباب الزاخر واللباب الفاخر
هو أشهر كتب الصاغاني: قال مؤلفه: جمع فيه ما تفرق في كتب اللغة المشهورة والتصانيف المعتبرة المذكورة، وما بلغني مما جمعه علماء هذا الشأن، والقدماء الذين شافهوا العرب العرباء، وساكنوها في داراتها، وسايروها في نقلها من مورد إلى مورد، ومن منهل إلى منهل، ومن منتجع إلى منتجع، ومن بعدهم ممن أدرك زمانهم، ولحق أوانهم، آتيا عامة ما نطقت به العرب خلال ما ذهب منه بذهاب أهلها من المستعمل الحاضر، والشارد النادر ... إلخ.
وذكر الصاغاني في العباب جماعة ممن نقل عنهم، منهم أحمد بن حاتم أبو نصر صاحب الأصمعي، وأحمد بن فارس، وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبيد الهروي، وأحمد بن يحيى الشيباني المعروف بثعلب، وإسماعيل بن حماد أبو نصر الجوهري، والسري الزجاج، والحسين بن خالويه، وخالد بن يزيد مؤدب ولد يزيد بن منصور الحميري خال المهدي، وخلف الأحمر، والخليل بن أحمد، وسعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، وأبو حاتم السجستاني، وسعيد بن مسعدة الأخفش الكبير، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعلي بن حمزة الكسائي، وعلي بن حازم أبو الحسن اللحياني ... إلخ. وقد حوى العباب كتبا كثيرة في النبات والشجر. (24) ابن منظور
Ibn Manzoor (630-711ه/1232-1311م)
هو محمد بن مكرم بن علي، وقيل: رضوان بن أحمد بن أبي القاسم بن حقة بن منظور الأنصاري: الإفريقي المصري، جمال الدين أبو الفضل صاحب لسان العرب في اللغة، الذي جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية، ولد في المحرم سنة 630ه، وسمع من ابن المقير وغيره، وجمع وعمر وحدث واختصر كثيرا من كتب الأدب المطولة، كالأغاني، والعقد الفريد، ومفردات ابن البيطار، ويقال: إن مختصراته خمسمائة مجلد، وخدم في ديوان الإنشاء مدة عمره، وولي قضاء طرابلس، وكان صدرا رئيسا فاضلا في الأدب مليح الإنشاء، روى عنه السبكي، والذهبي، وقال: تفرد في العوالي، وكان عارفا بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة، واختصر تاريخ دمشق في نحو ربعه، وعنده تشيع بلا رفض، مات في شعبان سنة 711ه رحمه الله تعالى. (24-1) لسان العرب
هو أجمع مصنف للغة العربية: جمع شواردها وأوابدها، فلم يفضله كتاب في اللغة أوسع مادة، ولا أغزر علما منه. قال ابن منظور في مقدمته: وجمع من اللغات والشواهد والأدلة، ما لم يجمع مثله؛ لأن كل واحد من هؤلاء العلماء انفرد برواية رواها، وبكلمة سمعها من العرب شفاها، ولم يأت في كتابه بكل ما في كتاب أخيه، ولا أقول: تعاظم عن نقل ما نقله، بل أقول: استغنى به فصارت الفوائد في كتبهم مفرقة، وصارت أنجم الفضائل في أفلاكها هذه مغربة، وهذه مشرقة، فجمعت منها في هذا الكتاب ما تفرق، وقرنت بين ما غرب منها وما شرق، فانتظم شمل تلك الأصول كلها في هذا المجموع، وصار هذا بمنزلة الأصل، وأولئك بمنزلة الفروع ... إلخ. جمع ابن منظور في لسان العرب فوق كتب اللغة، جميع ما صنف في النبات من كتب المتقدمين، ومن تصفحه تحقق أن ابن منظور قد استوعب كتاب النبات لأبي حنيفة وغيره من كتب النبات، فلم يترك منها شيئا. وقد طالعت اللسان وجمعت منه جميع ما ذكره من أسماء النبات، فكان المجموع شيئا كبيرا لم أر مثله في مصنف آخر، من مصنفات النبات والشجر. (25) مجد الدين الفيروزآبادي
EL-Faiyrozabady (729-817ه/1329-1415م)
هو الإمام أبو طاهر محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عمر بن أبي بكر: قاضي القضاة مجد الدين الفيروزآبادي الشيرازي. ولد بكارزين بلدة بفارس سنة 729ه، وحفظ القرآن بها وهو ابن سبع، ثم انتقل إلى شيراز، وأخذ عن علمائها، ثم دخل العراق وأخذ عن علمائها، ثم دخل القاهرة وأخذ عن علمائها، وجال في البلاد الشرقية والشامية، ودخل الروم والهند ولقي الجم الغفير من الفضلاء، وأخذ عنهم، وبرع في الفنون العلمية، ولا سيما اللغة، ثم دخل زبيد فتلقاه الأشرف إسماعيل فبالغ في إكرامه وتزوج بابنة الشيخ، وتولى قضاء اليمن، ثم قدم مكة، وجاور بها وأقام بالمدينة المنورة، وما دخل بلدة إلا أكرمه متوليها، مثل شاه منصور بن شجاع في تبريز، والأشرف صاحب مصر، والسلطان بايزيد في الروم، وابن إدريس في بغداد، وتيمور لنك وغيرهم. وكان تيمور لنك يبالغ في تعظيمه وأعطاه عند اجتماعه به مائة ألف درهم. وتوفي في اليمن بزبيد، وقد ناهز التسعين، في ليلة الثلاثاء الموفى عشرين من شوال سنة 816 أو 817ه.
وله من التصانيف: (1)
القاموس المحيط في اللغة. (2)
اللامع والمعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب . (3)
تسهيل الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول الإصعاد إلى رتبة الاجتهاد. (4)
طبقات الحنفية. (5)
البلغة في تاريخ أئمة اللغة.
وغيرها من الكتب ما يقرب من الأربعين.
أما كتابه القاموس المحيط: فإنه جمع فيه الكثير من أسماء النبات، بحيث يزيد عن غيره من كتب اللغة بنقله أسماء النبات المعربة عن اليونانية أو غيرها وأكثرها مشروح شرحا مقتضبا لم يبلغ فيه من الشرح ما وصفه أبو حنيفة وغيره من الأسلاف في النبات والشجر. (26) مرتضى الزبيدي
Mortada EL-zobiedy (1145-1205ه/1732-1790م)
مجد الدين أبو الفيض محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرازق: الشهير بمرتضى الحسيني الزبيدي الواسطي، نزيل مصر. ولد في سنة 1145ه ونشأ باليمن، وارتحل في طلب العلم، ثم جاء مصر في سنة 1167ه، وتلقى دروسه عن أشياخ الوقت، وتقرب من إسماعيل كتخدا عزبان وأولاده، فراج أمره، واشتهر ذكره، ثم عكف على شرح القاموس شرحا وافيا، استوعب فيه في جملة ما استوعبه من المطولات وكتب اللغة، تذكرة الحكيم داود الأنطاكي، والمنهاج والتبيان، كلاهما في أسماء العقاقير، وكتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري، وتحفة الأحباب للملك الغساني، وغير ذلك من كتب النبات، فأتمه في عدة سنين في 14 مجلدا، وسماه تاج العروس من شرح القاموس، فرغ من تأليفه عام 1181ه، ولما أكمله أولم وليمة جمع فيها طلاب العلم وأشياخه، وأطلعهم عليه، فشهدوا بفضله، وقرظوه. وتوفي السيد مرتضى الزبيدي سنة 1205ه (الجبرتي).
الباب الثاني
تاريخ النبات باعتباره من العقاقير أو ما يسمى بالمفردات الطبية
نذكر في هذا الباب تاريخ النبات من الوجهة الطبية، أي باعتباره من العقاقير. وتبتدئ معرفة العرب للنبات بهذا الاعتبار منذ بدأت الدولة الإسلامية تأخذ في أسباب المدنية والتحضر، وأخذوا ينقلون عن الأمم الأخرى، ولا سيما عن اليونان والهند، وكذلك عن النبط، وأول علم عني به العرب الطب، فقد كانت صناعة الطب موجودة عند أفراد من العرب، غير منكرة عند جماهيرهم، لحاجة الناس طرا إليها. ولما كان عندهم من الأثر عن النبي
صلى الله عليه وسلم
في الحث عليها قال: «يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا واحد وهو الهرم».
وكان من الأطباء على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم
الحارث بن علقمة بن كلدة الثقفي، وابنه النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة، وابن أبي رمثة التميمي، وكان جراحا، وكان في الدولة الأموية عبد الملك بن أبجر الكناني، وكان في أيام عمر بن عبد العزيز يستطبه ويعتمد عليه، وابن آثال، وكان طبيبا لمعاوية بن أبي سفيان، وكان خبيرا بالأدوية المفردة والمركبة وقواها وما منها سموم قواتل، وكان تياذوق
Theodokos
طبيبا فاضلا في صناعة الطب، وكان في دولة بني أمية، وصحب الحجاج بن يوسف الثقفي، وله كتاب إبدال الأدوية وكيفية دفعها وإيقاعها
؛ توفي سنة 708م، وكان منهم خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكان بصيرا بالطب والكيمياء، وكان يسمى حكيم آل مروان، وكان فاضلا في نفسه، وله همة ومحبة للعلوم، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان ممن كان ينزل مدينة مصر، وقد تفصح بالعربية، وأمرهم بنقل الكتب من اللسان اليوناني أو القبطي إلى العربي، وهذا أول نقل كان في الإسلام من لغة إلى لغة (طبقات الأمم للقاضي صاعد).
وألف عيسى بن قسطنطين - ويكنى أبا موسى - كتابا في الأدوية المفردة، وكان من جملة أفاضل الأطباء المعاصرين للأطباء الإسكندرانيين.
وألف ماسرجويه أو ماسرجيس الطبيب البصري
Wesserdscheweih ou Sergios
كتاب قوى العقاقير، ومنافعها، ومضارها.
وكان في زمن عمر بن عبد العزيز، وتولى له، ولمروان ترجمة الكتب الطبية من اليونانية إلى العربية، وكان سريانيا يهودي المذهب، وترجم ماسرجويه الجزء الثاني من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس وهو ست مقالات وأصلحه حنين (كتاب ذكر ما ترجمه حنين من كتب جالينوس ص30
Hunein ibn lshac, uber die syrischen und arabischen Galen-ubersetzungen, Leipzig 1925 P. 23, N 53 .
في الدولة العباسية
فلما ذالت الدولة الأموية (من سنة 40-132ه) وصرف الله الملك إلى الدولة العباسية، كان أول من عني منهم بالعلوم الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور (حكم من سنة 136 إلى 158ه) وكان في أيامه البطريق المترجم، فأمره بنقل أشياء من الكتب القديمة؛ وله نقل كثير جيد إلا أنه دون نقل حنين بن إسحاق، قال ابن أبي أصيبعة (ص205 أول): وقد وجدت بنقله كتبا كثيرة في الطب من كتب أبقراط وجالينوس.
وفي زمن هارون الرشيد، كان من الأطباء المترجمين، أبو زكريا يوحنا بن ماسويه، كان طبيبا ذكيا فاضلا، خبيرا بصناعة الطب، وله تصانيف مشهورة، وكان يوحنا بن ماسويه مسيحي المذهب، سريانيا قلده الرشيد ترجمة الكتب القديمة، مما وجده بأنقرة وعمورية، وسائر بلاد الروم، ووضعه أمينا على الترجمة، وخدم يوحنا بن ماسويه الخلفاء من لدن هارون الرشيد إلى أيام المتوكل (أي خدم الأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل). وتوفي بسر من رأى يوم الاثنين لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة 243ه في خلافة المتوكل، وله من الكتب كتاب في تركيب الأدوية المسهلة وإصلاحها
De L’emploi el de La correction des medicaments purgatifs . (منه نسخة في أكسفورد).
فلما أفضيت الخلافة إلى الخليفة السابع المأمون بن هارون الرشيد، تمم المأمون ما بدأ به جده المنصور، فأقبل على طلب العلم من مواضعه، واستخرجه من معادنه، فداخل ملوك الروم، وسألهم صلته بما لديهم من كتب العلم، فبعثوا إليه بما حضرهم من كتب أفلاطون، وأرسطاطاليس، وأبقراط، وجالينوس، وغيرهم، واستجاد لها مهرة التراجمة فترجمت له على غاية ما أمكن من الإحكام، فقامت دولة الحكمة في عصره، وتنافس أولو النباهة في العلوم، لما كانوا يرون من إخصائه لمنتحليها، واختصاصه لمتقلديها، فكانوا ينالون عنده المنازل الرفيعة، والإنعامات الوفيرة فأتقن جماعة من ذوي الفنون كثيرا من علومهم، وسنوا منهاج الطب، وعنوا بالنبات والأدوية المفردة.
وإنا لذاكرون من عرف في الدولة العباسية بمعرفة النبات وألف فيه وفي المفردات الطبية.
فممن اشتهر بنقل كتب النبات إلى العربية، إصطفن بن بسيل
Etienne fils de Basil
كان يقارب حنين بن إسحاق في النقل، إلا أن عبارة حنين أفصح، وأحلى؛ نقل كتاب الأدوية المستعملة لأوريباسيوس
de Medicamentis usitatis liber
ونقل إصطفن بن بسيل كتاب الحشائش لديوسقوريدس من اللسان اليوناني إلى العربي، في عصر المتوكل على الله، في أواسط القرن التاسع الميلادي، ثم نقل ثانية في القرن التالي في إسبانيا، كما سنبينه بعد. ولم يستوف إصطفن الأسماء العربية كلها لعدم معرفته ما يقابل اليونانية منها، وآمل أن يتم من يأتي بعده الفراغ الذي تركه، وأصلحه حنين بن إسحاق، ويسمى أيضا كتاب ديوسقوريدس العين زرني في هيولي علاج الطب ويسمى كتاب الأدوية المفردة
Dioscoridis de simplicibus . (1) كتاب الحشائش أو هيولي علاج الطب أو كتاب الأدوية المفردة لديوسقوريدس العين زربي
كان اهتمام العرب بكتاب ديوسقوريدس في الحشائش والأدوية المفردة، أكثر من اهتمامهم بكتاب آخر من كتب النبات، فقد عنوا به عناية كبرى، فنقلوه من اللغة اليونانية إلى العربية مرتين في بغداد (دار السلام) المرة الأولى، ثم في الأندلس في المرة الثانية، وقد كان هذا الكتاب معين العرب في العقاقير في مادته، نقل عنه كل من أتى منهم بعد ترجمته، ثم زادوا عليه بعد ذلك بقدر ما وصل إليه علمهم.
قال جمال الدين بن القفطي (ص83): ديوسقوريدس العين زربي، حكيم فاضل كامل، من أهل مدينة عين زرب شآمى، يوناني حشائشي، كان بعد بقراط، وفسر من كتبه كثيرا، وهو أعلم من تكلم في أصل علاج الطب، وهو العلامة في العقاقير المفردة، وتكلم فيها على سبيل التجنيس، والتنويع، ولم يتكلم في الدرجات، وألف كتاب الخمس مقالات، وقال جالينوس: تصفحت أربعة عشر مصحفا في الأدوية المفردة لأقوام شتى فما رأيت فيها أتم من كتاب ديوسقوريدس، وعليه احتذى كل من أتى بعده وخلد منها معنى نافعا وعلما جما. ومعنى اسمه في اليونانية شجار الله، أي ملهم الله على القول في الأشجار والحشائش، وله في السمائم كتابان مقالتان أتى فيهما بقول حسن، وكان ديوسقوريدس هذا يقال له: السائح في البلاد، ويحيى النحوي الإسكندراني يمدحه في كتابه في التاريخ، ويقول: تفديه الأنفس صاحب النفس الذكية النافع للناس المنفعة الجلية المتعوب المنصوب، السائح في البلاد المقتبس لعلوم الأدوية المفردة من البراري والجزائر والبحار والمصور لها، المجرب، المعدد لمنافعها قبل المسألة عن أفاعيلها حتى إذا صحت عنده بالتجربة فوجدها قد خرجت بالمسألة غير مختلفة عن التجربة أثبت ذلك وصوره من مثله وهو رأس كل داء مفرد، وعنه أخذ جميع من جاء بعده، ومنه ثقفوا على سائر ما يحتاجون إليه من الأدوية المفردة، وطوبى لتلك النفس الطيبة التي قد شقيت بالتعب من محبتها لإيصال الخيرات إلى الناس كلهم، قال حنين بن إسحاق: إن ديوسقوريدس كان اسمه عند قومه أزداش نباديش؟ ومعناه بلغتهم (الخارج عنها)، قال حنين: وذلك أنه كان معتزلا عن قومه متعلقا بالجبال ومواضع النبات مقيما بها في كل الأزمنة لا يدخل إلى قومه في طاعة ولا مشورة ولا حكم، فلما كان ذلك سماه قومه بهذا الاسم، ومما يؤيد أن ديوسقوريدس كان متنقلا في البلدان لمعرفة الحشائش والنظر إليها، وفي منابتها قوله في صدر كتابه يخاطب الذي ألف الكتاب له: وأما نحن فإنه كانت لنا كما علمت في الصغر شهوة لا تقدر في معرفة هيولا العلاج، وجولنا في ذلك بلدانا كثيرة، وكان دهرنا كما قد علمت دهر من ليس له مقام في موضع واحد. (وكتاب ديسقوريدس هذا خمس مقالات، ويوجد متصلا به أيضا مقالتان في سموم الحيوان تنسب إليه، وإنهما سادسة وسابعة.
وهذا ذكر أغراض مقالات كتاب ديسقوريدس:
المقالة الأولى:
تشتمل على ذكر أدوية عطرية الرائحة، وأفاويه وأدهان وصموغ وأشجار كبار.
المقالة الثانية:
تشتمل على ذكر الحيوان ورطوبات الحيوان، والحبوب والقطاني والبقول المأكولة والبقول الحريفة وأدوية حريفة.
المقالة الثالثة:
تشتمل على ذكر أصول النبات، وعلى نبات شوكي، وعلى بزور وصموغ، وعلى حشائش بأزهرية.
المقالة الرابعة:
تشتمل على ذكر أدوية أكثرها حشائش باردة وعلى حشائش حارة مسهلة ومقيئة، وعلى حشائش نافعة من السموم.
المقالة الخامسة:
تشتمل على ذكر الكرم، وعلى أنواع الأشربة، وعلى الأدوية المعدنية)
ويقال: إن المقالتين المضافتين إلى الخمس مقالات نحلتا إليه.
قال ابن أصيبعة (46 ثاني): إن ابن جلجل أبو داود سليمان بن حسان قد فسر أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس العين زربي، وأفصح عن مكنونها، وأوضح مستغلق مضمونها وهو يقول (أي ابن جلجل) في أول كتابه هذا:
إن كتاب ديسقوريدس ترجم بمدينة السلام (بغداد) في الدولة العباسية في أيام الخليفة جعفر المتوكل، وكان المترجم له إصطفن بن بسيل، الترجمان من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي وتصفح ذلك حنين بن إسحاق المترجم، فصحح الترجمة، وأجازها فما علم إصطفن من تلك الأسماء اليونانية في وقته له اسما في اللسان العربي فسره بالعربية، وما لم يعلم له في اللسان العربي اسما، تركه في الكتاب على اسمه اليوناني اتكالا منه على أن يبعث الله بعده من يعرف ذلك ويفسره باللسان العربي، إذ التسمية لا تكون بالتواطؤ من أهل كل بلد على أعيان الأدوية بما رأوا وأن يسمعوا ذلك إما باشتقاق وإما بغير ذلك، من تواطئهم على التسمية، فاتكل إصطفن على شخوص يأتون بعده ممن قد عرف أعيان الأدوية التي لم يعرف لها اسما في وقته، فيسميها على قدر ما سمع في ذلك الوقت، فيخرج إلى المعرفة.
قال ابن جلجل: وورد هذا الكتاب إلى الأندلس وهو على ترجمة إصطفن، منه ما عرف له اسما بالعربية، ومنه ما لم يعرف له اسما فانتفع الناس بالمعروف منه بالمشرق وبالأندلس إلى أيام الناصر عبد الرحمن (الثالث) ابن محمد وهو يومئذ صاحب الأندلس، فكاتبه أرمانوس
Romanus
ملك قسطنطينية في سنة 337ه/948م، وهاداه بهدايا لها قدر عظيم، فكان في جملة هديته كتاب ديسقوريدس مصور الحشائش بالتصوير الرومي العجيب.
وكان الكتاب مكتوبا بالإغريقي الذي هو اليوناني وبعث معه كتاب هروسيوس (Orose) Orosius
صاحب القصص، وهو تاريخ عجيب للروم، فيه أخبار الدهور، وقصص الملوك الأول، وفوائد عظيمة، وكتب أرمانوس في كتابه إلى الناصر: إن كتاب ديسقوريدس لا تجتني فائدته إلا برجل يحسن العبارة باللسان اليوناني، ويعرف أشخاص تلك الأدوية، فإن كان في بلدك من يحسن ذلك فزت أيها الملك بفائدة الكتاب، أما كتاب هروسيوس فعندك في بلدك اللطينيين من يقرأ باللسان اللاطيني، وإن كشفتهم عنه نقلوه لك من اللاطيني إلى اللسان العربي. قال ابن جلجل: ولم يكن يومئذ بقرطبة من نصارى الأندلس من يقرأ باللسان الإغريقي الذي هو اليوناني القديم، فبقي كتاب ديسقوريدس في خزانة عبد الرحمن الناصر باللسان الإغريقي، ولم يترجم إلى اللسان العربي، وبقي الكتاب بالأندلس، والذي بين أيدي الناس بترجمة إصطفن الواردة من مدينة السلام ببغداد.
فلما جاوب الناصر أرمانيوس الملك سأله أن يبعث إليه برجل يتكلم الإغريقي واللاطيني ليعلم له عبيدا يكونون مترجمين، فبعث أرمانيوس الملك إلى الناصر براهب كان يسمى نيقولا
Nicola
فوصل إلى قرطبة سنة 340ه/951م، وكان يومئذ بقرطبة من الأطباء قوم لهم بحث وتفتيش وحرص على استخراج ما جهل من أسماء عقاقير كتاب ديسقوريدس إلى العربية، وكان أبحثهم وأحرصهم على ذلك من جهة التقرب إلى الملك عبد الرحمن الناصر حسداي بن شبروط الإسرائيلي
Chasdai ibn Schaprut lsraili (توفي سنة 970م). وكان نيقولا الراهب عنده أحظى الناس وأخصهم به، وفسر من أسماء عقاقير كتاب ديسقوريدس ما كان مجهولا، وهو أول من عمل بقرطبة ترياق الفاروق، وكان في ذلك الوقت من الأطباء الباحثين عن تصحيح أسماء عقاقير الكتاب وتعيين أشخاصه محمد المعروف بالشجار، ورجل كان يعرف بالبسباسي، وأبو عثمان الحزاز الملقب باليابسة، ومحمد بن سعيد الطبيب، وعبد الرحمن بن إسحاق بن هيثم، وأبو عبد الله الصقلي، وكان يتكلم باليونانية ويعرف أشخاص الأدوية.
قال ابن جلجل: وكان هؤلاء النفر كلهم في زمان واحد مع نقولا الراهب، أدركتهم وأدركت نقولا الراهب في أيام المستنصر وصحبتهم في أيام الحكم، وفي صدر دولته مات نقولا الراهب، فصح ببحث هؤلاء النفر الباحثين عن أسماء عقاقير كتاب ديسقوريدس تصحيح الوقوف على أشخاصها بمدينة قرطبة خاصة بناحية الأندلس، ما أزال الشك فيها عن القلوب، وأوجب المعرفة بها بالوقوف على أشخاصها، وتصحيح النطق بأسمائها بلا تصحيف إلا القليل منها الذي لا بال به ولا خطر له، وذلك يكون في مثل عشرة أدوية.
قال: وكان لي في معرفة تصحيح «هيولا الطب» الذي هو أصل الأدوية المركبة حرص شديد وبحث عظيم، حتى وهبني الله من ذلك بفضله بقدر ما أطلع عليه من نيتي، في إحياء ما خفت أن يدرس، وتذهب متعته لأبدان الناس. (1-1) نسخ الكتاب المخطوطة
وقد اطلعت على نسخة من كتاب الحشائش ل (ديسقوريدس) منقولة بالتصوير الشمسي عن نسخة بمكاتب الآستانة، ومحفوظة بدار الكتب الملكية بالقاهرة تحت رقم (1029طب) ومكتوب عليها في الصفحة الأولى كتاب الحشائش في الطب ل (ديسقوريدس العين زربى)، وفي الصفحة التالية كتاب ديسقوريدس العين زربى في هيولي علاج الطب، نقل إصطفن بن بسيل وإصلاح حنين بن إسحاق، وهي خمس مقالات مصورة برسوم النبات، وليس يوجد عليها تاريخ، وهي تقع في 372 صفحة، وخطها واضح إلا أنها قليلة الإعجام، وكثيرة الأغلاط.
ونسخة أخرى مأخوذة بالتصوير الشمسي عن نسخة في مكاتب الآستانة ومحفوظة بدار الكتب الملكية تحت رقم (1029 طب) وهي مصورة كذلك، وهي بالجملة كالنسخة السابقة من حيث الخط، إلا أنها تنقصها المقالة الأولى برمتها وبعض أوراق أي صحائف من المقالات الأربع الأخر، والمقالات مختلفة الترتيب، أعني أن المقالة الخامسة معدودة السابعة ومكتوب في آخرها ما يأتي:
أنهاه نسخا عبد الله بن الفضل سبط الأعز حامدا لله، ومصليا على رسوله
صلى الله عليه وسلم ، وذلك في شهر رجب المبارك من سنة إحدى وعشرين وستمائة (سنة 621ه) وحسبنا الله. ا.ه.
وبعد هذه المقالة رسالة أخرى عنوانها: كتاب الكرمة صنعة حنين ابن إسحاق.
وفي أول صحيفة منها: قول حنين بن إسحاق مما ذكره جالينوس في الجزء الرابع من المقالة الثانية من كتابه في قوى الأدوية والأغذية، وهو الذي يذكر فيه الكرمة وما يضاف وينسب إليها مما هو فيها ولها، أعني من أجزائها الداخلة فيها والخارجة منها، وأصناف الكروم وألوان الأعناب والخمور على طريق المسألة والجواب تذكرة ورياضة لداود وإسحاق ولديه.
والنسخة الثالثة: هي نسخة قديمة مصورة فيها اختلاف كبير في ترتيب المقالات، فالمقالة الثالثة فيها هي المقالة الأولى في الترتيب في النسخة الأولى، وباقي المقالات مختلفة الترتيب بحيث يصعب فصلها.
وفي آخر النسخة مقالتان، مكتوب في أولهما أن الأولى هي المقالة السادسة، وأن الثانية هي المقالة السابعة المقول بأنهما منحولتان إلى ديسقوريدس.
وعنوان المقالة السادسة ما يأتي: المقالة السادسة من كتاب ديسقوريدس في أجناس الدواب كلها التي في البحر والبر، وما يصلح لعلاج الطب، ما كان منها ذا قشور شبه الخزف، وجميع الحيتان والسباع، والطير، والألبان والصوف، والوسخ، وجميع الإنفحات والمرارات والشحوم، والأدمعة، وأنواع الدم، والزبل، والأبوال، وحيوان ذوات السموم والأصداف وغير ذلك.
والمقالة السابعة والغرض منها أمران: أحدهما الاحتراز من الوقوع في تناول الشيء الضار، والآخر علاج الضار إذا وقع.
وإذا تأملنا في مفردات المقالات وجدنا أكثرها يونانيا معربا، وقلما نجد اسما عربيا، وهذا يطابق قول ابن جلجل: فما علم إصطفن من تلك الأسماء اليونانية في وقته له اسما في اللسان العربي فسره بالعربية، وما لم يعلم له في اللسان العربي اسما تركه في الكتاب على اسمه اليوناني اتكالا منه على أن يبعث الله بعده من يعرف ذلك ويفسره باللسان العربي ... إلخ.
وهذا مثال من الترجمة الأولى من كتاب الحشائش لديسقوريدس العين زربى، فالصف الأول الترجمة التي وضعت، والصف المقابل له هو الألفاظ اليونانية الأصلية التي توصلنا إلى تحقيقها، وما بين القوسين اللفظ العربي مما علمه إصطفن في وقته:
ألوى (الصبر)
Aloe
زراوند
Aristolochia
أليموس
Alimos
غلوكونيزا
Glyconyza
أوسوبس (زوفا)
Hysopos
قنطريون طوماغا
Centaurium Toleton
أسطوخودس
Stocechas
قنطريون طولبطون
Centaurium Tolton
أريغانن
Origanon
خامالاون لوقوس
Chameleon Leukos
غليخن (پوذنة)
Glechon
خاملاون ماليس
Chameleon Malis
ديقطامينون (مشكطرامشير)
Dictaminon
قروقوديلاون
Crocodyleon
إيديوسمن (نعنع)
Edyosmon
ديبصاقوس (راس القنفذ)
Dipsocus
قالامنتى (فودنج جبلي)
Kalaminthae
أقنتا أرابيقي (الشوكة العربية)
Acantha arabica
ثومس (حاشا)
Thymos
سقولومس
Scolymos
أربللوس (نمام)
Erpyllon
أوفربيون
Euphorbion
صمامبسوخون (مرزنجوش)
Sampsychon
أقانثيون (رأس الشيخ)
Acanthion
ماليلوطوس (إكليل الملك)
Melilotus
قابنوس (شاهترج)
Kapnos
سيسمبريون (نمام بري)
Sisymbrion
أپوريس
Ippuris
مارن (مرماخور)
Maron
إيريس
Iris
بيغانون (سذاب بري)
لوقاقنثا (الشوكة البيضاء)
Leukacantha
مولو (حرمل)
Moly
طراغاقنتا (الكثيرة)
Iragacantha
فاناقس إيرقليون
مالنثيون (شونيز)
Melanthion
فاناقس أسقليبيوس
سلفيون (أنجدان)
Silphium
فاناقس خيرونيون
ماطافيون - ماطوبيون
Metopium
أغاريقون
Agaricum
أوفرببون
Euphorbiun
رواند
Rea
خلباني (القنة)
Chalbani
جنطيانا
Gentiana
أمونياقن (أشق)
Ammoniacum
صرقوڨولا (انزوروت)
Sarcocolla
سيون (صعتر الحبشة)
Siyum
غلوكيون (ماميثا)
Glocium
آنيسون
Anisum
قولا (الغري)
Colla
أنيتون (الشبث)
Anethum
أسيوس (الدبق)
Ixios
كومينون (كمون بستاني)
Cuminum
أفاريني
Aparini
كومينون أغربا (كمون بري)
Cumunon agria
ألوسن (مبرئ الكلب)
Alyssum
أمى (نانحواه)
Ammi
إسفليناس أغريا (حشيشة الطحال)
Asplenum agria
قورينون (كزبرة)
Corianon
أطراقتولس (قرطم بري)
Atractylis
سالينون قيفايون (كرفس بستاني)
Selenon Ceoaions
بولوقنمن
أوريو سالينون
Oreoselinum
قويرون
Corium
سالينون
Selinum
لونطابيطالون (عرطنيثا)
Leontopetalin
سمورنيون
Smyrnium
قارنونوس
Coronopus
إلافوبسقن (رعياديلا)
Elaphoboscon
خاماذ ريوس
Chamaidrys
ماراثرن (رازيانج)
Marathron
لوقاين
Leucoion
ماراثرن أغريون (رازيانج بري)
Marathron agrion
لوخنس الأكليلية (سراج القطرب)
Lychnis
داوقس
Daucus
لوخنس أغريا (سراج بري) ... إلخ.
Lychnis agria
فورثرن (عاقر قرحا)
ليغسطيقون (آنيسون بري)
Ligusticum
ليبانوطس
Libanotis
سطافولينس (جزر بري)
Staphylinos
سفوندوليون
Spondylion
ساسالي
seseli
برنيقا
طرديلبون
Tordylium
باوكاذتون
(2) مترجمو كتب النبات إلى العربية
ومن الذين كانت لهم اليد الطولى في نقل كتب النبات والأدوية المفردة إلى اللسان العربي: (2-1) سابور بن سهل
Sabour Ibn Sahel
كان ملازما لبيمارستان جنديسابور ومعالجة المرضى، وكان فاضلا عالما بقوى الأدوية المفردة وتركيبها، وتقدم عند المتوكل، وكان يرى له، وكذلك عند من تولى بعده من الخلفاء، وتوفي في أيام المهتدي بالله، وكانت وفاة سابور بن سهل في يوم الاثنين لتسع بقين من ذي الحجة سنة 255ه، وله تصانيف كثيرة منها الأقرباذين الكبير المشهور
Ecrabadin, de medicamentis compositis
جعله 17 بابا، وهو الذي كان المعمول به في البيمارستان ودكاكين الصيادلة، وتوجد منه نسخة في ميونيخ. (2-2) ابن ضهار بخت
Ibn Daar Bakit
واسمه عيسى من أهل جندي سابور، له من الكتب قوى الأدوية المفردة. (2-3) حنين بن إسحاق العبادي
Honien Ibn Ishak AL-Abady
هو أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي، كان فصيحا لسنا بارعا، أقام مدة في البصرة، وكان شيخه في العربية الخليل بن أحمد، واشتغل مع سيبويه، ثم انتقل إلى بغداد واشتغل فيها بصناعة الطب، وقرأ على يوحنا ابن ماسويه، ونقل كتبا كثيرة لابن سيبويه بعضها إلى السريانية وبعضها إلى العربية، وكان حينئذ أعلم أهل زمانه باللغات اليونانية والسريانية والفارسية مع إتقان العربية، وسأله المأمون نقل كتب الحكماء اليونانيين إلى العربية، وبذل له من الأموال والعطايا شيئا كثيرا، وإصلاح ما ينقله غيره. ومما يحكى أن المأمون كان يعطيه الذهب زنة ما ينقله من الكتب إلى العربي مثلا بمثل، وكان بنو شاكر وهم محمد وأحمد والحسن كانوا يرزقون جماعة من النقلة، منهم حنين بن إسحاق، وحبيش بن الحسن، وثابت بن قرة وغيرهم في الشهر نحو خمسمائة دينار للنقل والملازمة.
وقد سافر إلى بلاد كثيرة من بلاد الروم في طلب الكتب وخصوصا كتب جالينوس، حتى أنه في غالب الأمر لا يوجد شيء من كتب جالينوس إلا وهي بنقل حنين أو بإصلاحه لما نقل غيره، وقد اختاره المتوكل وجعله رئيس الأطباء ببغداد للترجمة واؤتمن عليها، ووضع له نحارير عالمين بالترجمة كانوا يترجمون ويتصفح ما ترجموا كإصطفن بن بسيل، وموسى ابن خالد، ويحيى بن هارون وغيرهم، وكان حنين قد تعلم لسان اليونانيين بالإسكندرية ، ومن كتب بقراط وجالينوس وأرسطو وغيرهم. وكان مولده سنة 194ه/809م، وتوفي في زمان المعتمد على الله، وذلك في يوم الثلاثاء لست خلون من صفر سنة 264ه/873م، وكانت مدة حياته سبعون عاما، وكان حنين بن إسحاق ينقل أيضا إلى علي بن يحيى المعروف بالمنجم أحد كتاب المأمون، وكان نديما له، وعنده فضل ومال إلى الطب فنقلوا له منه كتبا كثيرة.
ولحنين بن إسحاق كثير من المصنفات بين تأليف وترجمة، نذكر منها ما كان خاصا بالنبات والأدوية المفردة عن ابن أبي أصيبعة، وابن القفطي، وعن رسالة حنين بن إسحاق (فهرست كتب جالينوس) إلى علي ابن يحيى في ذكر ما ترجم من كتب جالينوس بعلمه وبعض ما لم يترجم
Hunein ibn ishaq: uber die syrischen und arabischen Galen
129 كتابا وقف على طبعه
Ubersetzunen (Leibzig 1925). G, Bergstrasser
ويحتوي على: (1)
كتاب في قوى الأدوية المسهلة (مقالة واحدة). (2)
كتاب في الأدوية المفردة . (3)
كتاب في تركيب الأدوية. (4)
اختصار كتاب جالينوس في الأدوية المفردة إحدى عشر مقالة، اختصره بالسرياني وإنما نقل منه إلى العربي الجزء الأول، وهو خمس مقالات نقلها لعلي بن يحيى. (5)
كتاب في أسماء الأدوية المفردة على حروف المعجم. (6)
كتاب في أسرار الأدوية المركبة. (7)
كتاب في اختيار الأدوية المحرقة (مقالة). (8)
كتاب الفلاحة. (9)
كتاب جالينوس في عمل التشريح، ترجمة حنين بن إسحاق. (10)
كتاب النبات (منسوب لأرسطو). (2-4) حبيش الأعسم
Hobiech AL-asam (كان حيا قبل 264ه/878م)
هو حبيش بن الحسن الأعسم الدمشقي، وهو ابن أخت حنين بن إسحاق، ومنه تعلم صناعة الطب، وكان يسلك مسلك حنين في نقله وفي كلامه وأحواله، إلا أنه كان يقصر عنه، وقال حنين بن إسحاق: إن حبيشا ذكي مطبوع على الفهم، غير أنه ليس له اجتهاد بحسب ذكائه، بل فيه تهاون، وإن ذكاءه مفرط وذهنه ثاقب. وكان حنين يقدمه ويرضى نقله، وقيل: من جملة سعادة حنين صحبة حبيش له، فإن أكثر ما نقله حبيش نسب إلى حنين، وكثيرا ما يرى الجهال شيئا من الكتب القديمة مترجما بنقل حبيش فيظن الغير منهم أن الناسخ أخطأ في الاسم ويغلب على ظنه أنه حنين وقد صحف، فيكشطه ويجعله حنينا . ولحبيش من الكتب: (1)
كتاب جالينوس في الأدوية المفردة ترجمه إلى العربية لأحمد بن موسى. (2)
كتاب إصلاح الأدوية المسهلة. (3)
كتاب التغذية. (2-5) إسحاق بن حنين بن إسحاق
Ishak Ibn Honien Ibn Ishak (215-298ه/830-910م)
هو أبو يعقوب إسحاق بن أبي زيد حنين بن إسحاق العبادي، كان يلحق بأبيه في الفضل وصحة النقل من اللغة اليونانية والسريانية، وكان فصيحا يزيد على أبيه في ذلك، وخدم من خدم أبوه من الخلفاء والرؤساء، وكان منقطعا في آخر أيام أبي القاسم بن عبيد الله وزير المعتضد بالله، وخصيصا به ومتقدما عنده. وكان نقل إسحاق بن حنين بن إسحاق للكتب الطبية قليلا جدا، بالنسبة إلى ما يوجد من كثرة نقله من كتب أرسطاطاليس إلى لغة العرب، ولحق إسحاق في آخر عمره الفالج وبه مات، وتوفي في بغداد في أيام المقتدر بالله، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة 298ه/910م، وقيل: سنة 299ه/911م شهر نوفمبر . ولإسحاق ابن حنين بن إسحاق من الكتب: (1)
كتاب الأدوية المفردة. (2)
كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان. (3)
كتاب في الأدوية المفردة مختصر. (4)
كتاب إصلاح الأدوية المسهلة
Correclifs des medicaments purgatifs .
وخرج إسحاق بن حنين بن إسحاق «كتاب النبات» لأرسطو، مقالتان تفسير نيقولاوس وترجمة إسحاق بن حنين بن إسحاق بإصلاح ثابت بن قرة. (2-6) أبو الحسن ثابت بن قرة الحراني
Abo AL-Hasen Thabet Ibn Kora AL-haranny (231-288ه/836-951م)
ثم ألف من بعده في الأدوية المفردة أبو الحسن ثابت بن قرة الحراني، وهو أبو الحسن ثابت بن قرة بن مروان بن ثابت بن كرايا بن إبراهيم بن كرايا مارينوس بن سالامانس، كان مولده بحران يوم الخميس 21 صفر سنة 211ه كان من الصابئة المقيمين بحران، قرأ على محمد بن موسى فتعلم في داره ووصله بالمعتضد وأدخله في جملة المنجمين، ولم يكن في زمان ثابت بن قرة من يماثله في صناعة الطب، ولا في غيره من جميع أجزاء الفلسفة، وكان جيد النقل إلى العربي حسن العبارة، وكان قوي المعرفة باللغة السريانية واليونانية وغيرها والعلوم الرياضية والفلك، وله تصانيف مشهورة بالجودة، وكان الخليفة المعتضد سنة 892م، قد شغف به، ولطف منه محله، وأقطعه ضياعا جليلة ، وكان يجله بين يديه كثيرا بحضرة الخاص والعام، وتوفي ثابت بن قرة سنة 288ه/901م وله من العمر سبع وسبعون سنة، وله تصانيف كثيرة جدا منها في الأدوية المفردة: (1)
جوامع كتاب الأدوية المفردة لجالينوس
Epitome libri Galeni de medicementis simplicibus . (2-7) الكندي
AL-Kendy (توفي حوالي سنة 260ه/873م)
الكندي هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث، وينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان، ويسمى فيلسوف العرب وأحد أبناء ملوكها المشتهر في الملة الإسلامية بالتبحر في فنون الحكمة اليونانية والفارسية والهندية، وكان أبوه إسحاق بن الصباح أميرا على الكوفة للمهدي والرشيد، وكان جده الأشعث بن قيس من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وكان قبل ذلك ملكا على جميع كندة، وكان سائر أجدا ده ملوكا على قبائلهم.
نزل بالبصرة ثم انتقل إلى بغداد في أوائل القرن التاسع الميلادي، وهنالك تأدب، وكان عالما بالطب والفلسفة وعلم الحساب والمنطق وتأليف اللحون والهندسة والنجوم وبعض اللغات وغير ذلك، وكان يعقوب ابن إسحاق الكندي عظيم المنزلة عند المأمون والمعتضد وعند ابنه أحمد، ولم يكن في الإسلام فيلسوف غيره، وله تواليف كثيرة في فنون من العلم، وترجم من كتب الفلسفة الكثير، وأوضح منها المشكل، ولخص المستصعب العويص. وقال أبو معشر في كتاب المذاكرات لشاذان: حضرات التراجمة في الإسلام أربعة: حنين بن إسحاق، ويعقوب بن إسحاق الكندي، وثابت بن قرة الحراني، وعمر بن الفرخان الطبري. وللكندي رسائل في ضروب من العلوم، وله غير ذلك من المؤلفات ما يزيد عن المائتين نقل بعض منها إلى اللاطينية، ولم يعلم زمن وفاته، وقدره بعضهم بأواخر القرن التاسع الميلادي. فمن المصنفات في الأدوية المفردة: (1)
كتاب جوامع كتاب الأدوية المفردة لجالينوس. (2)
كتاب الأدوية الممتحنة. (3)
كتاب الأقراباذين.
وألف في الأدوية المفردة. (2-8) أبو بكر محمد بن زكريا الرازي
Abou Bakr Mohamed Ibn Zakaria AL-Razy (251-313ه/865-925م)
أبو بكر محمد بن زكريا الرازي من أهل الري، أوحد دهره وفريد عصره، قد جمع المعرفة بعلوم القدماء ولا سيما الطب، وكان في ابتداء أمره يضرب بالعود، ثم نزع عن ذلك، وأكب على النظر في الطب والفلسفة، وبرع فيهما براعة المتقدمين، وكان ينتقل في البلدان، وكان أكثر مقامه ببلاد العجم، وذلك لكونها موطنه وموطن أهله وأخيه وخدم بصناعة الطب الأكابر من ملوك العجم.
وبينه وبين منصور بن إسماعيل بن خاقان صاحب خراسان وما وراء النهر صداقة، وألف له كتاب المنصوري في الطب، وكان أبو بكر محمد ابن زكريا شيخ كبير الرأس مسفطه، وكان يجلس في مجلسه ودونه التلاميذ ودونهم تلاميذهم ودونهم تلاميذ آخرون، وكان يجيء الرجل فيصف ما يجد لأول من يلقاه منهم فإن كان عنده علم وإلا تعداه إلى غيره، فإن أصابوا وإلا تكلم الرازي في ذلك. وكان كريما متفضلا بارا بالناس حسن الرأفة بالفقراء والأعلاء، حتى كان يجري عليهم الجرايات الواسعة ويمرضهم ولم يكن يفارق النسخ، إما يسود أو يبيض، ويؤثر عن الرازي أنه قال: العمر يقصر عن الوقوف على فعل كل نبات في الأرض فعليك بالأشهر مما أجمع عليه، ودع الشاذ واقتصر على ما جربت.
وكانت في بصره رطوبة وفي آخر عمره عمي، وتوفي الرازي قريبا من سنة 320ه/932م. (طبقات الأمم لصاعد)، وقيل: إنه توفي سنة 364ه (القفطي).
وللرازي كثير من المؤلفات نحو المائتي مصنف نذكر منها في النبات: (1)
كتاب الأدوية الموجودة بكل مكان (القفطي). (2)
كتاب الحاوي في الطب
Continens ، ويشمل على قسم عظيم من النبات والمفردات الطبية من اثنى عشر قسما. (3)
كتاب في قوى الأغذية والأدوية. (4)
كتاب الطب المنصوري. (5)
كتاب في الجدري والحصبة
De Variolis et morbillis . (6)
كتاب الأقراباذين
Antidotarium . (7)
تقسيم العلل
Divisio morborum . (8)
المدخل إلى الطب
Introductio in mediciniam . (9)
الفصول في الطب
Aphorism medici . (10)
المرشد
Director . (2-9) أحمد بن أبي الأشعث
Ahmed Ibn Abi AL-Ashath (ت نحو 365ه/975م)
هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد بن أبي الأشعث، كان وافر العقل سديد الرأي، محبا للخير، كثير السكينة والوقار، متفقها في الدين. وكان فاضلا في العلوم الحكمية، وله تصانيف كثيرة تدل على ما كان عليه من العلم وعلو المنزلة، وكان عالما بكتب جالينوس، خبيرا به، مطلعا على أسرارها، وقد شرح كثيرا منها، وفسر أيضا كثيرا من كتب أرسطاطاليس، وكان أصل أحمد بن أبي الأشعث من فارس فخرج من بلده وأقام بالموصل إلى آخر عمره، واتخذ له تلاميذ عدة، وبرع في صناعة الطب، وكانت وفاته في سنة 360ه ونيف (ثلاثمائة ونيف وستين) للهجرة، وله من الكتب الخاصة بعلم المفردات: كتاب الأدوية المفردة ثلاث مقالات، ألفه لقوم من تلامذته سألوه ذلك، وهم من طبقة من تجاوز تعلم الطب ودخلوا في جملة من يتفقه، وقد نقل عنه داود الأنطاكي، وله من الكتب: (1)
كتب الحيوان. (2)
كتاب في السرسام والبرسام ومداواتهما
Liber de phrenesi el pleuritide
ثلاث مقالات. (3)
كتاب في الجدري والحصبة والحميقاء
De Variolis et morbillis . (4)
كتاب تركيب الأدوية
Compositio medicamentorum . (5)
كتب في الصرع
Iiber de epilepsia . (6)
كتاب الغاذي والمغتذي
Liber nutrienl is et nutriti . (7)
شرح كتاب الحميات لجالينوس
Geleni liber de febribus . (2-10) إبراهيم بن بكس
Ibrahim Ibn Bkos (ت بعد 360ه/971م)
هو أبو إسحاق إبراهيم بن بكس العشاري. كان ماهرا في علم الطب، واشتغل طبيبا بالمارستان العضدي لما بناه عضد الدولة وكان له منه ما يقوم بكفايته، ونقل كتبا كثيرة إلى العربي، ثم كف بصره، وكان مع ذلك يحاول صناعة الطب ويزاولها بحسب ما هو عليه، وله من الكتب: (1)
كناشه. (2)
كتاب الأقرباذين الملحق بالكناش . (3)
كتاب أسباب النبات لثاوفرطس
de Causis plantarum (ص107 قفطي) والذي وجد تفسير بعض المقالة الأولى (252 فهرست). (4)
مقالة في الجدري. (2-11) ابن مسكويه
Ibn Maskoya (ت 421ه/1030م)
وممن برع وألف في المفردات الطبية أحمد بن محمد بن يعقوب الملقب بمسكويه أبو علي الخازن صاحب التجارب. قال أبو حيان في كتاب الإمتاع: وأما مسكويه ففقير بين أغنياء، وغني بين أنبياء، (يقال ذلك لأن فقراءهم أكثر من أغنيائهم، والفقر شعار الصالحين)، لأنه شاذ، وقد كان مشغولا بطلب الكيمياء مع أبي الطيب الكيميائي الرازي، مملوك الهمة في طلبه، والحرص على إصابته، مفتونا بكتب أبي زكريا الرازي، وجابر ابن حيان. وابن مسكويه ذكي حسن الشعر، نقي اللفظ. قال أبو منصور الثعالبي: كان في الذروة العلياء من الفضل والأدب والبلاغة والشعر، وكان في ريعان شبابه متصلا بابن العميد مختصا به، واتخذه خازنا لكتبه، ثم تنقلت به أحوال جليلة في خدمة بني بويه، والاختصاص ببهاء الدولة، وعظم شأنه، وارتفع مقداره، فترفع عن خدمة الصاحب، ولم ير نفسه دونه، ولم يخل من نوائب الدهر، وشكا سواء أثر الهرم وبلوغه إلى أرذل العمر. وكان مسكويه مجوسيا، فأسلم، ومات فيما ذكره يحيى بن منده في تاسع صفر سنة 421ه/1030م (وسنة 420 قفطي)، وله كتب جيدة وتصانيف في العلوم هي من أجل التصانيف منها: (1)
كتاب في الأدوية المفردة (ابن القفطي). (2)
كتاب أنس الفريد. (3)
كتاب تجارب الأمم وتعاقب الهمم في التاريخ سار فيه إلى سنة 372ه
Experientiae populorum et stinelia minouum . (4)
كتاب الفوز الكبير
Liber sabutis majur . (5)
كتاب الفوز الصغير. (2-12) أبو الريحان البيروني
Abu AL-Ryhan, AL-bayrony (362-440ه/973-1048م)
أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي متبحر في علوم فنون الحكمة اليونانية والهندية، فاضل في علم الهيئة والنجوم، وله نظر جيد في صناعة الطب. دخل إلى بلاد الهند، وأقام بها عدة سنين، وتعلم حكمائها فنونهم، وعلمهم طرق اليونانيين في فلسفتهم، ومصنفاته كثيرة متقنة محكمة غاية الإحكام، وبالجملة لم يكن في نظرائه في زمانه وبعده إلى هذه الغاية أحذق منه بعلم الفلك، ولا أعرف بدقيقه، وكان معاصرا للشيخ الرئيس ابن سينا، وبينهما مباحثات ومراسلات. توفي سنة 430ه/1039م، وله مصنفات كثيرة منها: كتاب الصيدلة في الطب، استقصى فيه معرفة ماهيات الأدوية ومعرفة أسمائها، واختلاف آراء المتقدمين، وقد رتبه على حروف المعجم (وقد وجد هذا الكتاب في خزائن كتب الآستانة وحصل الدكتور مايرهوف على نسخة منه بالتصوير الشمسي) - لقانون المسعودي
Canon Masudicus - كتاب الجماهر في معرفة الجواهر
Oblectamentum animorum et cogitationum .
ومنه نسخة بالتصوير الشمسي بدار الكتب الملكية. أما سائر كتبه فإنها تفوق الحصر، وكتاب الآثار الباقية من القرون الخالية، وكتاب تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة للعقل أو مرذولة ... إلخ وكلاهما مطبوع ومترجم للإنجليزية. (2-13) الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا
Ibn Sina (370-428ه/980-1038م)
هو الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا الحكيم المشهور. كان أبوه من أهل بلخ، وانتقل منها إلى بخاري، وكان من العمال الكفاة، وتولى العمل بقرية من ضياع بخاري يقال لها: «خرميثن» من أمهات قراها، وولد الرئيس أبو علي وكذلك أخوه بها، واسم أمه ستارة، وهي من قرية يقال لها: «أفشنة» بالقرب من خرميثن، ثم انتقلوا إلى بخاري، وانتقل الرئيس بعد ذلك في البلاد، واشتغل بالعلوم وحصل الفنون، ولما بلغ عشر سنين من عمره كان قد أتقن علم القرآن العزيز والأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهندسة والجبر والمقابلة، ثم توجه نحوهم الحكيم أبو عبد الله الناتلي، فأنزله أبو الرئيس أبي علي عنده، فابتدأ أبو علي يقرأ عليه إيساغوجي وأحكم عليه علم المنطق وإقليدس والمجسطي، وفاقه أضعافا كثيرة حتى أوضح له منها رموزا، وفهمه إشكالات لم يكن الناتلي يدريها، وكان مع ذلك يختلف في الفقه إلى إسماعيل الزاهد يقرأ ويبحث ويناظر.
ولما توجه الناتلي نحو خوارزمشاه مأمون بن محمد، اشتغل أبو علي بتحصيل العلوم: كالطبيعي والإلهي وغير ذلك، ونظر في النصوص والشروح، وفتح الله عليه أبواب العلوم، ثم رغب بعد ذلك في علم الطب، وتأمل الكتب المصنفة فيها، وعالج تأدبا لا تكسبا، وعلمه حتى فاق فيه الأوائل والأواخر، في أقل مدة، وأصبح فيه عديم القرين، فقيد المثل، واختلف إليه فضلاء هذا الفن وكبراؤه يقرءون عليه أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة، وسنه إذ ذاك ست عشرة سنة. وفي مدة اشتغاله لم ينم ليلة واحدة بكمالها، ولا اشتغل بالنهار بسوى المطالعة، وكان إذا أشكلت عليه مسألة، توضأ، وقصد المسجد الجامع، وصلى، ودعى الله - عز وجل - أن يسهلها عليه، ويفتح حجر مغلقها له، وذكر عند الأمير نوح بن نصر الساماني صاحب خراسان في مرض مرضه فأحضره وعالجه حتى برئ، واتصل به وقرب منه، ودخل إلى دار كتبه، وكانت عديمة المثل، فيها من كل فن، الكتب المشهورة بأيدي الناس وغيرها مما لا يوجد في سواها ولا سمع باسمه فضلا عن معرفته، فظفر أبو علي فيها بكتب من علم الأوائل وغيرها، وحصل نخب فوائدها، واطلع على أكثر علومها، واتفق بعد ذلك احتراق تلك الخزانة، فتفرد أبو علي بما حصله من علومها، وكان يقال: إن أبا علي توصل إلى إحراقها، لينفرد بمعرفة ما حصله من علومها وينسبه إلى نفسه. ولم يستكمل ثماني عشرة سنة من عمره، إلا وقد فرغ من تحصيل العلوم بأسرها التي عاناها، وتوفي أبوه وسن علي اثنتان وعشرون سنة، وكان يتصرف هو ووالده في الأحوال، ويتقلدان للسلطان الأعمال، ولما اضطربت أمور الدولة السامانية خرج أبو علي من بخاري إلى كركانج، وهي قصبة خوارزم واختلف إلى خوارزم شاه علي بن مأمون بن محمد، وكان أبو علي على زي الفقهاء، ويلبس الطيلسان، فقرروا له كل شهر ما يقوم به، ثم انتقل إلى نسا وأبيورد وطوس وغيرها من البلاد. وكان يقصد حضرة الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير في أثناء هذه الحال، فلما أخذ قابوس وحبس في بعض القلاع حتى مات، ذهب أبو علي إلى دهستان، ومرض بها مرضا صعبا، وعاد إلى جرجان، وصنف بها الكتاب الأوسط، ولذلك يقال له: الأوسط الجرجاني، واتصل به الفقيه أبو عبيدة الجرجاني واسمه عبد الواحد، ثم انتقل إلى الري واتصل بالدولة، ثم إلى قزوين، ثم إلى همذان، وتقلد الوزارة لشمس الدولة، ثم تشوش العسكر عليه، فأغاروا على داره، ونهبوها، وقبضوا عليه وسألوا شمس الدولة قتله، فامتنع، ثم أطلق فتوارى، ثم مرض شمس الدولة يالقولنج فأحضره لمداواته واعتذر إليه، وأعاده وزيرا، ثم مات شمس الدولة.
وتولى تاج الدولة ولده فلم يستوزره، فتوجه إلى أصبهان، وبها علاء الدولة بن جعفر بن كاكويه، فأحسن إليه، وكان أبو علي قوي المزاج، وتغلب عليه قوة الجماع، حتى أنهكته ملازمته وأضعفته، ولم يكن يداري مزاجه وعرض له قولنج، فحقن نفسه في يوم واحد ثماني مرات، فقرح بعض أمعائه، وظهر له سحج، واتفق سفره مع علاء الدولة فحصل له الصرع الحادث عقيب القولنج، فأمر باتخاذ دانقين من كرفس في جملة ما يحقن به، فجعل الطبيب الذي يعالجه فيه خمسة دراهم منه فازداد السحج به، من حدة الكرفس، فطرح بعض غلمانه في أدويته شيئا كثيرا من الأفيون، وكان سببه أن غلمانه خانوه في شيء، فخافوا عاقبة أمره عند برئه، وكان مذ حصل له الألم يتحامل ويجلس مرة بعد أخرى ولا يحتمي ويجامع، فكان يصلح أسبوعا ويمرض أسبوعا. ثم قصد علاء الدولة همذان من أصبهان ومعه الرئيس أبو علي فحصل له القولنج في الطريق، ووصل إلى همذان، وقد ضعف جدا، وأشرفت قوته على السقوط، فأهمل المداواة، وقال: المدبر الذي في بدني قد عجز عن تدبيره فلا تنفعني المعالجة، ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم على من عرفه، وأعتق مماليكه، وجعل يختم في ثلاثة أيام ختمة، ثم مات.
وكانت ولادته في سنة 370ه في شهر صفر، وتوفي بهمذان يوم الجمعة من شهر رمضان سنة 428ه ودفن بها.
وكان نادرة عصره في علمه، وذكائه، وتصانيفه، وصنف كتاب الشفا في الحكمة، وكتاب النجاة
Iiber Iiberationis
والإشارات والتنبيهات
Theoremata et exerutationes
والقانون، وغير ذلك كتاب الأدوية القلبية
Medicamenta cordialia
مما يقرب مائة في فنون شتى، وله رسائل بديعة منها: رسالة حي بن يقظان، ورسالة سلامان، أبسال، ورسالة الطير وغيرها. وانتفع الناس بكتبه، وهو أحد فلاسفة المسلمين، وله شعر منها قصيدة في النفس مشهورة.
أما كتاب الشفا فمن فصوله كتابان في الحيوان والنبات.
كتاب القانون
Canone medicine
أما كتاب القانون في الطب للشيخ الرئيس ابن سينا فمن أجمع الكتب في فنون الطب القديم، ونال من الشهرة في عصره، ما بز بها غيره لمكانة مؤلفه من العلم، وشهرته الكبيرة في العلوم الحكمية. جمع ابن سينا هذا الكتاب وقسمه إلى كتب خمسة: الكتاب الأول في الأمور الكلية في علم الطب، الكتاب الثاني في الأدوية المفردة، وهذا الكتاب هو الذي يعنينا بالنسبة إلى البحث الذي نحن في صدده من تاريخ النبات، والكتابان الثالث والرابع في الأمراض، والكتاب الخامس في تركيب الأدوية وهو الأقراباذين. والكتاب الثاني الذي سبق ذكره هو في بيان الأدوية المفردة على ترتيب أبجدي ليسهل على المشتغل بها التقاط منافع كل دواء، فذكر أولا ماهية الدواء، ثم اختياره، ثم طبعه، ثم الأفعال، ثم الخواص. وأخذ ابن سينا عن ديسقوريدس وأكثر نقله عنه، ثم عن جالينوس وأريبازيوس، وفولوس، وماسرجويه، وحنين، وابن جريج، واليهودي (وإذا قيل: اليهودي انصرف القول إلى موسى بن ميمون). (2-14) يحيى بن جزلة
Yahya Ibn Gzla (ت 493ه/1100م)
أبو علي يحيى بن عيسى بن علي بن جزلة. قرأ الطب على نصارى الكرخ الذين كانوا في زمانه، وقرأ المنطق على أبي علي بن الوليد شيخ المعتزلة في ذلك الأوان، فلازمه فلم يزل ابن الوليد يدعوه إلى الإسلام حتى استجاب وأسلم. وقد استخدمه قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني في كتابه السجلات بين يديه، وكان مع اشتغاله بذلك يطب أهل محبته، وسائر معارفه، بغير أجره ولا جعالة، بل احتسابا ومروءة، ويحمل إليهم الأدوية بغير عوض، ولما مرض مرض موته وقف كتبه في مشهد الإمام أبي حنيفة، وكان أبو علي يحيى بن جزلة، في أيام المقتدي بأمر الله ومات سنة 473ه، وله من الكتب: كتاب منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان ضمنه ذكر الأدوية والأشربة والأغذية، وكل مركب بسيط ومفرد، ورتبه على حروف المعجم وصنفه للمقتدي بأمر الله، وكتاب تقويم الأبدان في تدبير الإنسان
Dispositio corporum de constitutione hominis Meihodica expositia eorum quibus homa uti solst .
رسالة في مدح الطب وموافقة الشرع
Tractatus de laude medicinae . (2-15) أبو الفضل بن عبد الكريم المهندس
Abu EL-Fadle Ibn Abd EL-Karim EL-Mohandes (ت 599ه/1202م)
هو مؤيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الحارتي. مولده ومنشؤه بدمشق، وكان يعرف بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة، وشهرته بها قبل أن يتحلى بمعرفة صناعة الطب، واشتغاله أيضا بالأدب.
وكان في أول أمره نجارا، وكان تكسبه بصناعة النجارة، وأكثر أبواب البيمارستان الكبير النوري بدمشق كان من نجارته وصنعته وبقي، سنينا كثيرة يطب بالبيمارستان النوري إلى حين وفاته في سنة 599ه ودفن بدمشق وعاش نحو السبعين سنة، وله من الكتب: كتاب في الأدوية المفردة على ترتيب حروف أبجدية وغيره من كتب الأدب، مقالة في معرفة رؤية الهلال، واختصار كتاب الأغاني الكبير لأبي الفرج الأصبهاني، وكتاب في الحروب والسياسة. (2-16) رشيد الدين بن الصوري
Rashid EL-Din Ibn AL-Sori (573-639ه/1177-1241م)
هو أبو المنصور بن أبي الفضل بن علي الصوري. كان أوحد في معرفة الأدوية المفردة وماهياتها واختلاف أسمائها وصفاتها وتحقيق خواصها وتأثيراتها، ومولوده في سنة 573ه بمدينة صور، ونشأ بها ثم انتقل إلى بغداد، واشتغل بصناعة الطب على الشيخ موفق الدين عبد العزيز السلمي، والشيخ موفق الدين عبد اللطيف البغدادي، وأقام بالقدس سنين، وكان يطب في البيمارستان الذي كان فيه، وصحب الشيخ أبا العباس الجياني، وكان شيخا فاضلا في الأدوية المفردة، متفننا في علوم أخرى، فانتفع بصحبته، وتعلم أكثر ما يفهمه، واطلع رشيد الدين الصوري أيضا على كثير من خواص الأدوية المفردة حتى تميز على كثير من أربابها، وأربى على سائر من حاولها، واشتغل بها، وكان قد خدم بصناعة الطب الملك العادل أبا بكر بن أيوب في سنة 612ه واستصحبه من القدس إلى الديار المصرية، وبعد وفاته خدم ولده الملك المعظم عيسى بن أبي بكر، وبعد وفاته خدم ولده الملك الناصر داود بن الملك المعظم وفوض إليه رياسة الطب، ثم أقام بدمشق لما توجه الملك الناصر إلى الكرك، وكان له مجلس للطب، وتوفي رشيد الدين الصوري يوم الأحد أول شهر رجب سنة 639ه/1241م بدمشق.
ولرشيد الدين الصوري من الكتب كثير، منها الأدوية والمفردات: (1)
كتاب الأدوية المفردة. (2)
الرد على كتاب التاج البلغاري في الأدوية المفردة. (3)
كتاب الأدوية المفردة للصوري. (4)
كتاب للنبات مصور بالألوان.
هذا الكتاب (أصيبعة ج2 ص219) بدأ بعمله في أيام الملك المعظم وجعله باسمه، واستقصى فيه ذكر الأدوية المفردة، وذكر أيضا أدوية اطلع على معرفتها ومنافعها لم يذكرها المتقدمون؛ وكان يستصحب مصورا ومعه الأصباغ والليق، على اختلافها وتنوعها، فكان يتوجه رشيد الدين الصوري إلى المواضع التي بها النبات مثل جبل لبنان، وغيره من المواضع التي قد اختص كل منها بشيء من النبات، فيشاهد النبات ويحققه ويريه للمصور، فيعتبر لونه، ومقدار ورقه وأغصانه، وأصوله ويصور بحسبها، ويجتهد في محاكاتها، ثم إنه سلك أيضا في تصوير النبات مسلكا مفيدا، وذلك أنه كان يرى النبات للمصور في أبان نباته وطراوته، فيصوره، ثم يريه إياه وقت كماله، وظهور بزره، فيصوره تلو ذلك، ثم يريه إياه أيضا في وقت ذواه ويبسه، فيصوره، فيكون الدواء الواحد يشاهده الناظر إليه في الكتاب وهو على أنحاء ما يمكن أن يراه به في الأرض فيكون تحقيقه له أتم، ومعرفته أبين (وهذا الكتاب مفقود). (2-17) موفق الدين عبد اللطيف البغدادي
Mowafek EL-Din Abd AL-Latif AL-Baghdadi (557-629ه/1162-1231م)
هو الشيخ الإمام الفاضل موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف ابن محمد بن علي بن أبي سعد ويعرف بابن اللباد؛ موصلي الأصل، بغدادي المولد. ولد ببغداد سنة 557ه/1161م. كان مشهورا بالعلم متحليا بالفضائل، مليح العبارة، كثير التصنيف، وكان متميزا في النحو واللغة العربية عارفا بعلم الكلام والطب، وكان قد اعتنى كثيرا بصناعة الطب لما كان بدمشق، واشتهر بعلمها، وكان يتردد عليه جماعة من التلاميذ، وغيرهم من الأطباء للقراءة عليه، وكان قد سمع الحديث في صباه من جماعة من المشتغلين بعلم الحديث، وكان الشيخ موفق الدين عبد اللطيف كثير الاشتغال، لا يخلي وقتا من أوقاته من النظر في الكتب، والتصنيف، والكتابة وكان كثير العناية بكتب أرسطاطاليس.
وفي سنة 585ه انتقل إلى الموصل، ولقي بها جماعة من العلماء، وأقام بها سنة في اشتغال دائم في التدريس، ثم دخل دمشق وصنف بها التصانيف الجمة، ثم توجه إلى القدس، ثم دخل مصر بتوصية من القاضي الفاضل إلى وكيله بالقاهرة وهو ابن سناء الملك، فلقي فيها كل إكرام، وأقام بمسجد الحاجب لؤلؤ، يقرئ الناس، وكان قصده في مصر ثلاثة أنفس: ياسمين السيمائي، والرئيس موسى بن ميمون اليهودي، وأبو القاسم الشارعي، فوجد ياسمين كذابا مشعبذا، وجاءه موسى فوجده فاضلا لا في الغاية قد غلب عليه حب الرياسة، وخدمة أرباب الدنيا، وعمل كتابا في الطب جمعه من الستة عشر لجالينوس، ومن خمسة كتب أخرى، وشرط أن لا يغير فيها حرف إلا أن يكون واو عطف، أو فاء وصل، وعمل كتابا لليهود سماه كتاب الدلالة، ولعن من يكتبه بغير القلم العبراني.
قال موفق الدين: ووقفت عليه فوجدت كتاب سوء يفسد أصول الشرائع والعقائد بما يظن أنه يصلحها، ولقي أبا القاسم الشارعي فوجده كما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، ثم عاد إلى القدس، وقابل صلاح الدين، ورسم له بثلاثين دينارا في كل شهر على ديوان الجامع بدمشق، وأطلق له أولاده رواتب حتى بلغ ما تقرر له كل شهر مائة دينار، ثم دخل صلاح الدين دمشق وحم ثم مات، ووجد الناس عليه كما يجدون على الأنبياء، فعاد موفق الدين إلى مصر، وأخذ يقرئ الناس بالجامع الأزهر، وأقام بالقاهرة مدة وله الراتب والجرايات من أولاد الملك الناصر صلاح الدين، وأتى مصر ذلك الغلاء العظيم والموتان الذي لم يشاهد مثله، وألف الشيخ موفق الدين في ذلك كتابا ذكر فيه أشياء شاهدها، أو سمعها ممن عاينها، تذهل العقل، وسمى ذلك الكتاب: كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر (وهو مطبوع).
ولما ملك السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب مصر وأكثر الشام والشرق، وتفرق أولاد صلاح الدين، توجه الشيخ موفق الدين إلى القدس، ثم إلى دمشق وتميز فيها بصناعة الطب، وصنف فيها كتبا كثيرة، ثم سافر إلى حلب وقصد بلاد الروم وكان في خدمة الملك علاء الدين داود بن بهرام صاحب أرزنجان سنة 625ه، ثم رحل إلى حلب، ثم خطر له أن يحج ويجعل طريقه على بغداد، وأن يقدم بها للخليفة المستنصر بالله أشياء من تصانيفه، ولما وصل بغداد مرض في أثناء ذلك وتوفي ثاني عشر المحرم سنة 629ه ودفن بالوردية عند أبيه بعد أن غاب عن بغداد خمسا وأربعين سنة.
ولعبد اللطيف البغدادي من الكتب ما لا يعد، نذكر ما كان منها في النبات: (1)
اختصار كتاب الأدوية المفردة لابن وافد. (2)
اختصار كتاب الأدوية المفردة لابن سمجون. (3)
كتاب كبير في الأدوية المفردة (أصيبعة ج2 ص214). (4)
اختصار كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري (كشف الظنون ج2 ص168)
Compendium libri plantarum auctore Abu Hanifa el Dinawari . (5)
انتزاعات من كتاب ديسقوريدس في صفات الحشائش (أصيبعة ج2 ص212)
Selectae libro Dioscoridis de plantarum descriptione . (6)
مقالة في النخل ألفها بمصر سنة 599ه وبيضها بمدينة أرزنجان في رجب سنة 625ه (أصيبعة ج2 ص213)
Iractatus de palmis . (7)
كتاب أخبار مصر الصغير مقالتان، وترجم إلى الفرنسية كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر، فرغ من تأليفه في العاشر من شعبان سنة 603ه بالبيت المقدس، الفصل الثاني منه خاص بذكر ما تختص به مصر من النبات.
كتاب مختصر أخبار مصر لعبد اللطيف البغدادي
Relation de L’Egypte
هذا الكتاب مقالتان (tractatus)
المقالة الأولى ستة فصول
6 chapitres :
الفصل الأول:
في خواص مصر العامة .
الفصل الثاني:
فيما تختص به من النبات.
الفصل الثالث:
فيما تختص به من الحيوان.
الفصل الرابع:
في اقتصاص ما شوهد من آثارها القديمة.
الفصل الخامس:
فيما شوهد بها من غريب الأبنية والسفن.
الفصل السادس:
في غرائب أطعمتها.
المقالة الثانية ثلاثة فصول:
الفصل الأول:
في النيل، وكيفية زياداته، وعلل ذلك، وقوانينه.
الفصل الثاني:
في حوادث سنة 597ه.
الفصل الثالث:
في حوادث سنة 598ه.
الفصل الثاني (فيما تختص به من النبات)
ذكر عبد اللطيف في هذا الفصل ما شاهده من نبات مصر، وشرح بعضه وعلق عليه، فقد ذكر مما رآه في مصر: الملوخية
Corchorus olitarius
والخطمى
Althia . ونوع من الخبازي يسمى بمصر ملوخية السودان، ويعرف بالعراق بالشوشنديبا
Meluchia des Noirs .
وذكر اللبخ وشجرته كالسدرة، ريى نضرة وثمرته بقدر الخلال الكبار (نوع بلح) وفي لونه، إلا أنه مشبع الخضرة كلون الخس وما دام فجا ففيه قبض كما في البلح، فإذا نضج طاب وحلا، وعاد فيه لزوجه ونواته كنواة الإجاص أو كقلب اللوزة بيضا إلى الغبرة، وتكسر بسهولة فتنقلق عن لوزه ريا بيضا لينة، وإذا بقيت ثلاثة أيام ضمرت وصلبت، وكلما تطاول عليها الزمان اضمحل اللب وبقي القشر فارغا أو كالفارغ إلا أنه لا يتشنج، بل يتقلقل اللب فيه لسعة المكان عليه، وتجد في طعم اللب مرارة ظاهرة، ولذعا يبقى أثره في اللسان مدة، وقد حدست على أنه أحد ضروب الدند الثلاثة؛ فقد قال أرسطو وغيره: إن اللبخ كان بفارس سما قاتلا فنقل إلى مصر فصار غذاء، وقال نيقولاس: وأما اللبخ فقد كان في أرض فارس
Al labcha
قاتلا، فنقل إلى الشام وإلى مصر فصار جيدا مأكولا. وهو قليل غال، وإنما تكون في البلاد منه شجيرات معدودات، وأما خشبه ففي غاية الجودة، صلب خمري وأسود، وهو عزيز ثمين، وأهل مصر يحضرون اللبخ مع الفواكه والأنقال، وقال أبو حنيفة الدينوري: اللبخ شجرة عظيمة مثل الأثأب
Ficus bengalensis
إذا عظم، وورقها كورق الجوز، وله جنا كجنا الحماط
Ficus Pseudosycomorus
مر إذا أكل، أعطش، وإذا شرب عليه الماء نفخ البطن، وهو من شجر الجبال؛ ثم روى عن رجل من صعيد مصر أن اللبخ شجر عظام أمثال الدلب
Tectoria grandis ، له ثمر أخضر يشبه التمر حلو جدا إلا أنه كريه، جيد لوجع الأضراس، قال: وإذا نشر أرعف ناشره، وينشر فيبلغ ثمن اللوح خمسين دينارا ويجعله أصحاب المراكب في بناء السفن لبعض العلل، وزعم أنه إذا ضم منه لوحان ضما شديدا وجعلا في الماء سنة التحما، وصارا لوحا واحدا، وأكثر ما حكاه الدينوري لا أعرف صحته. وقال ابن سمجون: اللبخ يكون بمصر، وثمرته جيدة للمعدة، وقد يوجد عليه صنف من الرتيلا وورقه إذا جف قطع الدم ذرورا، والإسهال شربا، وفيها قبض بين، قال: وأما نوى ثمره، فيزعم أهل مصر أن أكله يحدث صمما.
ثم ذكر عبد اللطيف الجميز، وصفاته وخشبه وخواصه وما قاله جالينوس وأبو حنيفة فيه؛ ثم ذكر البلسان
Commiphora opobalsamum
وقال: إنه لا يوجد اليوم إلا بمصر بعين شمس، وذكر كيفية استخراج دهنه.
وذكر القلقاس
Colocasia ، والموز وذكر المحمضات
Acises
وقال: إنه رأى بمصر أصنافا كثيرة لم يرها بالعراق، منها أترج
Citrus medica
كبار، وإترج حلو وليمون مركب، وليمون البلسم ... إلخ. وقال: إنه رأى صنفا من التفاح بالإسكندرية وهو صغير جدا، قانى الحمرة، ورائحته تفوق الوصف، وتعلو المسك، وهو قليل جدا، وذكر القرط
Medicago sativa
ويسمى بالعراق الرطبة، وبالشام الفصة، ثم ذكر النخل، وقال: إنه كثير وثمره أقل حلاوة من ثمر العراق، وذكر الماش وهو المج
mango
وقال: إنه لا يزرع بمصر وإنما يجلب إليها من الشام، وقال عن الذرة والدخن: إنهما لا يعرفان بمصر اللهم إلا بالصعيد الأعلى وخاصة الدخن، وذكر الأفيون وقال: إنه مما تختص به مصر، ويجتنى من الخشخاش الأسود بصعيد مصر.
وذكر شجر القرظ
Acacia arabica
وخلاصة الأقاقيا، وقال: إن شجرته هي السنط وتسمى الشوكة المصرية، وورقها هو القرظ بالحقيقة، والعصارة تسمى رب القرظ ويدبغ بها الجلود وتشرب للإسهال؛ ثم ذكر الفقوص
Cucumus flexiosis
وهو قثاء صغار، وذكر القثة وهو الخيار
Cucumus sativus ، وذكر بطيخا يسمى عبدلي (وعبد اللاوي)
Cucumus chate
قيل: إنه نسب إلى عبد الله بن طاهر والي مصر عن المأمون، وقال: إن له أعناق ملتوية، وقشر خفيف، وطعم مسيخ، قلما يوجد فيه حلو، وأهل مصر يستطيبون عن البطيخ المولد المسمى عندهم بالخراساني والصيني، وأهل مصر يأكلونه بالسكر، وصغاره قبل أن تبلغ تكون كلون اليقطين، وشكله وكطعم القثاء وتسمى العجور، وقلما تجد في بطيخ مصر ما هو صادق الحلاوة؛ وأما البطيخ الأخضر
Citullus vulgaris
فيسمى بالغرب الدلاع، وبالشام البطيخ الزبش، وبالعراق الرقي، ويسمى أيضا الفلسطيني والهندي؛ وأما اليقطين
Lagenaria vulgaris
فيكون بمصر مستطيلا وفي شكل القثاء، ويبلغ في طوله إلى ذراعين، وفي قطره إلى شبر، وذكر الباقلي الأخضر التي تسمى بمصر الفول، وذكر الورد والياسمين والبنفسج والسفرجل
Cydonia vulgaris ، وقال: إنه بمصر رديء جدا صغير عفص، والرمان، وقال: إنه في غاية الجودة، وذكر القراسيا وقال: إنه لا يوجد بمصر، بل ببلاد الشام والروم، وذكر الإجاص
domestica
صغار حامض.
وقال: مما يذكر بمصر شجر خيار شنبر
Cassia fistula
وبها اللوز والسدر
Zizyphus spiba Christi
وثمرة النبق حلو جدا والنيل يكثر بها
Indigofera tinctoria
ولكنه دون الهندي.
وكتاب مختصر أخبار مصر هذا طبع بالعربية واللاتينية في أكسفورد
pr J. white S. T. P.
سنة 1800م بعنوان
Abdollatiphi Historiae Aegypti compendium, arabice et latine. Oxoni 1800 .
ثم طبعه سلفستر دي ساسي مترجما إلى الفرنسية معلقا عليه تعليقات نفيسة بالفرنسية والعربية
Relation de L’Egypte par Abd allatif; par m. Silvestre de Sacy paris 1800 . (2-18) صدقة السامري
Sadaqa AL-Samiry (ت نحو625ه/1225م)
هو صدقة بن منجا السامري، من الأكابر في صناعة الطب، والمتميزين من أهلها. كان كثير الاشتغال، محبا للنظر والبحث، قويا في الفلسفة، حسن الدراية لها، وكان يدرس صناعة الطب، وله تصانيف في الحكمة والطب، خدم الملك الأشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وبقي معه سنين، إلى أن توفي في الخدمة. توفي صدقة بمدينة حران في سنة نيف وعشرين وستمائة سنة 620ه/1223م، وله من الكتب مقالة في أسامي الأدوية المفردة. (2-19) الصاحب أمين الدولة (ابن غزال)
Ibn Ghazal (ت 648ه/1250م)
هو الصاحب الوزير العالم، والرئيس الكامل، أفضل الوزراء، أمين الدولة أبو الحسن بن غزال بن أبي سعيد، كان سامريا وأسلم، وكان قد بلغ من صناعة الطب غاياتها وأتقن معرفة أصولها وفصولها، كان أولا عند الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن عز الدين فرخشاه بن أيوب معتمدا عليه في الصناعة الطبية وأعمالها، مفوضا إليه أمور دولته وأحوالها، ولم يزل عنده إلى أن توفي الملك الأمجد، وبعد ذلك استقل بالوزارة للملك الصالح عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، ثم اعتقل يوم الجمعة ثاني رجب 643ه/1245م ظاهر دمشق، وأرسل إلى مصر تحت الحوطة، وأودع السجن في قلعة القاهرة، ثم شنق بها، وكانت له همة عالية في جمع الكتب وتحصيلها، واقتنى كتبا كثيرة، فاخرة في سائر العلوم، وكان النساخ أبدا يكتبون له، حتى بلغ المجتمع في خزانة كتبه نحو عشرين ألف مجلد. وللصاحب أمين الدولة من الكتب كثير جدا، منها كتاب النهج الواضح في الطب، وهو من أجل الكتب التي صنف في الصناعة الطبية، وأجمع لقوانينها الكلية والجزئية.
وهو ينقسم إلى خمسة كتب، الكتاب الثاني منها في الأدوية المفردة وقواها، والكتاب الثالث في الأدوية المركبة ومنافعها. (2-20) نجم الدين بن المنفاخ
Nagm EI-Den Ibn AL-Monfakh (593-652ه/1197-1254م)
هو الحكيم الأجل أبو العباس أحمد بن أبي الفضل أسعد بن حلوان، ويعرف بابن العالمة، لأن أمه كانت عالمة بدمشق، ولد بدمشق سنة 593ه، واشتغل على الحكيم مهذب الدين بن عبد الرحيم بن علي بصناعة الطب حتى أتقنها، وكان متميزا في العلوم الحكمية، مليح التصنيف، فاضلا في العلوم الأدبية، يترسل ويشعر، وله معرفة بالموسيقى، خدم بصناعة الطب الملك المسعود صاحب آمد، وحظى عنده واستوزره، ثم نقم عليه بعد ذلك، وتوفي في 13 ذي القعدة سنة 652ه/1254م، وله من الكتب: (1)
كتاب الإشارات المرشدة في الأدوية المفردة
Indecia dir igentia de medicamentis simplicibus . (2)
كتاب التدقيق في الجمع والتفريق
Disquisitio subtilis de conjontione et distinetione . (2-21) عماد الدين الدنيسري
Emad EL-Din Al-Dinaysary (605-686ه/1208-1287م)
هو الحكيم العالم عماد الدين أبو عبد الله محمد بن القاضي الخطيب تقي الدين عباس بن أحمد، مولده بمدينة دنيسر سنة 605ه/1209م ونشأ به واشتغل بصناعة الطب وبرع به فيها، واشتغل بالأدب والفقه وسافر من دنيسر إلى مصر، ثم رجع إلى الشام سنة 667ه، وأقام بدمشق وخدم في البيمارستان الكبير النوري، وله من الكتب: (1)
المقالة المرشدة في درج الأدوية المفردة. (2)
كتاب في المثروديطوس. (3)
كتاب في تقدمة المعرفة لأبقراط. (4)
كتاب نظم الترياق الفاروقي
praes tèntissima Faruk dicta . (2-22) السلطان المظفر الأشرف (يوسف بن عمر)
Jusif Ibn Omar (619-694ه/1222-1295م)
هو يوسف بن عمر بن علي رسولا الغساني، صاحب اليمن المتوفى سنة 695ه له كتاب المعتمد في الأدوية المفردة، وهو تفسير أسماء الأدوية المفردة مرتبة على حروف المعجم، قال: إنه استخرجه من كتاب الجامع لقوى الأدوية لابن البيطار، ومن كتاب المنهاج لابن جزلة، ومن كتاب أبي الفضل حسن بن إبراهيم التفليسي، ومن إبدال الزهراوي، ومن إبدال أحمد بن خالد المعروف بالجزار؛ وقد طبع بمصر أخيرا سنة 1327ه وبآخره ذيل يسمى تفسير أسماء الأدوية مرتب على حروف المعجم، وهو أسماء النبات أو العقار مفسر بآخره. (2-23) يوسف بن إسماعيل الخويي
Josif Ibn Ismail AL-khoyi (ت 745ه/1353م)
هو ابن إلياس الخويي المعروف بابن الكتبي البغدادي، قال صاحب كشف الظنون (في ما لا يسع) هو ليوسف بن إسماعيل الخويي الشافعي المعروف بابن الكتبي البغدادي، اختصره من مفردات ابن البيطار المسمى بالجامع، وشرح منفعة الدواء بما اشتهر من أسمائه، وزاد أسامي أدوية لم يذكرها، فهو كالمختصر من جهة، وكالشرح من جهة، وككتاب مفرد من جهة، وجعله كتابين: أحدهما يشتمل على مفردات الأدوية والأغذية، والآخر في المركب. وقدم على كل كتاب مقدمة تتعلق بقوانين وأحكام يجب معرفتها قبل الخوض فيها، وفرغ من جمعه في جمادى الأخرى سنة 711ه/1311م. وهو كتاب جليل المقدار وجلالته بجلالة أصله الجامع لابن البيطار وخوصا بما زاد عليه.
ما لا يسع الطبيب جهله
Quod nefas est medica ignorare
قال يوسف بن إسماعيل في كتاب (ما لا يسع): وقفت على كثير من الكتب المصنفة في هذا الفن مختصرها ومطولها فلم أجد أجمع من كتاب ابن البيطار في الأدوية والأغذية المفردة المسمى بالجامع، ولا أنفع منه في هذا الفن، ولكني وجدت فيه من التطويل المضل، والتكرار الممل، والتقصير المخل، والاشتباه المزل ما لا يحصى كثرة، يظهر عليه من عنده أدنى تمييز مع خلو أكثره عن بيان ما تشتد الحاجة إليه وتدعو الضرورة إليه، كمزاج الدواء ودرجته في قوته ومقدار ما يستعمل منه، ولم يبين في الأكثر ضرر الدواء ولا استداركه، ولا ما يصلحه عند التناول والاستعمال، مع تطويله باسم أدوية مجهولة الماهية غير مشتهرة ولا معروفة، أو يذكر ماهيته ويطنب في شرحها، ولم يذكر تحتها منفعة مقصودة أو خاصية شريفة. ثم إنه اشترط شروطا في تبيين اسم الدواء لم ينهض بأكثرها، وترك ذكر أسماء عربية وغير عربية مشهورة في أبوابها، ثم إنه كثيرا ما يفسر البري بالجبلي، والمائي بالبحري ... لكنه رحمه الله له فضيلة النقل والجمع، واستدرك على العشابين أحوالا كثيرة مشتبهة عليهم، أداه إليها حسن اجتهاده وسعة علمه بها، وكثرة تفتيشه عليها، فاستخرت الله تعالى ونفيت عنه قشرته، وأظهرت لبته، فحذفت أسماء العلماء، وأسقطت منه التكرار وما لا طائل تحته من دواء أو غذاء، وما ليس بمعروف أو مشهور ... إلخ.
والحقيقة أن كتاب «ما لا يسع الطبيب جهله» لم يخرج عن مختصر أو تعديل لجامع المفردات لابن البيطار. (2-24) داود الأنطاكي
EL-Antaki (ت 1008ه/1600م)
لم يكن في العرب في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) من علماء النبات من يضاهي داود الأنطاكي، ولم يؤلف عالم في المفردات الطبية مثل ما ألف داود، فإنه قد زاد على من تقدمه من المؤلفين زيادة جديرة بالذكر سواء في المفردات أو في خواصها ومنافعها ولتقريب كتابه المسمى بالتذكرة من الأذهان، نذكر ما قاله داود في مقدمة كتابه، فإنها فضلا عن غزارة مادتها فإذا هي تاريخ مختصر لعلم العقاقير أو النبات عند العرب، وأبدأ بالتعريف بداود نفسه:
فهو داود بن عمر البصير الأنطاكي، نزيل القاهرة، الحكيم الطبيب المشهور، رئيس الأطباء في زمانه، شيخ العلوم الحكمية، وأعجوبة الدهر. ولد بأنطاكية، وولد بعارض ريح تحكم في الأعصاب، يمنع قوائمه من حركة الانتصاب، وكان والده رئيس قرية سيدي حبيب النجار، ومتخذ قراره رباطا للواردين فيه حجر للفقراء والمجاورين.
وكان داود يحمل في كل يوم إلى صحن الرباط، ثم يعاد به إلى المنزل عند النوم، فحفظ القرآن، ولقن مقدمات تثقيف اللسان، إلى أن نزل بساحة الرباط رجل من أفاضل العجم، ذو قدر منيف يسمى محمد شريف، فقرأ عليه بعض العلوم الإلهية؛ فلما رأى فيه التقدم اصطنع له دهنا مده في حر الشمس، ولفه بلفافة من الفرق إلى القدم، وكرر ذلك فمشت الحرارة الغريزية فيه، ثم شد وثاقه وفصده من عضده وساقه، فقام بقدرة الله الواحد الأحد بنفسه بلا معونة، ودخل منزله على والده ففرح به، وضمه إلى صدره، وسأله عن القصة فذهب إلى الأستاذ وشكره، ثم قرأ عليه المنطق والرياضي، ثم اللغة اليونانية، ثم سافر وانقطعت عنه أخباره ومات أبواه، فكان داعيا إلى هجرته إلى الديار المصرية فهبط القاهرة، وكان إذا سئل عن شيء من الفنون الحكمية والطبيعية والرياضية أملى على السامع ما يبلغ الكراسة والكراستين، وله كثير من التآليف الكبيرة، منها تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب
Liber memorialis cordatorum et maxie mirandum complectens ، وكتاب البهجة والدرة المنتخبة فيما صح من الأدوية المجربة. وله تآليف أخرى كثيرة، وتوفي داود الأنطاكي سنة 1008ه/1600م.
كتاب التذكرة
Kitab AL-Tazkira
قال مؤلفه داود الأنطاكي: إنه بعد أن ألف كثيرا تاقت نفسه إلى تأليف كتاب غريب، مرتب على نمط عجيب، لم يسبق إلى مثاله، ولم ينسج على منواله، ينتفع به العالم والجاهل، بالغ في بالاستقصاء، واجتهد في الجمع والإحصاء، وقد رتبه على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة.
الباب الثاني منه في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات وما ينبغي لكل منها، قال فيه: إن أول من ألف شمل هذا النمط وبسط للناس فيه ما بسط، ديسقوريدس اليوناني في كتابه الموسوم بالمقالات في الحشائش (ج1 ص27)، ولكنه لم يذكر إلا الأقل حتى أنه أغفل ما كثر تداوله وامتلأ الكون بوجوده كالكمون والسقمونيا والغاريقون، ثم روفس فكان ما ذكره قريبا من كلام الأول، ثم فولس فاقتصر على ما يقع في الأكحال خاصة، على أنه أخل بمعظمها كاللؤلؤ والإثمد، ثم آندروماخس فذكر مفردات الترياق الكبير فقط، ثم جالينوس فجمع كثيرا من المفردات ولكنه لم يذكر إلا المنافع خاصة دون باقي الأحوال. ثم انتقلت الصناعة إلى أيدي النصارى، فأول من هذب المفردات اليونانية ونقلها إلى اللسان السرياني ديودور البابلي، ولم يزد على ما ذكروه شيئا، حتى أتى الفاضل المعرب والكامل المجرب حنين بن إسحاق النيسابوري فعرب اليونانيات والسريانيات، وأضافها مصطلح الأقباط، لأنه أخذ العلم عن حكماء مصر وأنطاكية، ثم تلاه ولده إسحاق بن حنين بن إسحاق ففصل الأغذية من الأدوية فقط، ولم أعلم من النصارى من أفرد هذا الفن غير هؤلاء.
وأما البخاشعة (نسبة إلى بختيشوع) فلهم كثير من الكناشات، ثم انتقلت الصناعة إلى الإسلام، وأول واضع فيها الكتب من هذا القسم الإمام محمد بن زكريا الرازي، ثم مولانا الفرد الأكمل الحسين بن عبد الله ابن سينا رئيس الحكماء فوضع الكتاب الثاني من القانون، وهو أول من مهد لكل مفرد سبعة أشياء، ثم أخل بالأغلب إما لاشتغال باله أو لعدم مساعدة الزمان له، ثم ترادفت المصنفون على اختلاف أحوالهم فوضعوا في هذا الفن كتبا كثيرة، من أجلها مفردات ابن الأشعث، وأبي حنيفة الدينوري، والشريف، وابن الجزار، وابن الصائغ، وجرجس بن يوحنا، وأمين الدولة ابن التلميذ، وابن البيطار، وصاحب ما لا يسع، وأجل هؤلاء الكتاب الموسوم بمنهاج البيان صناعة، الطبيب الفاضل يحيى بن جزلة، فقد جمع الأهم من قسمي الإفراد والتركيب في ألطف قالب وأحسن ترتيب، وأظن أن آخر من وضع في هذا الفن الحاذق الفاضل محمد بن علي الصوري، وكل من هؤلاء لم يخل كتابه مع ما فيه من الفوائد، عن إخلال بالجليل من المقاصد، كالتكرار من جهة الأسماء كذكرهم القطلب
Arbutus unedo
في محل وقاتل أبيه في محل، وكلاهما واحد.
ولقد ترجمنا هؤلاء مع غيرهم من الحكماء في طبقاتنا وذكرنا ما اشتملت عليه كتبهم، ونحن إن شاء الله ذاكرون في هذا الباب والذي يليه ما أغفله أهل هذه الصناعة، وما حدث من الأدوية والتجارب لهم ولنا إلى يومنا هذا وهو مفتتح ربيع الآخر من شهور سنة 797ه.
والباب الثالث من التذكرة يتضمن ذكر المفردات والقرابادنيات، أعني التراكيب المنوعة مفصلا مرتبا على حروف المعجم.
في مصر
ذكرنا في الفصل السابق العلماء الذين اشتغلوا بالنبات، والتأليف فيه، والترجمة عن الأمم الأخرى في بلاد العراق والشام، والآن نكتب في العلماء الذين دونوا هذا العلم، وصنفوا فيه في مصر ، على أن كثيرا ما يتنقل العلماء من بلد إلى أخرى إما للبحث والتنقيب، أو لأن الإقامة تطيب لهم فيها بما كانوا يصادفونه من ترحيب الخلفاء والملوك والرؤساء بهم وإكرامهم لهم، ثم اتصال هؤلاء العلماء بهم، وتقربهم منهم، على أننا نعد العالم الذي يمضي أكثر حياته في بلد ويقضي فيها من هذا البلد. (1) في الدولة الإخشيدية
كان في الدولة الإخشدية بمصر ممن ألف في النبات: (1-1) أبو الفرج البالسي (طبيب الإخشيد): (المغرب في حلي المغرب لأبي سعيد ص36 - طبعة ليون): كان إذا قدمت المائدة إلى الإخشيد يقف في طريق الطعام فيشرف على كل لون يقدم فيرد ما يرى رده ويصلح ما يراه. وكان طبيبا فاضلا (أصيبعة ج2 ص86) متميزا في معرفة الأدوية المفردة وأفعالها، وله من الكتب: (1)
كتاب التكميل في الأدوية المفردة، ألفه لكافور الإخشيد. (2) في الدولة الفاطمية (2-1) التميمي
AL-Tamaymi (ت نحو 390ه/1000م)
هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد التميمي. كان مقامه أولا بالقدس ونواحيها، وله معرفة جيدة بالنبات وماهياته والكلام فيه؛ وكان متميزا في أعمال صناعة الطب، وله خبرة في تركيب المعاجين والأدوية المفردة، وانتقل إلى مصر، وأقام بها إلى أن توفي. وقد أدرك الدولة العلوية عند دخولها إلى مصر، وصحب الوزير يعقوب بن كلس وزير المعز والعزيز، وصنف له كتابا أسماه: «مادة البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرز من ضرر الأوباء»، ولقي الأطباء بمصر، واختلط بأطباء الخاص القادمين من أهل المغرب في صحبة المعز عند قدومه، والمقيمين بمصر من أهلها، وكان التميمي موجودا بمصر سنة 370ه/980م، وله من الكتب: (1)
كتاب البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرز من ضرر الأوباء
Augmention de la duree de la vie par la purifivcation de l’air corrompu . (2)
رسالة في صنعة الترياق الفاروقي، والتنبيه على ما يغلط فيه من أدوية ونعت أشجاره الصحيحة وأوقات جمعها وكيفية عجنه وذكر منافعه وتجربته. (3)
مقالة في ماهية الرمد وأنواعه وأسبابه وعلاجه
Un traite sur l’ophthalmie purulente . (4)
كتاب الفحص والأخبار
Liber scrutationis ot expositionis (5)
كتاب المرشد، وهو كتاب عظيم النفع توجد منه قطعة تبلغ النصف بمكتبة باريس (
Leclerc
ج2 ص389). (2-2) ابن الهيثم
Ibn AL-Haythm (ت نحو 354-430ه/965-1038م)
هو أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم، أصله من البصرة. ولد سنة (354ه/965م)، ثم انتقل إلى الديار المصرية وأقام بها إلى آخر عمره، وكان فاضل النفس، قوي الذكاء، متفننا في العلوم لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، وكان دائم الاشتغال كثير التصنيف، وقد لخص كثيرا من كتب أرسطاطاليس وشرحها، وكذلك لخص كثيرا من كتب جالينوس في الطب، وكان خبيرا بأمور صناعة الطب وقوانينها وأمورها الكلية، إلا أنه لم يباشر أعمالها وتصانيفه كثيرة الإفادة، وكان جيد المعرفة بالعربية. قال ابن القفطي: إنه بلغ الحاكم بأمر الله وكان يميل إلى الحكمة خبر ابن الهيثم، فتاقت نفسه إلى رؤيته، ثم نقل له عنه أنه قال: لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص، فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال هو في طرف الإقليم المصري، فازداد الحاكم إليه شوقا وسير إليه سرا جملة من المال وأرغبه في الحضور، فسار نحو مصر، ولما وصلها خرج الحاكم للقائه والتقيا بقرية على باب القاهرة تعرف بالخندق، وأمر بإنزاله وإكرامه واحترامه، وأقام ريثما استراح وطالبه بما وعد به من أمر النيل، فسار ومعه جماعة من الصناع المتولين للعمارة بأيديهم ليستعين بهم على هندسته التي خطرت له، ولما سار إلى الإقليم بطوله ورأى آثار من تقدم من ساكنيه من الأمم الخالية، وهي على غاية من إحكام الصنعة وجودة الهندسة، وما اشتملت عليه من أشكال سماوية ومثالات هندسية وتصوير معجز، تحقق أن الذي يقصده ليس بممكن، فإن من تقدمه في الصدور الخالية لم يغرب عنه علم ما علمه، ولو أمكن لفعلوه، فانكسرت همته ووقف خاطره، ووصل إلى الموضع المعروف بالجنادل (المعروف الآن بالشلال) قبل مدينة أسوان، وهو موضع مرتفع ينحدر منه ماء النيل فعاينه وباشره واختبره من جانبيه، فوجد أمره لا يمشي على موافقة مراده وتحقق الخطأ والغلبة عما وعد به، وعاد خجلا منخزلا واعتذر بما قبل الحاكم ظاهره ووافق عليه، ولكي يتخلص من الحاكم لكثرة استحالته وإراقته للدماء لم يجد طريقا إلى ذلك إلا إظهار الجنون والخبال، ولم يزل على ذلك إلى أن تحقق وفاة الحاكم. وبعد ذلك بيسير أظهر العقل، وعاد إلى ما كان عليه، واستوطن قبة على باب الجامع الأزهر، وأقام بها متنسكا مقتنعا، واشتغل بالتصنيف والنسخ، وتوفي بالقاهرة في حدود سنة 430ه/1038م أو بعدها بقليل.
ومصنفات ابن الهيثم كثيرة، ففي أنواع العلم الرياضي والطبيعي بلغت خمسة وعشرين كتابا، وفي العلوم الطبيعية والإلهية أربعة وأربعين كتابا، ومن كتبه في النبات: كتابه في قوى الأدوية المفردة، وكتابه في قوى الأدوية المركبة. (2-3) علي بن رضوان
Ali Ibn Radwan (ت 453ه/1061م)
هو أبو الحسن علي بن رضوان بن علي بن جعفر، كان مولده ومنشؤه بمصر، وبها تعلم الطب والفلسفة وهو ابن ستة عشر عاما، فما بلغ الثانية والثلاثين حتى أصبحت له في الطب شهرة عظيمة، وكان يتصرف كل يوم في صناعته بمقدار ما يغني من الرياضة التي تحفظ صحة البدن ويغتذي بعد الاستراحة من الرياضة غذاء يقصد به حفظ الصحة، وكان يديم مطالعة كتب أبقراط
Hippocrate ، وجالينوس
Galien ، وكتاب الحشائش لديسقوريدس
Dioscorides ، وكتب روفس
Rufus ، وأريباسيوس
Oribase ، وبولس
Egine ، والحاوي للرازي
Razes
وغيرها من كتب الفلاحة والصيدلة. ولم يزل ملازما الاشتغال والنظر في العلم إلى أن تميز وصار له الذكر الحسن، وخدم الحاكم بأمر الله، وجعله رئيسا على سائر المتطبيين، وكانت داره بمدينة مصر في قصر الشمع، وفي زمنه حدث في مصر الغلاء العظيم، والجلاء الفادح الذي هلك به أكثر أهلها، وكان ذلك في سنة 445ه/1053م، ونقص النيل في السنة التي تليها، وتزايد الغلاء وتبعه وباء عظيم اشتد وعظم سنة 447ه، وحكى أن السلطان كفن من ماله 80 ألف نفس، وأنه فقد ثمانمائة قائد، وكانت وفاة علي بن رضوان بمصر سنة 453 ه/1061م وذلك في خلافة المستنصر بالله أبي تميم معد بن الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم، وله من الكتب الكثير جدا منها: (1)
مقالة في دفع المضار عن الأبدان بمصر. (2)
كتاب في الأدوية المسهلة. (3)
فوائد علقها من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس. (4)
كتاب في حل شكوك الرازي على كتب جالينوس (7 مقالات). (5)
شرح كتاب الفرق لجالينوس
Commentarius in librum Galeni de tribus medicorum . (6)
شرح كتاب الصناعة الصغير لجالينوس
Commentarius in artem parvum Galeni . (7)
رسالة إلى أطباء مصر والقاهرة في خبر ابن بطلان. (8)
رسالة في أزمنة الأمراض. (9)
كتاب في الأدوية المفردة على حروف المعجم (اثنتا عشرة مقالة). (10)
رسالة في شرف الطب. (11)
مقالة في هواء مصر ... إلخ. (3) في الدولة الأيوبية (3-1) رشيد الدين أبو حليقة
Rashid EL-Din Abu Holayka (ت نحو 591-660ه/1195-1262م)
هو الحكيم الأجل العالم رشيد الدين أبو الحسن بن الفارس أبي الخير بن أبي سليمان بن أبي المنى بن أبي قانه ويعرف بأبي حليقة. كان أوحد زمانه في صناعة الطب والعلوم الحكمية، متفننا في العلوم والآداب، رؤوفا بالمرضى، محبا لفعل الخير؛ اشتغل في أول أمره بصناعة الطب على عمه مهذب الدين أبي سعيد بدمشق، واشتغل بعد ذلك بالديار المصرية، وقرأ على مهذب الدين عبد الرحيم ابن علي. ولد بقلعة جعبر في سنة 591ه، ثم عاد إلى القاهرة في سنة 599ه فأقام بها وخدم الملك الكامل بصناعة الطب، ولم يزل في خدمته إلى أن توفي، ثم خدم بعده الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى أن توفي، وخدم أيضا ولده بعد ذلك وهو الملك المعظم تورانشاه، ولما قتل الملك المعظم وجاءت الدولة التركية واستولوا على البلاد واحتووا على الممالك دخل في خدمتهم فخدم منهم الملك الظاهر ركن الدين بيبرس، وجماعة أهل رشيد الدين أبي حليقة أكثر شهرتهم بمصر والشام ببني شاكر. ولرشيد الدين أبي حليقة من الكتب، كتاب في الأدوية المفردة سماه «المختار في الألف عقار». (3-2) ضياء الدين بن البيطار
Diya EL-Din Ibn AL-Bitar (ت 646ه/1248م)
هو الحكيم الأجل العالم أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي النباتي ويعرف بابن البيطار، أوحد زمانه، وعلامة وقته في معرفة النبات، وتحقيقه واختباره، ومواضع نباته ونعت أسمائه على اختلافها وتنوعها. سافر إلى بلاد الأغارقة، وأقصى بلاد الروم (آسيا الصغرى)، ولقي جماعة يعانون هذا الفن، وأخذ عنهم معرفة نبات كثير، وعاينه في مواضعه، واجتمع أيضا في المغرب وغيره بكثير من الفضلاء في معرفة النبات، وعاين منابته، وتحقق ماهيته، وأتقن دراية كتاب ديسقوريدس إتقانا بلغ فيه إلى أن لا يكاد يوجد من يجاريه فيما هو فيه؛ وكانت عنده فطنة ودراية في النبات وفي نقل ما ذكره ديسقوريدس، وجالينوس فيه ما يتعجب منه، وقد شاهده ابن أبي أصيبعة واجتمع به بدمشق سنة 633ه، وشاهد معه في ظاهر دمشق كثيرا من النبات في مواضعه، وقرأ عليه تفسيره لأسماء أدوية ديسقوريدس.
وكان في خدمة الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب، وكان يعتمد عليه في الأدوية المفردة والحشائش، وجعله في الديار المصرية رئيسا على سائر العشابين وأصحاب البسطات
Apothecaires ، ولم يزل في خدمته إلى أن توفي الملك الكامل، وبعد ذلك توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل وكان حظيا عنده، متقدما في أيامه، وكانت وفاة ضياء الدين العشاب بدمشق في شهر شعبان سنة 646ه/2048م فجأة أكل عقارا قاتلا فمات من ساعته (نفح الطيب ج2 ص256 طبع ليدن).
ولضياء الدين بن البيطار من الكتب: (1)
كتاب الجامع في الأدوية المفردة مرتب بحسب حروف الهجاء. (2)
شرح أدوية كتاب ديسقوريدس
Commentarius de librum Dioscoridis de Simplicibus . (3)
كتاب المغني في الأدوية المفردة، وهو مرتب بحسب مداواة الأعضاء الآلمة
Sufficiens de medicina . (4)
كتاب الأفعال الغربية والخواص العجيب
De virib singularibus et miris proprietatibus . (5)
كتاب الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام
Declaratio et informatio de vitus et erroribus ab lbn Dschezla in Viaegia commissis .
وغيرها كثير.
كتاب الجامع في الأدوية المفردة
قد حشر فيه ما سمع به فقدر عليه من تصانيف الأدوية المفردة ككتاب الغافقي، وكتاب الزهراوي، وكتاب الشريف الإدريسي الصقلي، وكتاب المنهاج لابن جزلة، والحاوي للرازي، والمرشد للتميمي، وفصل الخطاب للتيفاشي، وكتب ابن باجه، وإسحاق بن عمران، وابن ماسويه، وأبي حنيفة الدينوري، وابن زهر، وابن سمجون، وثابت بن قرة، وأبي العباس النباتي، ومسيح بن حكم، وماسرجويه، والفلاحة اليونانية، وابن وحشية، وابن العوام وغيرهم. واستوعب فيه جميع ما في الخمس مقالات من كتاب الأفضل ل (ديسقوريدس) بنصه، وكذا فعل أيضا بجميع ما أورده الفاضل جالينوس في الست مقالات من مفرداته بنصه، وما في كتب أرسطاطاليس، وأبقراط، وأوريباسيوس، وروفس، وفولس الأجانيطي وغيرهم؛ ثم ألحق بقولهم من أقوال المحدثين في الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية ما لم يذكره غيره وشاهده بنفسه في مختلف البلدان، وعلى اختلاف الأسماء من بربرية وعجمية ولاطينية وفارسية، وضبطه على حروف المعجم، واستقصى فيه ذكر الأدوية المفردة وأسمائها وتحريرها وقواها ومنافعها، وبين الصحيح فيها وما وقع الاشتباه فيه. ولم يوجد في الأدوية المفردة كتاب أجل ولا أجود منه، فهو النهاية في مقصوده، ولا يفوقه كتاب من نوعه من المؤلفات العربية، وصنفه للملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل، وقد ترجم إلى الفرنسية وإلى الألمانية، وطبع في اللغتين.
وقد ذكر لكلرك
Leclerc
جملة من المواد الطبية التي أدخلها العرب في العقاقير والمفردات الطبية ننقلها هنا لفائدتها:
أنتله سوداء. جدار أندلسي
Anthora, aconitium anthorta
دند. حب ملوك. خروع صيني
Croton, croton tiglium
عنبر أشهب
Ambre gris
كركم. كف مريم. أصابع صفر
Curcuma, curcuma longa
حب بلازر
Anacarde, anacardium occidental
أملج
Emblic, phyllanthus emblica
فوفل. أطماط. كوثل
Arec, areca catechu
خولنجان
Galanga, galanga officinalis
أرجان. لوز البربر
Arganier, argania orientalis
قرنفل
Girofle, caryophyllum
أزادرخت (زنزلخت)
Azederac, melia azederachta, azaderachta indica
ألوبن. عينون. السنا البلدي. زريقة
Globulaire, globularia alypum
بليلج. بليلة. أطريفل
Belleric, terminalia belleriea, murobalan
بندق هندي. رتة
Guilandina bonduce
أنبرباريس. أثرار. أدماماي
Berberis, berberis vulgaris
ياسمين
Jasmin, jasmin offcinal
تانبول. تامول. شاه صيني
Betel, piper betel
عناب
Jujuba, zizuphus jujuba
بادزهر. بازهر
Bezoard
أترج. ترنج
Limon, citrus medica var cederata
كاذي. كذر
Cadhy, pandanus adoratissimus
محلب. قميحة. قمحة الطيب
Mahleb, prunus mahaleb
كافور. قاتل نفسه
Camphre, camphora offcinalis
المن
Manne
خيار شنبر. خروب هندي
Cassîa fistula
حب الهال
Naniguette
ليمون حلو
Citron, citrus medica Risso
مسك
Musc
زبد. قط الزبد
Civette
بسباسة. جوز الطيب
Muscade, myristica fragrance
حب النيل. قرطم هندي
Convolvulrs nil
بليلج
Myrobalanus, mur. bellerica
جوز القيء. قاتل الك
Noix vomique, stryvhnos nux vomica
جوز الكايه
Noix EL-Kaya
بل. قثاء هندي
Aegle marmelos
جوز مائل المرقد. داتوره
Noix metel, darura metel
نارنج. برتقال
Oange, citrus aurantium
مهرامج. ياسمين بري. شير خشك
Siracost, salix rosmarinifolia
دند بري. حب ملوك
curcas
سبستان. مخيطا
Sebeste, cordia myxia
فلفل
جويدار
Seigle ergote
راوند. ريوند صيني
Rhrbarbe, rheum officinal
سكر
Suvre
أراك. برير. شجر السواك
Salvadora persica
تمر هندي. حمر
Tamarin, tamarindus indica
صندل
Sandal
طباشير
Thabachir, bamboo manna
قاطر. دم الأخوين. دم الثعبان
Sang dragon, dracaena draco
تربد
Turbith, ipomoea turpethum
التربة. الترباء
Sene, cassia
جدوار. زدوار
Zodoaire, curcuma zedoaria
زرنب. زرنباد. زرنبة. عرق الكافور
Zerumbeth, zingiber zerumbet
علماء الأندلس والمغرب
قال القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد بن صاعد الأندلسي المتوفى سنة 472ه (ولد بألمرية سنة 420ه): أما صناعة الطب (طبقات الأمم ص78) (ويدخل فيها طبعا الأدوية المفردة) فلم يكن بالأندلس من استوعبها ولا لحق بأحد المتقدمين، فيها ، وإنما كان غرض أكثرهم من علم الطب قراءة الكنانيش المؤلفة في فروعه فقط، دون الكتب المؤلفة في أصوله، مثل كتاب أبقراط وجالينوس وليستعجلوا لذلك ثمرة الصناعة ويستفيدوا به خدمة الأملاك في أقرب مدة، إلا أفرادا منهم رغبوا عن هذا الغرض، وطلبوا الصناعة لذاتها، وقرءوا كتبها على مراتبها، فمن اشتهر منهم بمعرفة النبات ومفردات الأدوية. (1) إسحاق بن عمران
Ishak Ibn Omran (ت 294ه/907م)
هو إسحاق بن عمران المعروف بسم ساعة، طبيب مشهور وعالم مذكور، بغدادي الأصل، ودخل إفريقية في دولة زيادة الله بن الأغلب التميمي، وهو قد استجلبه من بغداد، وكان مقدما في جودة القريحة وصحة العلم، وبه ظهر الطب بالمغرب وعرفت الفلسفة، وكان طبيبا حاذقا بتأليف الأدوية المركبة، استوطن القيروان حينا، ودارت له مع زيادة الله بن الأغلب محنة أوجبت الوحشة بينهما حتى صلبه ابن الأغلب. ولإسحاق بن عمران مصنفات كثيرة نذكر منها كتاب الأدوية المفردة: (1)
مقالة في علل القولنج وأنواعه
Tractatus de causis colicis ejusque speceibus et expositio medicamentorum ejus . (2)
مقالة في الاستسقاء
Liber de hydrope . (3)
كتاب نزهة النفس
Oblectamentum animi . (4)
كتاب في النبض
De pulsu arteriarum . (5)
كتاب في المالنخوليا
De morbo melancholiae . (6)
كتاب في البول
De urina . (7)
كتاب في الفصد
De venel sectione .
وكان عائشا في أواخر القرن الثالث الهجري والتاسع الميلادي. (2) أبو يعقوب إسحاق بن سليمان الإسرائيلي القيرواني
كان طبيبا فاضلا بليغا عالما مشهورا بالخدمة والمعرفة جيد التصنيف ويكنى أبا يعقوب، واشتهر بالإسرائيلي، وهو من أهل مصر، ثم رحل إلى المغرب وسكن القيروان، ولازم إسحاق بن عمران وتتلمذ له، وخدم الإمام أبا محمد عبيد الله المهدي صاحب إفريقية (259-322ه) بصناعة الطب، وكان مع ذلك بصيرا بالمنطق متصرفا في ضروب المعارف، وعمر عمرا طويلا نيف على المائة سنة لم يتخذ فيها امرأة ولا اقتنى مالا، وتوفي قريبا من سنة 320ه/932م (طبقات الأمم ص88)، وقال لكلرك: إنه سنة 341ه/953م كان حيا، وله من الكتب: (1)
كتاب الأدوية المفردة والأغذية (ابن أبي أصيبعة 37 ثاني) (138 كشف الظنون 260)
De alimentis el medicamentis simplicibus . (2)
كتاب الحميات
Liber de febribus . (3)
كتاب البول
Liber de Urina . (4)
كتاب الحدود والرسوم
Liber definitionum et praescriptionum . (5)
كتاب المدخل إلى صناعة الطب. (6)
كتاب الاستقصات
Liber de elementis . (7)
كتاب بستان الحكمة في الحكمة
Hortus philosophiae . (8)
كتاب النبض
Introduction in artem medicum de pulsus arteriorum . (9)
كتاب الترياق
De thetriaca . (10)
كتاب الفلسفة. (3) ابن الجزار
Ahmad Ibn Ibraim (Ibn AL-Gazar) (ت 369ه/980م)
هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد الطبيب، ويعرف بابن الجزار القيرواني، طبيب ابن طبيب، وعمه أبو بكر طبيب. كان طبيبا حاذقا دارسا، وكان محمد لقي إسحاق بن سليمان وصحبه وأخذ عنه، وكان ابن الجزار من أهل الحفظ والتطلع والدراسة للطب وسائر العلوم، وكان له أيضا عناية بالتاريخ، وكان مع ذلك حسن المذهب، فاضل السيرة، صائبا لنفسه، منقبضا عن الملوك، لا يركب إلى أحد من رجال إفريقية ولا إلى سلطانهم، إلا أبي بكر عم معد، وكان له صديقا قديما، وكان ذا ثروة، وكان له معروف وأدوية يفرقها، وكان في أيام المعتز بالله في حدود سنة 350ه أو ما قاربها (ياقوت ص81 أول).
وكان وضع على باب داره سقيفة أقعد فيها غلاما له يسمى برشيق، أعد بين يديه، جميع المعجونات والأشربة والأدوية، فإذا رأى القوارير بالغداة أمر بالجواز إلى الغلام، وأخذ الأدوية منه نزاهة بنفسه أن يأخذ من أحد شيئا. وعاش أحمد بن إبراهيم (ابن الجزار) نيفا وثمانين سنة، ومات بالقيروان قبل سنة 400ه/1009م (كشف الظنون ج2 ص4)، وكان في دولة معد ووجد له أربعة وعشرون ألف دينار وخمسة وعشرون قنطارا من كتب طبية وغيرها، وله من الكتب: (1)
كتاب في الأدوية المفردة ويعرف بالاعتماد
Adminuculum, de mediamensis simplicibus . (2)
كتاب في الأدوية المركبة ويعرف بالبغية
Desideriumm, de medicamentis compositis . (3)
كتاب زاد المسافر ترجمه قسطنطين الإفريقي باسم
Viaticum .
ومن العلماء الذين كتبوا في علم النبات: (4) ابن جلجل
Ibn Golgol (ت 332- بعد 377ه/943- بعد 987م)
وهو أبو داود سليمان بن حسان ويعرف بابن جلجل، كان طبيبا فاضلا خبيرا، وكان في أيام هشام المؤيد بالله وخدمه بالطب، وله بصيرة واعتناء بقوى الأدوية المفردة. وقد فسر أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس العين زربى، وأفصح عن مكنونها وأوضح مستغلق مضمونها. وقد نقلنا ما ذكره ابن جلجل خاصا بنقل كتاب الحشائش ل (ديسقوريدس) في ترجمة إصطفن بن بازيل، ويمكن معرفة سني حياته من جملة علاقات تاريخية تتصل به وبترجمة كتاب ديسقوريدس.
ولابن جلجل من التصانيف: (1)
كتاب تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس
Intrpretatio nominum medicamentorum simplicium ex libro dioscoridis
ألفه في شهر ربيع الآخر سنة 372ه بمدينة قرطبة في دولة هشام بن عبد الحكيم المؤيد بالله. (2)
مقالة في ذكر الأدوية التي لم يذكرها ديسقوريدس في كتابه، مما يستعمل في صناعة الطب وينتفع به، وما لا يستعمل لكيلا يغفل ذكره
Supplementum simplitium, quae in Diosciride desiderentur ، وقال ابن جلجل: إن ديسقوريدس أغفل ذلك ولم يذكره، إما لأنه لم يره ولم يشاهده عيانا، وإما لأن ذلك كان غير مستعمل في دهره وأبناء جنسه. (3)
رسالة التبيين فيما غلط فيه بعض المتطببين
Manifestatio errorum, quos medici nonnulli commisercent .
ومن الذين ألفوا في النبات: (5) ابن وافد
Ebn Guefith (Ibn Wafed) (ت 398-467ه/1008-1075م)
هو الوزير أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن يحيى ابن وافد بن مهند اللخمي، أحد أشراف أهل الأندلس. عني عناية بالغة بقراءة كتب جالينوس وتفهمها، ومطالعة كتب أرسطوطاليس وغيره من الفلاسفة، وشهر في علوم الأدوية المفردة حتى ضبط منها ما لم يضبطه أحد في عصره، وألف فيها كتابا جليلا لا نظير له، جمع فيه ما تضمنه كتاب ديسقوريدس وكتاب جالينوس، المؤلفين في الأدوية المفردة ورتبه أحسن ترتيب. قال صاعد الأندلسي: وأخبرني عنه أنه قد عانى جمعه، وحاول ترتيبه وتصحيح ما ضمنه من أسماء الأدوية وصفاتها، وأودعه إياه من تفصيل قواها، وتحديد درجاته من عشرين سنة، حتى كان موافقا لغرضه مطابقا لبغيته. واستوطن ابن وافد مدينة طليطلة، وكان في أيام ابن ذي النون، (ومولده في ذي الحجة من سنة 387ه/877م، وكان في الحياة سنة 460ه/1068م)، وكان ذا ثروة وغنى واسع، وقيل: توفي سنة 467ه/1044م وقد قارب ثمانين سنة.
وله من الكتب: (1)
كتاب الأدوية المفردة
Liber medicmentis simplicibus . (2)
كتاب الوساد في الطب
Liber Cerviceis de medicina . (3)
مجربات في الطب
Experimenta medica . (4)
كتاب تدقيق النظر في علل حاسة البصر
Liber consideronis subtilis . (5)
كتاب المغيث
Liber auxiliaris . (6) مروان بن جناح
Marawan Ibn Gonah (ت 515ه/1121م)
أبو الوليد مروان بن جناح، كان يهوديا من أهل سرقسطة، وكانت له عناية بصناعة المنطق والتوسع في علم لسان العرب واليهود ومعرفة جيدة بصناعة الطب. توفي سنة 515ه/1121م. وله تآليف حسنة في ترجمة الأدوية المفردة، منها كتاب التلخيص، وقد ضمنه ترجمة الأدوية المفردة، وتحديد المقادير المستعملة في صناعة الطب من الموازين والمكاييل
Expositio sucencita . (7) ابن سمجون
Ibn Samgon (ت نحو 400ه/1010م)
هو أبو بكر حامد بن سمجون، فاضل في صناعة الطب، متميز في قوى الأدوية المفردة وأفعالها، وكتابه في الأدوية المفردة مشهور بالجودة ، وقد أجهد نفسه في تأليفه واستوفى فيه كثيرا من آراء المتقدمين في الأدوية المفردة، ألفه في أيام المنصور الحاجب محمد بن أبي عامر (وكانت وفاة محمد بن أبي عامر سنة 392ه)، وله من الكتب: (1)
كتاب الأدوية المفردة. (2)
كتاب الأقراباذين، نقل عنه ابن البيطار. (8) البكري
AL-Bakri (ت 487ه/1094م)
هو أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري من مرسية، وسكن قرطبة، من أعيان أهل الأندلس وأكابرهم، فاضل في معرفة الأدوية المفردة وقواها ومنافعها وأسمائها ونعوتها وما يتعلق بها، وكان من أهل اللغة والفقه والعلوم المختلفة والأنساب، وله من الكتب: (1)
كتاب المسالك والممالك. (2)
كتاب معجم ما استعجم. (3)
أعلام النبوة. (4)
شرح أمالي القالي. (5)
شرح أمثال ابن سلام.
وجملة رسائل، وكتاب أعيان النبات والشجريات الأندلسية. توفي سنة 487ه، وقد نقل ابن البيطار عنه في كتابه المفردات نقولا كثيرة. (9) الغافقي
AL-Gafky (ت 560ه/1264م)
هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن السيد الغافقي، إمام فاضل وحكيم عالم، ويعد من الأكابر في الأندلس، وكان أعرف أهل زمانه بقوى الأدوية المفردة ومنافعها وخواصها وأعيانها ومعرفة أسمائها من أصلية وبربرية وعربية.
وكتابة في الأدوية المفردة لا نظير له في الجودة، ولا شبيه له في معناه، وقد استقصى فيه ما ذكره ديسقوريدس والفاضل جالينوس بأوجز لفظ وأتم معنى، ثم ذكر بعد توليها ما تجدد للمتأخرين من الكلام في الأدوية، أو ما ألم به واحد واحد منهم، وعرفه فيما بعد فجاء كتابه جامعا لما قاله الأفاضل في الأدوية المفردة. وللغافقي من الكتب: كتاب الأدوية المفردة، وكتاب منتخب كتاب جامع المفردات للغافقي، الذي ألفه غريغوريوس أبو الفرج ابن العبري، قد وقف على طبعه الأستاذ ما يرهوف، والأستاذ جرجي صبحي مترجما إلى الإنجليزية، ونقل عنه ابن البيطار، ونسخته جزءان بخزانة تيمور باشا تاريخها (684ه / 1285م) (توفي سنة 560ه/1164م). (10) الشريف الإدريسي
AL-Sharif AL-Adrisi (ت 493-560ه/1100-1165م)
هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحسيني الصقلي، ويلقب بالعالي بالله، من سلالة العلويين. ولد في سنة 493ه ، وتثقف في قرطبة، وطاف البلاد ونزل على روجر الثاني صاحب صقلية، فأجله وقربه لسعة علمه، فألف له كتابا في الجغرافيا سماه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ويسمى كتاب روجر، وكان فاضلا عالما بالفلسفة والفلك والجغرافيا، وأمره بعمل شيء يمثل العالم فصنع له الكرة الأرضية من صفائح من الفضة، وكان عالما بقوى الأدوية المفردة ومنافعها ومنابتها وأعيانها، وله من كتب النبات: (1)
كتاب الأدوية المفردة. (2)
كتاب الجامع لصفات أشتات النبات. (3)
كتاب الصيدلة. (10-1) كتاب الجامع لصفات أشتات النبات
وعنوانه: الجامع لصفات أشتات النبات وضروب أنواع المفردات من الأشجار، والثمار، والأصول، والأزهار، وأعضاء الحيوان، والمعادن والأطيار، ذكر ذلك كله بأسمائه العربية، والفارسية، واليونانية، واللاتينية، والسريانية، والعبرانية، والهندية، والكردية، والتركية، والإفرنجية (يريد لغة أسبانيا) والبربرية، والقبطية، أحيانا، وذكر منافع كل مفرد وما يستخرج منه من صموغ وزيوت ويتخذ منه أصول وقشور، وفوائدها في العلاج والتداوي، وقد اطلعت على نسخة منه منقولة بالتصوير الشمسي إلى حضرة العالم المستشرق الدكتور ماكس مايرهوف استحضرها من إستانبول من خزانة كتب الفاتح ومقيدة بها برقم 3610، وهي في أجزاء قد تكون أربعة أجزاء، الموجود منها جزءان فقط، الجزء الأول (يبتدئ من حرف الألف إلى حرف الزاي)، والجزء الثاني (من حرف الحاء إلى حرف النون)، ففي الجزء الأول سبعة حروف أبجدية، وفي الثاني سبعة حروف، وجملتها 14 حرفا، والجزء الأول يشمل على 360 مفردا، والجزء الثاني يحتوي على 250 مفردا والغالب أن تكون ال 14 حرفا الباقية في جزأين آخرين.
وينقل الشريف الإدريسي عن أبي جريج، والكندي، وديسقوريدس، وابن ماسرجويه، وابن جلجل، وزهر بن زهر، وأبي بكر بن وحشية ... وغيرهم كثيرين قد ذكر بعضهم في كتابه كما سيأتي:
مقدمة كتاب الجامع لصفات أشتات النبات
قال: وبعد، فإن أناسا من أهل زماننا يدعون ما لا علم لهم به، وينتسبون إلى معرفة الحشائش، والأشجار، والمعادن، والحيوانات التي هي هيولا الطب وعمدته، ويزعمون معرفة ما ترجمه الفاضل ديسقوريدس في كتابه وشرح مبهمه إلى ما دونه من سائر الكتب المؤلفة في هذا الفن، مثل كتاب إصطفن في المفردات، وكتاب جالينوس في المفردات، وكتاب الأدوية المفردة لحنين بن إسحاق، وكتاب الفائدة لابن سرافيون، وكتاب النبات لابن جلجل، وكتاب الأدوية المفردة لخلف بن عباس الزهراوي، وكتاب المستغني للإسرائيلي، وكتاب الاعتماد في الأدوية لابن الجزار، وكتاب المنتخب لأبي بكر بن وحشية، وكتاب ابن سمجون الصيدلاني، وكتاب التفهيم لابن الكتاني، وكتاب أبي المطرف عبد الرحمن بن وافد، وكتاب أبي الخير الأشبيلي، إلى من خلفهم من المؤلفين، وليس القوم كما زعموا لأنهم لم يفهموا كتابا من هذه الكتب المسطورة، ولا ما زجوا عالما، ولا زاحموا المدارس، ولا طعنوا لمن فوقهم من أهل المعرفة، ولا طلبوا حقيقة شيء من النبات والتفريق بين مشتبه أنواعه، بل كل واحد منهم قنع بما في يده، وركب جهله، واتبع هواه، وخلط معلوما بمجهول مبهما بمعقول واقتصر عن قليل. ولما رأيت أنهم خلطوا وغلطوا وأوقعوا كثيرا من الأطباء المقلدين في مهاوي الضلال وتقلدوا الأعلاء، والمحتاجين إلى العلاج بإعطائهم لهم ما ليس بحقيقة لقلة علومهم، وضعف دياناتهم، وقصر هممهم، وقلة بحث الفضلاء على ما بأيديهم من المعرفة بالنبات والتفريق بين متشابه أنواعه، صدقت نفسي وأوقفت همتي وأخلصت نظري في تحقيق ما أمكن من ذلك، ونظرت في كتب من سبقني، وقابلت بعضها ببعض، فرأيت بعضها طول وبعضها قصر، وبعضها جمع بين الأقوال ونص الاختلاف، وبعضهم ترك المجهول وذكر المعلوم، وأيضا فإني نظرت إلى البحر الذي منه اغترفوا والكنز الذي منه استسلفوا، فإذا هو كتاب ديسقوريدس اليوناني الذي وضعه في الأدوية المفردة، من نبات وحيوان ومعادن، فجعلته مصحفي، وأوقفت عليه نظري، حتى حفظت من علمه جملة بعد أن بحثت ما أغفله، وفتحت أكثر ما أقفله فوجدت مع ذلك ترك أدوية كثيرة لم يذكرها، كاهليلج الأصفر، والهندي، والكابلي، والخيارشنبر، والتمر الهندي، والبليلج والأملج، والخولنجان، والقافلة الكبير، والجوربوا، والكبابة، والقرنفل، والزرنباد، والدرونج، والبهمن الأبيض والأحمر، والفوفل، والطباشير، والتنبل، والأمير باريس والهرنوة، والقليقلي والمجلب والنارجيل، والنارنج والليمون، وبستان أفروز، والبلاذر، والياسمين، والخيزران، والكافور، والكنكر، والشيان، والصندل، والبقم والساج، والموز، والخيار، والياقوت، وحجر الماس، وحجر البازهر، وحجر البهت ، وجوز جندم، والقنبيل، وشجرة الكف، والماهي زهرة، والريباس، والجلبان، والماش، والإسفاناخ، والطرخون، وحب الزلم ، والورس، والكركم، والكرات ... وغير هذه الأدوية كثيرة، أغفل ذكرها، إما أنه لم يبلغه علمها ولا سمع عنها، أو كان ذلك ضنة من يونان أو تعمدا، أو لأن أكثر هذه ليست في شيء من بلاده.
وأيضا أنه ذكر أسماءها بلسانه اليوناني، فما كان الاستعمال له كثيرا، وكانت الحاجة إليه، إما لكثرة وجوده، وإما لكثرة منفعته، عرف بعده واشتهر باسمه وما كان بخلاف ذلك ترك لقلة استعماله، واختلف بعده فيه، فألفت عند ذلك هذا الكتاب، ورتبت جميع أسمائه على نص حروف أبجد هوز، وليمكن الناظر فيه وجود ما طلب منه من غير مشقة ولا تطويل، واستوفيت إلى ذلك ذكر جميع النبات الذي أغفله شيخنا ديسقوريدس العين زربي، وسميته بكتاب الجامع لصفات أشتات النبات، وضروب أنواع المفردات من الأشجار، والثمار، والحشائش، والأزهار، والحيوانات، والمعادن، وتفسير معجم أسمائها بالسريانية، واليونانية، والفارسية، واللاتينية، والبربرية، وهذه ما فاتته بأسمائها العلمية التي حققناها.
الأهليج الأصفر
Terminalia citrine
كافور
Camohora officinarum, cinnamum camphora
الأهليلج الكابلي
Terminalia chebula
كنكر
Cynara scolumus
أهليلج هندي
Terminalia horria
شيان
Dracaena draco
خيارشنبر
Cassia fistula
صندل
Santal, Pterocarpus draco
تمر هندي
Tamarindus indica
بقم
Caesalpina echinata
بليلج
Terminalia bellerica
ساج
Tectonia grandis
أملج
خيار
Cucumus sativus
خولنجان
Alpinia galanga: Galangaofficinalis
حجر الماس
Diamant
قافلة كبار
Amomum melegueta
حجر البازهر
Bezoar
جوز بوا
Myristica fragrans
الياقوت
Telesie
كبابة
حجر البهت
Aetite
قرنفل
Eugeia caryophyllata
جوز جندم
Garcinia mangostina
زرنباد
Zingiber zerumbet
قنبيل
Mallotus philippensis
دورنج
Doronicum scorpioides
ماهيز هره
Anamirta paniculata
بهمن أبيض
Centaurea behen
ريباس
Rheum ribes
فوفل
Areca cutchu
جليان
Lathyrus sativum
طباشير (سنسكريتية)
Tabakshira
ماش
تنبل
إسفاناخ
Spinacia oleracea
أمير باريس
طرخون
Artemesia dracunculus
هرنوه
Aloexuylon agallochum
حب الزلم
Cyperus esculentus
محلب
ورس
Memecylon tinctorium
نارجيل
Cocos nucifera
كركم
Curcuma longa
نارنج
Citrus aurantium
كرات
Thymelaea tartonraira
ليمون
Citrus lomonum Risso VarPusilla
الياقوت كحلي. ياقوت حجري
Escabonde
بستان أفروز
Amaranthus tricolor
ياقوت أحمر
Rubis
ياسمين
Jasminum
ياقوت أزرق
Saphir
خيزران
Bambusa arundinacia
ياقوت أصفر
Topaze
بهت
Aetite
توفي الشريف الإدريسي في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي بمدينة سبتة. (11) إسحاق بن بكلارش
Ishak Ibn Baklarsh (ت 520ه/1126م)
كان يهوديا من أكابر علماء الأندلس في صناعة الطب، وله خبرة واعتناء بالغ بالأدوية المفردة، وخدم بصناعة الطب بني هود (520ه/1126م)، وله من الكتب: كتاب المجدولة في الأدوية المفردة وضعه مجدولا ألفه بألمرية للمستعين بالله أبي جعفر أحمد ابن المؤتمن بالله بن هود
Liber auxlii indigentium de medicamentis simplicibus . (12) أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي
Abu AL-Kasim AL-Zahrawi (AL-Bucasis) (ت 427ه/136م)
كان طبيبا فاضلا ، خبيرا بالأدوية المفردة والمركبة، وله تصانيف مشهورة في صناعة الطب، وأفضلها كتابه المسمى كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف
Concessio ei data, qui componore hand valet ، وهو أكبر تصانيفه وأشهرها، وهو كتاب تام في معناه. توفي سنة (500ه/1106م) (وستنفلد). (13) أمية بن أبي الصلت
Omaya Ibn Abi AL-Sult (ت 460-529ه/1068-1135م)
هو أبو الصلت أمية بن أبي الصلت، من بلد دانية من شرق الأندلس ومن أكابر الفضلاء في صناعة الطب وفي غيرها من العلوم، ولد بها سنة 460ه/1608م وحصل من معرفة الأدب ما لم يدركه كثير من سائر الأدباء، وكان أوحد في العلم الرياضي متقنا لعلم الموسيقى، شاعرا، ولشعره رونق. أتى أبو الصلت من الأندلس إلى ديار مصر في حدود سنة 510ه، وأقام بالقاهرة مدة في خلافة الأمير الآمر بأحكام الله ووزارة الأفضل بن شاهنشاه أمير الجيوش بدر الجمالي، ولما كان بمصر اشتمل عليه رجل من خواص الأفضل يعرف بمختار ويلقب بتاج المعالي، وكانت منزلة أمية بن أبي الصلت عند الأفضل عالية وخدمه بصناعة الطب والنجوم، وقد تغير الأفضل عليه لخطئه في تقديره عملية هندسية لم يساعده القدر في إتمامها، فحبسه في سجن المونة بمصر مدة ثلاث سنين وشهر، ثم أطلقه بعد أن شفع فيه بعض الأعيان، وانتقل في آخر الوقت إلى المهدية من بلاد القيروان، فقصد يحيى بن تميم بن المعز بن باديس، صاحب القيروان، فمضى عنده، وتوفي بالمهدية في يوم الإثنين مستهل سنة 529ه/1134م، وقيل: 10 المحرم سنة 528ه.
ولأمية بن أبي الصلت كتب كثيرة منها: (1)
كتاب الأدوية المفردة على ترتيب الأعضاء المتشابهة الأجزاء والآلية، وهو مختصر قد رتب أحسن ترتيب. (2)
كتاب الانتصار لحنين بن إسحاق على علي بن رضوان في تتبعه مسائل حنين
Apologia Honeini . (3)
كتاب حديقة الأدب
Hortus . (4)
كتاب الملح العصرية من شعراء أهل الأندلس والطارئين عليها. (5)
ديوان شعره. (6)
رسالة في الموسيقى
Tractatus de musica . (7)
كتاب في الهندسة
Liber de geometria . (8)
رسالة في العمل بالأسطرلاب
Tractatus de astrolabia . (9)
كتاب تقويم منطق الذهن
Correctio mentis . (14) ابن باجه
Ibn Baga (ت 533ه/1139م)
هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ، ويعرف بابن باجه من الأندلس، عالم بعلوم الأوائل، وهو في الأدب فاضل، لم يبلغ أحد درجته، من أهل عصره في مصره، وكان متميزا في العلوم العربية والأدب، حافظا للقرآن، ويعد من الأفاضل في صناعة الطب، وكان متقنا لصناعة الموسيقى، وهو بالمغرب بمنزلة أبي نصر الفارابي بالمشرق وإليه تنسب الألحان المطربة بالأندلس التي عليها الاعتماد، وله تصانيف في الرياضيات والمنطق والهندسة، أربى فيها على المتقدمين، إلا أنه كان يتمسك بالسياسة المربية وينحرف عن الأوامر الشرعية، استوزره أبو بكر يحيى بن تاشفين مدة عشرين سنة، وكان يشارك الأطباء في صناعتهم، فحسدوه وقتلوه مسموما حين كادوه، وكانت وفاته سنة 533ه/1138م بمدينة فاس ودفن بها.
وله من الكتب: (1)
كلام على بعض كتاب النبات لأرسطوطاليس
Liber experimentorrum . (2)
كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس. (3)
كتاب التجربتين على أدوية ابن وافد، واشترك في هذا الكتاب أبو بكر بن باجه وأبو الحسن سفيان. (4)
شرح كتاب السماع الطبيعي لأرسطوطاليس
Commentarius in Librum Aristotelis de physica auscultatione . (5)
قول على بعض كتاب الكون والفساد لأرسطوطاليس
Dissertatio de nonnullis libri Aristotelis de generatione et corruptione . (6)
كتاب النفس
Liber de anima . (7)
قول ذكر فيه التشوق الطبيعي وماهيته
Dissertatio de amore physica (8)
كتاب تدبير المتوجد
De meditatione solitarii . (15) أبو العلاء بن زهر
Ibn Zohr (ت 525ه/1131م)
هو أبو العلاء زهر بن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن مروان، مشهور بالحذق والمعرفة في صناعة الطب واطلاعه على وقائعها، وكان في دولة الملثمين، ويعرفون أيضا بالمرابطين، نال الرفيعة والذكر الجميل، وكان قد اشتغل بصناعة الطب وهو صغير في أيام المعتضد بالله أبي عمر، وعباد ابن عباد، واشتغل أيضا بعلم الأدب، وهو حسن التصنيف، وفي زمانه وصل كتاب القانون لابن سينا المغرب، وقال ابن جميع المصري في كتاب التصريح بالمكنون في تنقيح القانون: إن رجلا من التجار جلب من العراق إلى الأندلس نسخة من هذا الكتاب، قد بولغ في تحسينها، فأتحف بها لأبي العلاء بن زهر تقربا إليه، ولم يكن هذا الكتاب وقع إليه قبل ذلك، فلما تأمله ذمه، وأطرحه ولم يدخله خزانة كتبه، وجعل يقطع من طرره ما يكتب فيه نسخ الأدوية لمن يستفتيه من المرضى، وتوفي أبو العلاء بن زهر في سنة 525ه/1131م ودفن بإشبيلية، وله من الكتب: (1)
الأدوية المفردة. (2)
كتاب الخواص . (3)
كتاب المنافع والحقائق
Troite des proprietes u tilia et vera . (4)
كتاب الإيضاح في شواهد الافتضاح في الرد على علي بن رضوان فيما رده حنين بن إسحاق في كتاب المدخل إلى الطب. (5)
كتاب حل شكوك الرازي على كتب جالينوس مجربات
Solution dubrarum Razii in libris Galeni . (16) أبو الوليد بن رشد
Ibn Roshd (ت 520-595ه/1126-1198م)
هو القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، مولده ومنشؤه بقرطبة مشهور بالفضل، معتن بتحصيل العلوم، حذق علم الفقه والخلاف، وكان متميزا في علم الطب، جيد التصنيف، وإماما في الفلسفة، وله فيها تصانيف، جحدها لما رأى انحراف منصور بن عبد المؤمن عن هذا العلم وسجنه بسببها، وهو علم ممقوت بالأندلس، لا يستطيع إظهاره، فلذلك تخفى بتصانيفه. ولما كان المنصور بقرطبة وهو متوجه إلى غزو الفونس، وذلك عام 591ه/1195م، استدعى أبا الوليد بن رشد، فلما حضر عنده احترمه احتراما كثيرا وقربه إليه، ثم إن المنصور فيما بعد نقم على أبي الوليد بن رشد، ثم رضي عنه، وكانت وفاة القاضي أبي الوليد بن رشد - رحمه الله - في مراكش أول سنة 595ه/1198م، وذلك في أول دولة الناصر، وكان ابن رشد عمر طويلا.
وله كتب كثيرة منها: (1)
تلخيص أول كتاب الأدوية المفردة لجالينوس. (2)
كتاب الكليات
Liber universalis de medicina . (3)
شرح أرجوزة ابن سينا
Commentarius in canlicum lbn Sina . (4)
جوامع كتب أرسطوطاليس في الطبيعيات والإلهيات
Commentarius in Aristotelis libros . (5)
مقالة في الترياق
Tractatus de theriacaie . (6)
تهافت التهافت
Destructio de destructionis . (7)
تلخيص كتاب الحميات لجالينوس
Succincta expositio librorum Galeni de febribus . (8)
تلخيص الإلهيات لنيقولاوس
Succincta expositio metaphysicorum Nicolai . (17) أبو العباس بن الرومية
Ibn AL-Romaya (561-637ه/1165-1239م)
هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج بن أبي الخليل الأموي الأشبيلي النباتي المعروف ب (ابن الرومية)، من أهل أشبيلية، ومن أعيان علمائها، قد أتقن علم النبات ومعرفة أشخاص الأدوية، وقواها ومنافعها، واختلاط أوصافها، وتباين مواطنها، وله الذكر الشائع، والسمعة الحسنة كثير الخير، موصوف بالديانة، محقق للأمور الطبية، كثير الكتب، جماع لها، وسمع من علم الحديث شيئا كثيرا عن ابن حزم وغيره، ووصل سنة 613ه/1216م إلى ديار مصر، وأقام بمصر والشام والعراق نحو سنتين، وانتفع الناس به، وعاين نباتا كثيرا في هذه البلاد، مما لم ينبت بالمغرب، وشاهد أشخاصها في منابتها، ونظرها في مواضعها، ولما وصل من المغرب إلى الإسكندرية، سمع به السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب، وبلغه فضله وجودة معرفته بالنبات، فاستدعاه إليه في القاهرة وتلقاه وأكرمه، ورسم بأنه يقرر له جامكية وجراية، ويكون مقيما عنده، فلم يفعل واعتذر، بأنه إنما أتى ليحج ويرجع إلى أهله، وبقي مقيما عنده مدة ، وعاد بعد الحج إلى المغرب، وأقام بأشبيلية.
وكان مولده في نحو سنة 561ه/1165م، وتوفي بأشبيلية في ليلة الإثنين مستهل ربيع الأول سنة 637ه/1239م.
ولأبي العباس بن الرومية من الكتب: (1)
تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس (أو شرح حشائش ديسقوريدس)
Explicatio nominum medicamentorum simplicium . (2)
مقالة في تركيب الأدوية
Tractatus de compositione medicamentorum .
وأدوية جالينوس والتنبيه على أوهام ترجمها والتنبيه على اختلاط الغافقي.
ولأبي العباس الحافظ كتاب: الرحلة المشرقية، نقل عنه ابن البيطار كثيرا، ألفه بعد عودته من رحلته إلى الشرق، ودون فيه نتيجة أبحاثه ومشاهداته، وخصوصا بسواحل البحر الأحمر، وهذا الكتاب مفقود ولكنه نقل عنه كثير، ولا سيما ابن البيطار، وفي المغرب، وذكر كثيرا من الأسماء البربرية. (17-1) كشف الرموز في شرح العقاقير والأعشاب
لعبد الرزاق الجزائري
Abd AL-Razak AL-Gazaeri (1107- نحو 1195ه/1695- نحو1780م)
هو عبد الرزاق بن محمد بن حمدوش الجزائري، خرج إلى الحج إلى مكة في سنة 1130ه (1717م)، قال لوسيان لكلار
Lucien Leclerc : إن كتاب كشف الرموز اختصره مؤلفه من كتب المفردات، وزاد عليه بعض الأدوية الجديدة التي أدخلها الأوربيون بأسمائها المعروفة أو المحلية، فقد نقل عن داود الأنطاكي، وعن ابن البيطار، وابن سينا، بل يمكن القول بأن كشف الرموز، هو مختصر تذكرة داود، ورتبه على حروف المعجم. ثم قال لكلارك مترجم هذا الكتاب إلى الفرنسية: إن عبد الرزاق لم يكشف بالنقل، بل إنه ذكر المفردات التي لم يذكرها غيره، وهي التي أدخلت إلى الجزائر بمعرفة الأوربيين مثل: (1)
عود الأنبياء عود الصليب
Le Gayac . (2)
بلو صانو صا صفراس
Le Sassafras . (3)
صبرين، وهي المسماة عشبة
Salspareills . (4)
كينكينة
Quinquine .
وقد أطال المؤلف الكلام على هذه المفردات، مما يعد صفحة مفيدة في تاريخ مفردات الأدوية، وقال: ومما ينسب إلى عمل المؤلف عبد الرزاق نفسه، ذكره أيضا لبعض المفردات التي لم تكن معلومة، بعضها محلي، والبعض مستعار من التركية، أو البربرية، بل من الأوربية نفسها، وذكر جميع مفردات الأدوية المستعملة في العلاج في عصره عند العشابين الوطنيين، وهو يحتوي على ألف مفرد.
وهذا الكتاب طبع بالجزائر طبعة حجر، وترجمه لكلار إلى الفرنسية، وطبعه في باريس سنة 1874م. (17-2) تحفة الأحباب في ماهية الأعشاب
هو مخطوط محفوظ بخزانة كتب الجزائر تحت رقم 1031، وليس عليه تاريخ مؤلفه أو اسمه، وإنما يعلم من سياق الكلام أن مؤلفه من سكان بلاد المغرب، وأن الكتاب كثير المترادفات البربرية، والعربية، والسودانية، والمراكشية، والمصرية، والإسبانية. ولم يأت ذكره فيما ألف في تاريخ الطب، ولم يقتصر على ذكر النبات، بل ذكر فيه كثيرا من المفردات الحيوانية والمواد المعدنية. وقد نقله إلى الفرنسية
Alphonce Meyer ، وعلق عليه تعليقات مفيدة، وطبع بمدينة الجزائر سنة 1881م، وهو عبارة عن معجم صغير.
ما نقل من النبات من اللسان الهندي إلى العربية
لم يكن النقل من اللغات الأعجمية في عهد النهضة العربية، قاصرا على اللغة اليونانية، بل تعدى النقل إلى اللغتين الهندية والفارسية. قد استقدم العرب من الهند العلماء والحكماء واستخدموهم في صناعة الطب، ونقل الكتب إلى العربية، وكان أكثرهم متقنا للغة الهند ولغة الفرس، فكانت الكتب تنقل تارة إلى الفارسية أولا، ثم إلى العربية، وتارة إلى العربية رأسا، وكان من العلوم التي عنوا بنقلها إلى العربية: النبات، وأسماء العقاقير والأدوية المفردة، فمن هؤلاء العلماء النقلة: (1)
كنكه الهندي:
كان حكيما بارعا من متقدمي حكماء الهند وأكابرهم، وله نظر في صناعة الطب، وقوي الأدوية وطبائع المولدات، وخواص الموجودات. (2)
منكه الهندي:
كان عالما بصناعة الطب، فيلسوفا من جملة المشار إليهم في علوم الهند، متقنا للغة الهند ولغة الفرس، وكان في أيام هارون الرشيد وسافر من الهند إلى العراق، واجتمع به وداواه، وقيل: إنه كان في جملة إسحاق بن سليمان بن علي الهاشمي، وكان ينقل من اللغة الفارسية إلى الهندية والعربية، وهو الذي نقل كتاب شاناق الهندي في السموم، خمس مقالات، فسره من اللسان الهندي إلى اللسان الفارسي، وكان المتولى نقله بالخط الفارسي رجل يعرف بأبي حاتم البلخي، فسره ليحيى بن خالد بن برمك، ثم نقل للمأمون على يد العباس بن سعيد الجوهري مولاه.
وكان جماعة من علماء الهند لهم تصانيف معروفة في صناعة الطب، وفي غيرها من العلوم، والهند تشتغل بمؤلفات هؤلاء فيما بينهم ويقتدون بها، ويتناقلونها، وقد نقل كثير منها إلى اللغة العربية. وقد نقل الرازي في كتابه الحاوي، وفي غيره، عن كتب جماعة من الهند مثل كتاب سيرك الهندي، وهذا الكتاب فسره عبد الله بن علي من الفارسي إلى العربي، لأنه نقل أولا من الهندي إلى الفارسي، ومن كتاب سسرود، وكتاب «فيما اختلف فيه الهند والروم في الحار والبارد»، وقوى الأدوية، وكتاب تفسير أسماء العقاقير
lnterpretatio medicamentorum
بأسماء عشرة، وكتاب أسانكر الجامع، وكتاب مختصر في العقاقير للهند
Compendium de plantis officinalis ، وكتاب نوفشل فيه مائة داء ومائة دواء، وغيرها عديد من المصنفات الهندية، فامتلأت الكتب العربية بأسماء العقاقير والأدوية المفردة الخاصة بالهند، والتي ليست من نبات جزيرة العرب.
الباب الثالث
تاريخ النبات من وجهة الفلاحة
لم يقتصر العرب في معرفتهم من جهة تاريخ النبات على ما قيدوه من أسمائها، وذكروه من صفاتها وخواصها، مما نقلوه عن الأمم الأخرى المحيطة بها والمجاورة له، بل اشتغلوا كذلك بالنبات من حيث زرعه، ونموه، وتسميده، وحصاده، وأوقات ذلك كله، والكيفية في عمله، وهو ما يسمى بالفلاحة، وكان من الأمم التي أخذوا عنها الفلاحة من تلك الأمم المجاورة: الروم، والنبط، والفرس، فدرسوا فلاحة هاتيك البلاد، ونقلوا كتبها إلى العربية كما يأتي ذكره.
الفلاحة الرومية
هذه الفلاحة تسمى الفلاحة الرومية، أو الفلاحة اليونانية، وهي مأخوذة عن هؤلاء الأقوام، ثم استغلوها لأنفسهم، وأول نقل عن الفلاحة اليونانية، كان كتاب
Costus
قسطاس بن أسكوراسكينة ترجمة سرجيس ابن هليا
Serguis fils d’Helie
الرومي، من الرومي إلى العربي، ونقله أيضا قسطا بن لوقا البعلبكي، وأسطات
Eustathe ، وأبو زكريا يحيى بن عدى، وكانت ترجمة سرجيس أكمل وأصلح من غيرها، (كشف الظنون ج2 ص160).
وقسطا بن لوقا البعلبكي، طبيب حاذق فيلسوف، عالم بالهندسة، بارع في علوم كثيرة، كالطب، والفلسفة، والأعداد، والموسيقى ، فصيحا في اللغة اليونانية، جيد العبارة بالعربية أيضا. عاش في أيام الخليفة المقتدر بالله وكان معاصرا للكندي.
أخرج قسطا كتبا كثيرة من كتب اليونانيين إلى اللغة العربية، وكان جيد النقل، فصيحا باللسان اليوناني، والسرياني، والعربي، وأصلح نقولا كثيرة، وأصله يوناني. توفي بأرمينية عند بعض ملوكها، ودفن بها، وبنى عليه قبة، وله من الكتب سوى ما نقل ونشر وشرح، كتاب الفلاحة الرومية للحكيم قسطوس بن أسكوراسكينة، وعاش قسطوس بن لوقا من سنة 250ه إلى سنة 311ه، وله مؤلفات عديدة في الطب، والفلك والرياضة وغيرها. (1) كتاب الفلاحة الرومية أو اليونانية
يشتمل على 12جزءا وفي كل جزء جملة أبواب:
الجزء الأول:
ذكر فيه أسماء لشهور الروم، وأسماء البروج، والمنازل، والدراري، ومسير الشمس، والقمر في البروج والمنازل، وأوقات طلوع المنازل، ومعرفة أوقات طلوع القمر ومغيبه، وفصول السنة، وأسماء الريح ومهابها، علامات صفاء الهواء وصحته، والعلامات التي يستدل بها على أحوال السنة، وما يدفع به عوارض الجو.
الجزء الثاني:
ذكر فيه اختيار المساكن، ومواضع المياه، وما تعرف به الأرض الطيبة الزاكية، وما يستعمل من السماد، ومقادير المكاييل، وما يصلح لأعمال الزراعة والرعي.
الجزء الثالث:
ذكر ما لا غنى للزارع عن معرفته من أحوال البذر، وما يشاكله من الأرض، وأوقات البذر، والحصاد، وأمور تتعلق بالدراس والخزن.
الجزء الرابع:
ذكر فيه أمر الكرم وما يعمل منه، وما يتعلق به.
الجزء الخامس:
ذكر فيه أمر البساتين وترتيب أمورها.
الجزء السادس:
ذكر فيه غرس رقيق الأشجار التي تتخذ في البساتين، وتركيبها، وصيانة ثمارها، وادخارها، وما شاكل ذلك، من مداواة الأشجار التي عرضت لها الآفة، وما يحفظ به صحاحها من الآفات، وخص بالذكر الزيتون.
الجزء السابع:
ذكر فيه المباقل والمقاتي، وذكر منافع البقول والقثاء.
الجزء الثامن:
قصد فيه الكلام على الخيل، ونتاجها، وترتيبها، ومداواة أمراضها، والمحمود من صفاتها، والمذموم من ذلك.
الجزء التاسع:
ذكر فيه ما لا بد منه من أحوال الماشية.
الجزء العاشر:
ذكر فيه أمر الطير، على نحو ما ذكر من أحوال الماشية.
الجزء الحادي عشر:
ذكر فيه أحوال البشر، وشيئا من العلاج والزينة.
الجزء الثاني عشر:
ذكر فيه أمورا جعلها تتمة للكتب.
الفلاحة النبطية
تنسب الفلاحة النبطية إلى سكان بابل الأقدمين، وسمو نبطا، لاستنباطهم المياه للزرع، وإفلاح الأرض، ولذلك طار صيتهم في الزراعة، والفلاحة، وهم يسمون كذلك الكلدانيين، والكسدانيين. ولقد كان للنبط مدنية وعلوم وآداب ضاعت بمرور الزمن، ولم يبق منها إلا آثار طفيفة فى اللغة العربية، فى الفلاحة، والسحر ، والتنجيم، والصنعة، ومن هذه الآثار العلمية، كتابان أبقى عليهما الزمن: (1)
كتاب الفلاحة النبطية، لأبي بكر بن وحشية. (2)
كتاب الدر الملتقط في علم فلاحتى الروم والنبط، لمحمد بن أبي بكر بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي المعروف بشيخ حطين.
ومن الكتب النبطية التي نقلت إلى العربية: (1)
كتاب قوثامي تلميذ ماشي السوراني، ترجمه عن الكلدانية، لمحمد بن عبد الملك الزيات. (2)
كتاب أذوناي البابلي المسمى بزعم النبط رسول روحانية الشمس. (3)
كتاب الملك صفريب النبطي القديم، ترجمه ينبوشاذ اليوناني الساحر، وترجم كتاب ينبوشاذ أيضا ابن الزيات. (4)
كتاب الحكيم الساحر طامثري البابلي، والمترجم له ثابت بن قرة الحراني الصابي. (5)
كتاب عنكبوثا وصنياثا، والمترجم له أبو بكر بن وحشية. (6)
كتاب كاماش النهري الفارسي النبطي، ويزعم ابن وحشية أن كاماش طاف أكثر الأقاليم، وكان من عظماء زمانه، وعلمائهم.
وهذا ما ذكره محمد بن أبي بكر بن أبي طالب في كتابه: الدر الملتقط في علم فلاحتي الروم والنبط، الذي سيأتي الكلام عليه. (1) كتاب الفلاحة النبطية
هذا الكتاب نادر الوجود كاملا، وتوجد بعض أجزائه في خزانة كتب باريس، وقال كولسن
Chowlson : إنه حصل على نسخة كاملة منه، وإنه وجدت بعض النسخ في خرانة كتب القسطنطينية.
وقد اختلف الباحثون في تعيين مؤلف هذا الكتاب، فقال كولسن
Chwolson : إنه قوثامي وحده، ولم تكتب فيه يد غير يده، وأنه عندما نقله العرب إلى لغتهم حصل فيه بعض التغيير الطفيف الذي لا أهمية له، وأن زمان وضعه كان حوالي ابتداء القرن الثالث عشر قبل المسيح، ويقول آخرون: إنه جملة كتب لجملة مؤلفين، ضم بعضها إلى بعض في كتاب واحد.
ويرى كترمير
Quatremere
بعد الاستدلال بالشواهد الكثيرة، أن الزمن الذي ألف فيه الفلاحة النبطية هو بعيد جدا، والغالب أن يكون ما بين تحرير بالأسيس
Belesis
لبلاد بابل، واستيلاء قورش
Cyrus
عليها، بل تعدى ذلك إلى تحديد زمن تأليفه في حكم بختنصر الثاني
Nabuchodonosor
لتلك البلاد، ويرى ما ير العالم المؤرخ رأيا آخر بعد استدلالات كثيرة، وهو أنه إذا كلف تعيين الزمن الذي وضع فيه كتاب الفلاحة النبطية، فإن ذلك الزمن لا يتعدى القرن الأول من التاريخ الميلادي، أي متأخرا عن الزمن الذي حدده كترمير بسبعة أو ثمانية قرون.
ولأرنست رينان بحث مستفيض وافي في كتاب الفلاحة النبطية عنوانه:
An essay on the age and antiquity of the book of Nabathaean agriculture
نشره في لندن سنة 1862م.
ومن رسالة رينان هذه اقتبسنا ما ذكرنا من الآراء، وناقل كتاب الفلاحة النبطية إلى العربية، هو أبو بكر أحمد بن علي بن المختار بن عبد الكريم بن حريثا بن بدينا من بوراطيا بن علاطيا الكسداني الصوفي، من أهل قسين (بلدة من نواحي الكوفة)، وكان يدعي أنه ساحر يعمل أعمال للطلسمات ويعمل الصنعة، وكسداني معناه: نبطي، وله من الكتب كثير، منها:
كتاب الفلاحة الكبير والصغير، (الفهرست ص311) ويعرف أبو بكر أحمد ب (ابن وحشية)، وذلك في سنة 291ه/904م، وأملاه على ابن محمد الزيات في سنة 318ه فقال له: اعلم يا بني أني وجدت هذا الكتاب في كتب الكسدانيين، يترجم معناه، فلاحة الأرض، وإصلاح الزرع، والشجر، والثمار، ودفع الآفات عنها، وكانوا هؤلاء الكسدانيين أشد غيرة عليها، لئلا يظهر هذا الكتاب، فكانوا يخفون بجهدهم، وكان الله - عز وجل - قد رزقني من المعرفة بلغتهم ولسانهم، فوصلت إلى ما أردت من الكتب بهذا الوجه، وكان هذا الكتاب عند رجل متميز، فأخفى عني علمه، فلما اطلعت عليه لمته في إخفاء الكتاب عنى، وقلت له: إنك إن أخفيت هذا العلم، ومر ومضى، ولا يبقى لأسلافك ذكر، وما يصنع الإنسان بكتب عنده، لا يقرؤها ولا يخلي من يقرأها فهي عنده بمنزلة الحجارة والمدر، فصدقني في ذلك وأخرج إلي الكتب، فجعلت أنقل كتابا بعد كتاب، فكان أول كتاب نقلته ذواناي البابلي، في معرفة أسرار الفلك، والأحكام على حوادث النجوم، وهو كتاب عظيم المحل، ونقلت هذا: كتاب الفلاحة بتمامه وكماله، لاستحساني له، وعظيم ما رأيت من فائدته ومواقعه، في إفلاح الأرض، وعلاج الشجر، وزكاء الثمار، وتجويدها، وزكاء الزروع، والكلام على خواص الأشياء ... إلخ.
ثم قال: إن غرضه بهذا الكتاب الفلاحة، ومعرفة الأراضي، والنبات، والشجر، وما كان غرضه في ذكر المنافع الطبية، وشفاء الأسقام، وإنما ذكر منافع بعض النبات، لأن فيه إصلاح الناس ، وعلاجهم وتوليدهم، فلما كان ذلك من الفلاحة ذكرته، وإنما غرضه الفلاحة فقط، وذكر منافع ما يركب ويفلح.
والمواضيع التي عالجها في هذا الكتاب، استنباط المياه، وهندستها، وكيفية حفر الآبار، والاحتيال في زيادة ماء البئر، وإزالة البخارات الرديئة منها، وإفلاح الأرض، وعلاج الشجر، وزكاء الثمار وتجويدها، وزكاء الزروع، والكلام على خواص الأشياء، وخواص البلدان، والأزمنة، واختلاف طباع الأدوية، وتراكيب الشجر، وغروسها، وإفلاحها، ودفع الآفات عنها، واستخراج منافع المنابت والحشائش، والمداواة بها ودفع العاهات عنها، وعن أبدان الحيوانات، ودفع آفات الشجر والمنابت بعضها ببعض، وطرائف ما ركبوا من الأشياء، حتى حدث عنه أشياء غيرها، إما قريبة منها أو بعيدة عنها، ودليل مجيء المطر، والبرد، والصحو، والسحاب، ومعرفة ما ينتج من الزرع في أي سنة أردت ذلك. (2) كتاب الدر الملتقط في علم فلاحتي الروم والنبط
ألف هذا السفر القيم محمد بن أبي بكر بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي المعروف بشيخ حطين (قرية بين أرسوف وقيسارية عن ياقوت، وقال حطين: بين طبرية وعكا، وقال عن الثاني هو الأصح)، ونسخة هذا الكتاب توجد في دار الكتب الملكية بالقاهرة، ومقيد فيها برقم 21 و84 زراعة، وهما نسختان مختلفتان ولا تاريخ لهما، وإنما يظهر أن إحداهما كتبت في القرن السادس أو السابع.
وهذا الكتاب جامع لترجمة جملة كتب عن النبطية، وعن الفلاحة الرومية، ويتضح ذلك جليا مما ننقله من مقدمته حتى ليخيل للإنسان أنه نسخة أخرى من كتاب الفلاحة لابن وحشية. قال محمد بن أبي بكر: إنه كتاب جامع لأنواع علم الفلاحة الرومية وغيرها، ويشتمل على إفلاح النبات الناجم والمعرش ، وذي الساق والمخيم استخرجه من كتب منها: (1)
كتاب قوثامي تلميذ ماشي السوراني، ترجمه عن الكلدانية، محمد بن عبد الملك الزيات. (2)
كتاب أذوناي البابلي المسمى بزعم النبط رسول روحانية الشمس. (3)
كتاب الملك صغريب النبطي القديم، ترجمه ينبوشاذ اليوناني الساحر، ثم ترجم كتاب ينبوشاذ أيضا ابن الزيات. (4)
كتاب الحكيم الساحر طامثري البابلي، والمترجم له ثابت بن قرة الحراني الصابي. (5)
كتاب عنكبوثا وصنياثا، والمترجم له أبو بكر بن وحشية المشهور بكتاب الفلاحة (ويؤخذ من ذلك أن كتاب الفلاحة النبطية وضعه عنكبوثا، وصنياثا لأقوثامي كما استنتج كترمير). (6)
كتابه المشهور باسمه. (7)
كتاب كاماش النهري الفارسي النبطي، ويزعم ابن وحشية أن كاماش طاف أكثر الأقاليم، وكان من عظماء زمانه، وعلمائهم. (8)
كتاب الفلاحة الرومية المشهور لابن أسكوراسكينة عالم الروم.
ثم قال: وإني جمعت أسماء أجناس النبات الثلاثة، وهي: المشجر المخيم، والمعرش الممدود، والناجم المستأنف، فكان الذي حصرته عددا بالشام، خمس عشرة شجرة، أصلا لفاكهة طيبة مأكولة، هي جنس تحته أنواع، وتحتهن أشخاص كلهن ذوات ثمر بنوى، وحب، وهي: النخل 110، والمشمش 17، والخوخ 15، والأجاص 12، والقراصيا 4، والعناب 4، والزيتون 9، والنبق 4، الزعرور 3، والزعبوب 2، والغبيراء 2، والميس 1، والسبستان 2، والسماق 3، والعجرم 1، أنواعهن 189.
ثم إحدى عشرة شجرة تمر، اثنتين بغير نوى وهن: العنب 46، والتين 22، والكمثري 29، والتفاح 26، والتوت 13، والموز 3، والجميز 4، والسفرجل 9، والخروب 4، وثمر الآس 3، والمحليس ثمر القطلب 1، وأنواعهن 161 نوعا.
ثم خمس شجيرات ثمرهن الحوامض، وهي: الأترج 8، والنارنج 4، والليمون 9، والكباد 3، والمختم 2، وأنواعهن 26.
ثم سبع شجيرات ذوات قلوب دهنة هن ثمراتها، وهي: الفستق 5، والبندق 3، والقضم 2، والصنوبر 2، والجوز 7، واللوز 8، والبطم 3، وأنواعهن 30 نوعا.
ثم ستة أشجار، ثمراتهن ذوات غلوف وقشور، وهن: الرمان الحلو 15، والرمان اللفان 13، والرمان الحامض 8، والشابلوط 2، والبلوط 5، ولسان العصفور 1، وبه الختام، وأنواعهن 44 نوعا، فجملة هذه الثمرات، أجناسا 44، وأنواعها 450.
ثم شجرات غير مثمرة، وهن: 23 شجرة بستانية 14 وحشية بعيدة 17 وحشية برية، ثمرها وعلوكات، ورطوبات، ودوابغ، وقوابض، وعطر، وصبغ، ودخن، وكان المعرش الممدود 12 جنسا، و46 نوعا، وهن: القرع 7، والبطيخ الأخضر 8، والبطيخ الأصفر 9، والقثاء 2، والفقوس 3، والعجور الحلبي 1، والبلوة 1، والعبدلاوي 1، والشمام 2، واللوبيا 5، والخيار 4 ... إلخ.
ثم قسم الكتاب إلى أبواب:
الباب الأول:
في ذكر الشهور الأعجمية، ومداخلاتها، وما يعمله المعتني بأمر الفلاحة من عمل مخصوص بها.
الباب الثاني:
في ذكر قواعد تجريبية حسابية من لوازم الكتاب، كسماع الرعد، ومعرفة ما مضى من ليله، بمغيب القمر وطلوعه، ومعرفة الطالع والغارب والمتوسط، ومن المنازل، ومعرفة الأنواء، والنظر في دلائل المطر.
الباب الثالث:
في ذكر الرياح ومهابها، وأمزجتها، والنبات المتأثر بها.
الباب الرابع:
في الكلام على الرياح وتأثيرها في المياه، والبقاع، وكذلك الشمس وفعلها العام، وتأثيرها، وهو سر من الأسرار.
الباب الخامس:
في ذكر صالح الأرض للنبات، وفاسدها، وما هو السبب، والعلاقة فيه.
الباب السادس:
في ذكر الأرض الكثيرة الماء في أعماقها، والقليلة الماء، والعديمة كذلك.
الباب السابع:
في طيور الماء وغيرها، والذي تؤثره، وكيفية التخلص من شرها.
الباب الثامن:
كيفية حفر الآبار، واستخراج المياه، وإزالة البخار القاتل منها، وتزييد مياهها بالحيل والأعمال.
الباب التاسع:
في تأسيس القرى، وما ينبغي من وضع مساكنها وهيئاتها.
الباب العاشر:
في مدح أهل القرى، وذكر محاسنهم، والوصية بهم لمن ملكهم وحكم فيهم.
الباب الحادي عشر:
في ذكر أشياء يستعملها أهل الضيعة، فتصح بها جسومهم وتصفوا نفوسهم، وتطول أعمارهم.
الباب الثاني عشر:
في وصف غراس كرمة تعرف بكرمة الترياق، استنبطها النبط، تغني عن كثير الأدوية، والترياق بثمرها.
الباب الثالث عشر، والرابع عشر:
ناقصان من الأصل (ولعلهما غير موجودين أصلا).
الباب الخامس عشر:
في ذكر منافع ومرافق وعينات لسكان القرية وأدوية سهلة.
الباب السادس عشر:
فيما يطرد الحيات والعقارب، والوزغ، ويقي من سمومها.
الباب السابع عشر:
في أدوية شافية من ذوات السموم.
الباب الثامن عشر:
في ذكر أشياء تطرد القمل والبراغيث، والطبوع.
الباب التاسع عشر:
في ذكر أشياء تطرد الفأر، والجراد، والجندب، والذباب.
الباب العشرون:
في ذكر أشياء تطرد البق، وأبا فارس، والبرغش، والفسافس، والحملان المسماة القراد، وذباب الدواب المؤذي.
الباب الواحد والعشرون:
في ذكر تربية النحل، ودودة القز، كما ينبغي.
الباب الثاني والعشرون:
في ذكر أشياء تطرد النمل والخفاش.
الباب الثالث والعشرون:
في كيفية اقتناء الدجاج، وبناء بيوتهن، وكذلك الحمام.
الباب الرابع والعشرون :
في ذكر الغنم والماعز وتربيتها.
الباب الخامس والعشرون:
في ذكر البقر، والخيل، والحمير، وسياستها.
الباب السادس والعشرون:
من المبادئ والكليات، والكلام على تكوين المركبات الأجناس الثلاث: (علل التكوينات، وأسباب الموجودات، والمركبات).
الباب السابع والعشرون:
من المبادئ والأسباب، وكيفية تكوين الكائن (صور النبات).
الباب الثامن والعشرون:
كيفية تكوين الرياحين وشبهها، وسبب الأرايح.
الباب التاسع والعشرون:
الكلام على سبب الألوان وعددها، وكيف تستنبط.
وقد نقل مؤلف هذا الكتاب عن مؤلفين مختلفي الأجناس من روم، وهنود، وبابليين، مثل: دوناي، ومكوما، وضغربت، وكاماش النهري، وجرماثا الساحر البابلي، وماسي، وصنياثا البابلي، وشفاهي، وينبوشاذ عاعمي، وقوثامي النبطي معلم الفلاحة، وطامثري، ومكوماهي، وملكايا، وشفاهي الصوفي، والجرمقاني، وابن وحشية، وأقشميث البابلي، وعنكبوثا البابلي الساحر، ونوح، وثابت بن قرة، وابن النفيس، وأذوناي، وجالينوس، وشراسيم الهندية، وابن زكريا الرازي، وصاحب الفلاحة الرومية ... إلخ.
الفلاحة الفارسية
ذكر ابن البيطار في شرح بادروج
Cocimon basilic
أنه نقل عن يونيوس من الفلاحة الفارسية، ورجع
Leclerc
مترجم ابن البيطار إلى الفرنسية، أن يكون هو الفلاحة الرومية، مترجما إلى الفارسية.
غير أنه يوجد في خزانة الكتب الملكية كتاب قيم مقيد برقم 220 زراعة اسم برزمانه (برزبه: زراعة، ونامه: كتاب) أي كتاب الزرع، وهذا الكتاب مترجم عن الرومية، وهو ما يصح أن يسمى كتاب الفلاحة الفارسية الرومية، وعنوانه هكذا: قال مؤلفه: كتاب الزرع أو برزنامه.
هذه نسخة ما صنع قسطوس بن أبيكور، استكتبه عالم الروم الذي كان يسمى فيلسوسفه فيما وصف، وما لا يستغني الزارعون وغيرهم من الناس، ثم علمه فيما ينفعهم به في معاشهم، ويسمى هذا الكتاب بالفارسية برزنامه، وتفسير برزنامه: كتاب الزرع.
والدليل على هذا أن هذا الكتاب رومي الأصل، ومترجم فارسي، أن أسماء الشهور والأيام فيه فارسية، وأسماء الرياح، والنجوم، يونانية. ثم يأتي بأسماء بعض النبات بالرومية، ويقول: ولا يحفظ لها أسماء بالفارسية، وينقل عن ديمقراطيس
Democraus ، وأسطاطيوس
Eusrhathius ، وطابيردطيس، وأبرنيوسي، وبرورنس، وأساليوس، وأرسوس روراسطيلوس، وطرياسطوس، وأقسطانوس، وبرورايطوس، وفسيدوقسطوس
، وديمرسيدس ... إلخ، وهو 12 جزء، وكل جزء منقسم إلى أبواب، وكلها فيما يختص بالزراعة كما تقدم.
الفلاحة الأندلسية
ازدهت الأندلس بالزراعة والفلاحة في عهد العرب، ازدهاء بديعا ضربت به الأمثال، وسار ذكره في الآفاق، مما لا يجهله مطلع على تاريخ هذه البلاد، ولا شك أن استعداد أرضها، واعتدال مناخها، وكثرة أنهارها، كان كل ذلك العامل الأكبر في صلاح هذه البلاد السعيدة، ونجاح العرب في استثمارها، واستغلال أرضها، ولقد كتب العرب كثيرا في فلاحة الأندلس، بعد أن اطلعوا على فلاحة البلدان الأخرى، المشتهرة بالفلاحة، فإنهم نقلوا كثيرا من كتب اليونان، والرومان، ودرسوا الفلاحة الشرقية، ويشاهد ذلك كثيرا في كتبهم، فإنهم نقلوا عن جالينوس، وتاوفرسطس، وأرسطاطاليس، وأناطوليوس، وقسطوس، وكسينوس، وديمقراطيس، وشولون، وغيرهم كثيرون من فلاحي اليونان؛ ونقلوا من الشرق العربي عن الرازي، وإسحاق بن سليمان، وثابت بن قرة، وأبي حنيفة الدينوري، وغيرهم؛ ونقلوا الفلاحة النبطية عن كثير من حكمائها، كعقوثامي، وضغريت، وينبوشاذ، وأخنوخا، وماسي، وطامثري، وغيرهم.
واشتهر من فلاحي الأندلس وعلمائها كثيرون، كالشيخ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن الأفضل الأندلسي، والشيخ الحكيم أبي الخير الأشبيلي، والحاج الغرناطي، وابن أبي الجواد، وابن أسعد، والإمام أبي عمر بن حجاج.
وآخر من اشتهر من هؤلاء بالفلاحة في الأندلس، الشيخ الفاضل أبو زكريا يحيى بن محمد ابن أحمد بن العوام الأشبيلي، وهو من أهل القرن السادس الهجري. عاش في أواخره تقريبا، فإن ابن العوام نقل عن الحاج الغرناطي الذي كان في الحياة سنة 553ه. ألف ابن العوام كتابه الموسوم بكتاب الفلاحة، نقل فيه عن اليونان والرومان وعن النبط وعن حكماء المشرق وهم كما قدمنا، وكتابه هذا هو البقية الباقية من ذلك التراث العظيم الذي خلفه حكماء الأندلس، ويتكون هذا المؤلف من جزءين وفيهما 35 بابا، لكل باب موضوع خاص، بالفلاحة، وهي كما يأتي: (1)
في معرفة الأرض الطيب، والوسط، والدون. (2)
في ذكر الزبول
Angrais ، وأنواعها، وتدبيرها، ومنافعها ووجه استعمالها. (3)
في ذكر أنواع المياه المستعملة في سقي الأشجار، والخضر، واستنباط المياه. (4)
في اتخاذ البساتين وترتيب غراسة الأشجار فيها. (5)
في اتخاذ الأشجار، ومعرفة أوقات غراسها، وغراسة حبوب ثمارها. (6)
في صفة العمل في غراسة الأشجار المطعمة، والأبقال المدركة، واختيار أوقات الزراعات ، والغراسات، وقطع القضبان
Greffe ، والأنشاب، والقطف، وقطع الخشب. (7)
في تسمية الأشجار
Nomenclature . (8)
في تركيب الأشجار المؤتلفة، المتفقة بعضها في بعض، وفيه التركيب الرومي، والفارسي، واليوناني، والتركيب الأعمى
Al’aveugle . (9)
في صفة العمل في تقليم الأشجار، ووقت ذلك. (10)
كيفية العمل في عمارة الأرض المغترسة على حسب ما يصلح بها، ووقت ذلك واختياره. (11)
تزبيل الأرض، والأشجار المغروسة، وغير المغروسة، وما يوافق كل نوع منها من الذبول. (12)
صفة العمل في سقي الأشجار والخضر بالماء. (13)
تذكير الأشجار
Fecondation artificielle . (14)
علاج الأشجار والخضر من الأدواء والأمراض. (15)
في ملح مستظرفة تعمل في بعض الأشجار والخضر
ingenieuse qu’ on execute sur certains arbred ، من ذلك: دس الطيب، والحلاوة، والترياق، ولبوب الفاكهة الحلوة، والأدوية المسهلة في الأشجار المطعمة، ليؤدي ثمرها مطعم، ذلك وفوحه قوته، وصفة عمل يصير به لون الورد الأصفر، ولا زورديا، وتدبير في الورد حتى يورد في غير أيامه، وتدبير التفاح حتى يثمر في غير أيامه، وكيف يتحيل في التفاح حتى يحدث فيه كتابة، وتصوير، وصفة عمل في ثمر السفرجل، والكمثري، والتفاح والبطيخ، والقثاء، حتى تتشكل الحبة منها بأي شكل أحببت، وصفات في العنب يطول به حبه، ويصير عنقوده كأنه حبة واحدة، ويكون عنقوده فيه حب ذو ألوان مختلفة، وكيفية تدبير غرس العنب حتى يكون حبه دون نوى ... إلخ. (16)
في صفة العمل في اختزان الحبوب
Condervation ، والفواكه الغضة واليابسة، واختزان التين غضا، ويابسا، واختزان الفاكهة والبر والشعير، والعدس، والفول، والدقيق، وتخليل بعض الخضر، واختزانها، لتؤكل في غير أيامها. (17)
وهو أول السفر الثاني كيفية عمل القليب
le labour ، ووقته ومنفعته، وإصلاح الأرض بعد كلالها به. (18)
فيما يريح الأرض، ويصلحها من الحبوب، والقطاني إذا زرعت فيها، وفي اختيار البذور، والزرايع، ومعرفة الجيد منها، ليعلم الثابت السالم من الذي أصابه منها آفة وفسد. (19)
في معرفة وقت الزراعة، وكيفية العمل فيها، وما يبكر بزراعته من البذور وما يؤخر منها. (20)
في صفة العمل في زراعة الأرز، والذرة، والدخن، والعدس، والجليان، واللوبيا، سقيا وبعلا. (21)
في صفة العمل في زراعة القطاني سقيا وبعلا، مثل: الفول، والحمص، والترمس، والحلبة، والكرسنة، والقرطم، ووقت ذلك. (22)
في زراعة الكتان، والقنب، والقطن، وبصل الزعفران ، والحنة والفوه ... إلخ. (23)
في اتخاذ المباقل واختيار أرضها، وكيفية العمل في زراعتها، والقول على مفرداتها مثل: الخس، والسريس البستاني، والرجله والإسفاناخ، والقطف، والكرنب، والقرنبيط، والسلق ... إلخ، ووقت زراعتها. (24)
في زراعة البقول ذوات الأصول وذلك، كالسلجم، والجزر، والفجل، والبصل، والثوم، والكراث، والإشقاقل، والقلقاس. (25)
في زراعة القثاء، والبطيخ، والدلاع، والخيار، والقرع، والباذنجان، ووقت ذلك ومعرفة أرضه. (26)
في زراعة المنابت ذوات البذور المستعملة في الأطعمة، وفي بعض الأدوية مثل: الكمون، والكراويا، والشونيز، والحرف، والآنيسون ، والكزبرة، والرازيانج البستاني، والبري، والخردل، والأندراسيون
، والقردمانا، ووقت ذلك ومعرفة أرضه. (27)
في زراعة الأحباق والرياحين من ذلك: الخيري، والسوسن، والنيلوفر، والبهار
Buphthalme ، والنرجس، والآذريون، والنسرين، والبنفسج، والترنجان
Gitronelle ، والنعنع، والمردقوش، والمرو
Orlganum maru ، والحبق، والخومي ... إلخ، ووقت ذلك، ومعرفة أرضه. (28)
زراعة أنواع من النبات تتخذ في الجنات
Jardins
وتصرف في وجوه مختلفات من ذلك: الماميثا
Chelidoine glauque ، والقنارية
Le cardon ، والفيجن
Ruedes jardins ، والكرفس، والنيل، والزعتر، والراسن
Aunee ، والسطرية
Sariette ، والأفسنين، والحرمل والهليون، والكبر، والسماق، والشبث، والشاهترج
Fumeterre ، والخزامى، ولسان الحمل، والبنج، واليدرة
Hiedra ، والإيرس ... إلخ. (29)
في تقدير الزرايع، ومعرفة وقت الحصاد، واختيار مواضع البيادر، وكيفية العمل في اختزان الفواكه والحبوب. (30)
باب جامع يتضمن اختبارات، منها: اختبار مواضع النبات، ووقت قطع الخشب لذلك، ولمعاصر الزيت، وكيفية تحصين الكروم، والجنان بغير حائط، وصفة المجرد الذي يعدل به الأرض، وصفات في طرد السباع، والحشرات ... إلخ. (31)
في فلاحة الحيوان، من ذلك: اتخاذ البقر، والضأن، والماعز، ذكرانها وإناثها، واختيار الجيد منها، ومعرفة وقت إنزاء فحولها عليها ومدة حملها، وقدر أعمارها. (32)
في اتخاذ الخيل، والبغال والحمير، والإبل ذكرانها وإناثها للقنية
للركوب، والاستعمال في أعمال الفلاحة، واختيار الجيد منها، وما يصلح لها من العلف وقدره، وتضميرها، وإعدادها للسباق. (33)
في علاج بعض علل الدواب وأدوائها بالأدوية المسهلة الموجودة، وذكر العلامات الدالة على تلك العلل. (34)
في الحيوان الطائر المتخذ في البيوت، وفي البساتين والضياع والجمال، مثل: الحمام، والأوز، والبرك
Canard ، والطواويس، والدجاج، والنحل المعسل، ومعرفة الجيد منها، وسياستها وتدبيرها. (35)
في اقتناء الكلاب المباح اتخاذها للصيد والزرع والماشية، ومعرفة جيدها، وسياستها، وعلاج أدوائها.
ومن المصنفات التي وضعت في علم الفلاحة: (1) كتاب الفلاحة المنتجة
في إصلاح الأراضي والزروع، وغرس الأشجار وتدبيرها، وعلاج أدواتها، وصرف المهالك عنها، وذكر ما فيها من المنافع والمضار لأبناء البشر، وتركيب الشجر، وأكل الثمار وتجويدها، وغير ذلك، من المنافع والخواص، وذكر الأزمنة، والفصول الأربعة، تأليف طيبغا الجركسي التمادتمري.
قال ضمن خطبته في كتابه ...: «ولما وقفت على فلاحة ابن وحشية، وفلاحة الروم، وغير ذلك وزرعت وغرست، وجربت، اطلعت على منافع وعجائب وغرائب لا ينبغي لعاقل أن يفرط في مثلها، فأردت أن أحرر لنفسي ولمن شاء الله؛ مختصرا يحتوي على ما يحتاج إليه من له رغبة وعناية بهذه الصناعة؛ التي هي أفضل الصنائع ... ثم قال: وقد رتبته على مقدمة وأبواب: باب الأرض المختارة للزراعة، والشروط التي تتوفر لصلاحها والأرض الفاسدة، وكيفية استصلاحها، وباب الماء، وقد أفرد أنواعه، فتكلم عن الماء الجاري، وماء العين، وماء البئر والمطر، وماء الثلج، والماء الراكد، وماء النيل وخصوصا العكر في أيام زيادته.
وباب الهواء تكلم فيه عن فائدة الهواء للحيوان، والنبات، وباب أوقات الغرس والزراعة على الشهور الشمسية، وعن الشهور القبطية في مصر، وما يختص بها من الزرع، والنبات، وهو فصل طويل تكلم فيه على زراعة الزيتون، وذكر تركيب الأترنج عليه، وقال: إنه ينجب أترنجا لطيفا على شكل الزيتون، ولونه بين الحمرة، والصفرة، ثم تكلم على النخل، وكيفية زرعه ولقاحه، ثم تكلم عن الرمان، كيف يحتال في الرمان حتى يكون بلا نوى مليسيا، وتكلم عن التفاح، والسفرجل، والكمثري، والمشمش، والخوخ، واللوز، والتين، والجميز، والجوز، والبندق، والفستق، والأترنج، والليمون، والنارنج، والآس، والخروع، والغار، والعناب، والسبستان، والخروب، والسدر، والموز، والمليس، والسرو، والأثل، وأمير باريس، والأجاص، والبرقوق، والخيارشنبر، والشوكة المصرية، وأم غيلان (هو البري)، والسنديان، والشاه بلوط والقرو، والبنفسج، وأنواع الورد، وتوصله إلى إنجاب الورد الأسود، والورد الأزرق، والنوفر، والنرجس، والياسمين، والزئبق، وأنواع الرياحين، والسوسن، والخطمي وأنواعها، والأقحوان وأنواعه، والنعنع.
وباب في تركيب الشجر، وهو تطعيم الشجر بعضه ببعض.
ومن الكتب القيمة في الفلاحة أيضا كتاب: (1-1) بغية الفلاحين في الأشجار المثمرة والرياحين
تصنيف السلطان المعظم الجامع بين فضيلتي السيف والقلم، العباس ابن علي بن داود الغساني بن يوسف بن عمر بن علي ابن رسول، واسم رسول محمد بن إبراهيم (وسمي رسول، لأنه كان يرسله الخليفة العباسي إلى الملوك برسائل يؤديها بلسانه، ويأتي بجوابها على لسانه، من غير كتاب، وأطلق عليه رسول الخليفة).
قال مؤلفه: إنه تشجع في تأليف هذا الكتاب بعد مطالعة الكتب المدونة في الفلاحة وزراعة الأشجار المثمرة والحبوب والرياحين والبقول، ومن تلك الكتب: كتاب جده الموسوم بملح الملاحة في معرفة الفلاحة، وكتاب والده الموسوم بالإشارة في العمارة، وكتاب الفلاحة الرومية والفلاحة النبطية، ووضع على حكم اصطلاح أهل المعرفة في اليمن وجعله مشتملا على مقدمة وأبواب وخاتمة، والأبواب عدتها 17 بابا في: الأرض والسماء، والمياه، وأوقات الفلاحة، والزراعات، والقطاني، والبقول، والخضروات، والبزور، والرياحين، والأشجار المثمرة، وتركيب الأشجار والخواص، ودفع الآفات، وفي منافع الحبوب والثمار والرياحين.
وبالجملة، فإن هذا الكتاب جعله مؤلفه مطابقا لأحوال اليمن خاصة وذكر كثيرا من الأسماء الخاصة بأهل اليمن المعروفة عندهم. (2) كتاب الفلاحة
لشيخ مشايخ الإسلام الشيخ رضى الدين بن رضى الدين الغزي القرشي، سماه مؤلفه: جامع فرائد الملاحة في جوامع فوائد الفلاحة.
رتبه على ثمانية أبواب:
الباب الأول:
في الأرض ومعرفة أنواعها ... إلخ.
الباب الثاني:
في السقي، وحفر السواقي، والآبار، واستنباط المياه.
الباب الثالث:
في الأشجار، والغرس، والتقليم، والتشجير، والكسح.
الباب الرابع:
في التراكيب وأنواعها، والأشجار المتحابة، والمتنافرة، والمتوافقة والمتضادة، وتشكيل الفواكه.
الباب الخامس:
في الحبوب المقتاتة، والبزور، واختيارها، وزرعها وحصادها.
الباب السادس:
في أصناف الرياحين، والأحباق، والزهور ونحوها.
الباب السابع:
في طلاسم ودخن، وخواص وملح، ومعرفة الأيام، والشهور، والفصول، وأموال السنة.
الباب الثامن:
في ادخار الحبوب والبذور، والفواكه اليابسة، والطرية، والقطاني، وبعض الخضروات، والعصير، والخل، والمخللات، والملوحات، والخمير، وماء الورد، ونحو ذلك.
والمؤلف ينقل عن جالينوس، وعن ابن وحشية، والرازي، وابن جزلة، وابن زهر، وأرسطاطاليس، وحنين، والإسرائيلي، وابن العوام.
وجاء في هذا الكتاب عن القنب وهو الشهدانج ما يأتي:
إن ورق الشهدانج المعفن عندما يبرز، وهو الذي يسمى بالحشيشة، والغبيراء، والحيدرية، والقلندرية. قال الزركشي: الأطباء يسمونها الهندي، وقيل: ظهورها كان على يد حيدر في سنة 505ه تقريبا، وذلك أنه خرج هائما ليفر من أصحابه، فمر على هذه الحشيشة فرأى أغصانها تتحرك من غير هواء، فقال في نفسه: هذا لسر فيها، فاقتطف منها وأكل، فلما رجع إليهم أعلمهم، أنه رأى فيها سرا وأمرهم بأكلها، وقيل: ظهرت على يد أحمد المسارجي القلندي، وقال ابن تيمية: ظهرت في المائة السادسة، وأول المائة السابعة حين ظهرت دولة التتار، فكانت سرا داخلا على بلاد العجم، ثم انتقلت إلى بغداد، ولها مضار كثيرة نحو المائة وعشرين مضرة، هذا كلام الزركشي.
والكتاب عبارة عن قسمين على وجه التقريب: القسم الأول في الزراعة، والقسم الثاني في المفردات.
ومن كتب الفلاحة كتاب: (2-1) مفتاح الراحة في علم الفلاحة
مؤلفه مجهول، وهو لا يخرج عن سائر كتب الفلاحة التي تقدمت، نقل عن ابن وحشية، وابن بصال، وعن أبي حنيفة الدينوري، وعبد اللطيف البغدادي، وأبوابه ومقدمته في إمكان نقل بعض المولودات:
الباب الأول:
في كيفية كون النبات.
الباب الثاني:
فيما يوافق النبات من الأرض والسرجين.
الباب الثالث:
في فلاحة الحبوب والقطاني.
الباب الرابع:
في فلاحة البقول.
الباب الخامس:
في ملاحظة النبات الذي لثمره قشر.
الباب السادس:
في فلاحة النبات ذي النوى.
الباب السابع:
في فلاحة النبات الذي لا قشر لثمره.
الباب الثامن:
في فلاحة أنواع الرياحين.
الباب التاسع:
في ذكر أشجار الا ...
الباب العاشر:
في ملح وأشعار ولسان حال الأزهار.
الباب الرابع
النبات عند جغرافي العرب وروادهم
لم يكن اهتمام العرب بعلم النبات قاصرا على اللغويين والأطباء والصيادلة، بل قد تناوله الجغرافيون والرواد بالبحث والتنقيب في رحلهم ومصنفاتهم، فكتب الذين طافوا منهم البلاد، وارتادوا البقاع ما شاهدوه بأنفسهم من النبات في مختلف البقاع والبلدان، ودونوه في كتبهم، بل منهم من اختص بالكتابة في النبات على حدة، كالإدريسي، والقزويني، وعبد اللطيف البغدادي، والوطواط ... وغيرهم كثير.
النبات في رحلات جغرافي العرب
وإنا لنجتزئ عن التطويل بترجمة بعض هؤلاء الذين صنفوا في النبات، وذكر شيء مما نقلوه في مصنفاتهم: (1) ابن واضح اليعقوبي
Ibn Wadeh AL-Yaaqobi (ت 292ه/905م)
هو أحمد بن أبي يعقوب بن واضح اليعقوبي، جده من موالي المنصور، هو أول جغرافي ذكر النبات في كتبه، كان رحالة يحب الأسفار، ساح في بلاد الإسلام شرقا وغربا، ودخل أرمينية سنة 260ه، ثم الهند، وعاد إلى مصر وبلاد العرب، ألف في رحلاته كتاب البلدان، وذكر فيه من نبات مصر اللبخ، وتوفي سنة 278ه. (2) ابن رستة
Ibn Rusta (ت نحو 300ه/912م)
أبو علي أحمد بن عمر بن رستة، ألف كتاب الأعلاق النفيسة سنة 290ه في أصبهان في سبعة مجلدات، وذكر في كلامه عن مصر النخيل، والموز، والجميز. (3) ابن فضلان
Ibn Fodlan (ت بعد 310ه/922م)
هو أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد، مولى محمد بن سليمان، أنفذه المقتدر بالله العباسي سنة 309ه إلى ملك الصقالبة وبلدهم بلغار، وكتب رسالة ذكر فيها ما شاهده منذ انفصل من بغداد إلى أن عاد إليها، قال: ولهم تفاح أخضر شديد الحموضة، تأكله الجواري فيسمن، وليس في بلدهم أكثر من البندق، وقال: رأيت لهم شجرا لا أدري ما هو مفرط الطول، وساقه أجرد من الورق، ورءوسه كرءوس النخل، له خوص دقاق إلا أنه مجتمع، يعمدون إلى موضع من ساق هذه الشجرة، يعرفونه فينقبونه ويجعلون تحته إناء، يجري إليه من ذلك الثقب ماء أطيب من العسل، وإن أكثر الإنسان من شربه أسكره كما تسكر الخمر.
وهذه الرسالة مطبوعة ببطرسبرج سنة 1833م مع ترجمة روسية. (4) الهمداني
AL-Hamdany (280-334ه/893-945م)
هو أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود الهمداني، من قبيلة همدان باليمن المعروف ب (ابن الحائك)، توفي بسجن صنعاء سنة 334ه، وخلف عدة مؤلفات في الفلك، والطبيعيات، والجغرافيا وغيرها.
ومن مصنفاته: (1)
كتاب الأكليل في أنساب حمير وأيام ملوكها. (2)
كتاب سائر الحكمة، والمسالك، والممالك. (3)
كتاب صفة جزيرة العرب ... وغيرها.
وقد ذكر الهمداني في كتاب صفة جزيرة العرب، أن من نبات جنوب بلاد العرب: الأعناب، والورس، والحامض، والممزوج، والمليس، والسفرجل، والأجاص، والمشمس، والتفاح الحلو والحامض، والخوخ الحميري والفارسي والهندي، والجوز الفرك، واللوز الفرك، والكمثري، وبها الورد والباقلا الأخضر، وجميع أصناف البقول، وجميع أصناف الحبوب. ثم ذكر من نبات جزيرة العرب نحو سبعين اسما. (5) أبو عبيد البكري
Abu Obayed EL-Bakri (ت 487ه/1094م)
هو عبد الله بن عبد العزيز البكري، وقد تقدم ذكره في أهل الأندلس، وله كتاب أعيان النبات والشجيرات الأندلسية. (6) الشريف الإدريسي
AL-Adrisy (493-560ه/1100-1165م)
هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الصقلي، وقد تقدم ذكره ضمن علماء الأندلس، وله كتاب الأدوية المفردة، وكتاب الجامع لصفات أشتات النبات، وهو موجود مخطوطا بمكاتب إستانبول، وقد تقدم الكلام عليه وشرحه. (7) السائح الهروي
AL-Harawy (ت 611ه/1215م)
هو أبو الحسن علي بن أبي بكر بن علي الهروي الأصل، ولد في الموصل، وطاف البلاد ونزل حلب، وله كتاب «الإشارات إلى معرفة الزيارات»، وهو بالمكتبة الملكية باسم «رحلة أبي الحسن»، وله «التذكرة الهروية في الحيل الحربية»، وتوفي سنة 611ه/1215م. (8) القزويني
AL-Kozwiny (605-682ه/1208-1283م)
هو زكريا بن محمد بن محمود القزويني، يرجع نسبه إلى أنس بن مالك، ولد في قزوين سنة 605ه/1208م، ودخل إلى الشام والعراق وتعرف إلى ابن عربي.
وتولى قضاء واسط والحلة في أيام المستعصم العباسي، وسقطت بغداد في يد المغول وهو في ذلك المنصب، وتوفي سنة 682ه/1283م، وصنف كتبا كثيرة، منها: «عجائب المخلوقات في الفلك والجغرافيا والطبيعة عند العرب» قسم فيه المخلوقات إلى قسمين: العلويات: يعني السماء وما فيها، وهو علم الفلك، والسفليات: وهي الأرض وما عليها من حيوان، ونبات، وجماد، ورتب النبات فيها إلى قسمين: القسم الأول في الشجر، وهو كل نبات له ساق، والقسم الثاني، وهو النجوم، والنجم كل نبت ليس له ساق صلب مرتفع. ثم شرح الأشجار، والنجوم مرتبة على حروف المعجم، وله أيضا «آثار البلاد وأخبار العباد»، «وخطط مصر»، والكتاب الأول طبع مرارا في أوربا وفي مصر، وترجم إلى عدة لغات. (9) جمال الدين الوطواط
AL-Watwat (632-718ه/1235-1318م)
هو محمد بن إبراهيم بن يحيى بن علي الأنصاري جمال الدين الكتبي الوراق، ولد سنة 632ه، وهو من خيرة العلماء في كثير من الفنون الأدبية وغيرها، وله تصانيف كثيرة منها: «غرر النقائص الفاضحة»، و«غرر الخصائص الواضحة» أو «العرر والغرر»، ومجمودة رسائل، وكتاب «مباهج الفكر ومناهج العبر»، وهو في أربعة أجزاء: الأول في السماء أو الفلك وتوابعه، والثاني في الأرض وما عليها، أي في الجغرافية، والثالث في الحيوان، والرابع في النبات، وهذا الجزء يتضمن النبات وما يوافقه من الأرضين، وفلاحه الحبوب، والقطاني وأصناف البقول، وسائر أنواع النبات، وتوفي سنة 718ه/1318م. (10) النويري
AL-Nowayri (677-733ه/1278-1333م)
هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب بن محمود بن عبد الدائم البكري النويري الشافعي، أحد رجال الملك الناصر محمد بن قلاون، نسبته إلى نويرة (إحدى قرى بني سويف)، ومولده بقوص سنة 677ه/1278م، وتقلب في الخدم الديوانية، وتولى المناصب العالية، وتوفي سنة 732ه، وله من الكتب: «نهاية الأرب في فنون الأدب»، وهو كتاب ضخم اشتمل على علوم كثيرة، قسمه إلى خمسة فنون، وكل فن إلى خمسة أبواب.
الفن الرابع منه في النبات على اختلاف أشكاله وأقداره، وأنواع الطيب وغيرها، وهو النبات بفروعه. (11) عبد اللطيف البغدادي
Abd AL-Latef EL-Bagdadi (557-629ه/1162-1231م)
هو الشيخ الإمام موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي، وقد تقدم ذكره، وله من كتب النبات كثير فليراجع. (12) ابن فضل الله العمري
Ibn Fadl Allah AL-Omary (700-749ه/1301-1349م)
هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله بن يحيى ابن وعجان بن خليفة، ويتصل نسبه بعمر بن الخطاب. ولد بدمشق سنة 700ه/1301م، وتعلم فيها، وفي القاهرة والإسكندرية والحجاز، وتولى القضاء وغيره في القاهرة، ثم رحل إلى بلده، وتوفي بدمشق سنة 748ه، وكان إماما في الأدب والتاريخ والمسالك والبلدان، والإنشاء، وله مشاركة في سائر العلوم على اختلاف مواضيعها، وله كتب هامة أجلها كتاب «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار»، (وهو تحت الطبع بالقاهرة)، وهو كتاب كبير ينقسم إلى قسمين: الأول في الأرض، أي الجغرافيا وما يلحقها، والثاني في سكان الأرض من حيوان وجماد، وفي هذا القسم بحث في العلوم الطبيعية، كالمعادن، والحيوان، والنبات، توفي ابن فضل الله العمري سنة 749ه/1348م. (13) ابن بطوطة
Ibn Batota (703-779ه/1304-1377م)
هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي المعروف ب (ابن بطوطة)، رحالة كبير، ومؤرخ، ولد في طنجة سنة 703ه/1304م، ونشأ بها، وخرج من بلده سنة 725ه/1325م للحج، فطاف ببلاد: المغرب، ومصر، والشام، والحجاز، واليمن، والعراق، والبحرين، وفارسي، والهند، ثم إلى قبجاق، وبخاري، وأفغانستان، ثم إلى دهلي، ثم أنفذه السلطان تغلق في بعثة إلى الصين وبلاد التتر، واتصل بكثير من الملوك والأمراء والسلاطين، واستعان بهباتهم في كل أسفاره، ثم عاد إلى المغرب سنة 750ه/1339م، ورحل في السنة التالية إلى غرناطة، ثم إلى السودان سنة 752ه/1351م فدخل تمركتو وملي، وعاد إلى فارس، وأملى أخبار رحلته على محمد بن جزي، وأسمى رحلته هذه «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأقدار»، وطبعت رحلته بالعربية بمصر ومعها ترجمة فرنسية في فرنسا، وتوفي في مراكش سنة 779ه/1377م.
وقد ذكر ابن بطوطة كثيرا من النبات في كل بلد رحل إليها، فذكر مما رآه من نبات الهند القمح الذي لا مثيل له: الكذر
scrobuculatum ، والقال
Roth ، والشاماخ
، والماش
Max ، والمنج
، واللوبيا
Dolichos lubia ، والموت
Cyperus rotundus ، وهو مثل الكذر إلا أن حبوبه أصغر وهو علف للدواب.
وذكر القمح، والشعير، والعدس، والحمص، والأرز، وقال: إنهم يزرعون ثلاث مرات في السنة، والسمسم، وقصب السكر.
وذكر من الفاكهة: العنب
Iemanguier ، والشكي (Le jaeqier) Jack-frui ltree, Ortocarpus integrifoia;
والبركي بالهندية
Barki sehund,
، واسمه العلمي
Euphorbia tirucalli ، والتندو
Diospyros melanoxyulon Roxb ، وهو ثمر شجر الأبنوس وحباته في قدر حبات المشمش، ولونها، وهو شديد الحلاوة، والجمون
Eugenia jambosajambosa vulgarus ، ويشبه ثمر الزيتون الأجاص شديد الحلاوة وطعمه كطعم العنب الكسيرا
Scirpus Kyssor
وهي شديدة الحلاوة وتشبه القسطل، والفلفل، والنارجيل، والزنجبيل، والفوفل
Noixd’ arec ، والتنبول
Betel ، والقرفة، والبقم، والرمان يثمر مرتين، والأترج، والليمون، والقلقاس، والجاوي، والفرنفل
Giroflier ، والعود الهندي
Aloes ، وقصب الكافور
Benjoin ، واللبان والأفاوية
، وجوز الطيب
Noixde muscad ، والبسباسة، وجوز بوا (كلها واحد).
وذكر ابن بطوطة من نبات الجاوه ما لا يخرج عن نبات الهند، وذكر من نبات الصين: السكر، والقطن، والخروع، والسدر، وأم غيلان، والأعناب، والإجاص، والبطيخ العجيب، والقمح، والعدس، والحمص؛ ومن نبات خوارزم البطيخ الذي لا نظير له .
وذكر نبات جنوب بلاد العرب وثمارها، فمنها قطفار الموز، تزن الحبة منه 12 أوقية، طيب الطعم، شديد الحلاوة، وذكر التنبول، والنارجيل.
وذكر فاكهة الشام مثل: التين، والزيتون، والمشمش اللوزي، والبطيخ، والخروب.
وذكر من نبات إفريقية (السوان والنيجر) الكثير منها: الغرني، وهو ثمر كالأجاص شديد الحلاوة، والقوني يشبه الخردل، ويعمل منه الككسو، والقافي شيء يشبه القلقاس. (14) عبد الرحمن بن داود الأندلسي
Ibn Dawood AL-Andalosy (782-856ه/1380-1452م)
له «نزهة النفوس والأفكار في معرفة النبات والأحجار»، فيه وصف علمي، ومنه نسخة بالخزانة التيمورية كتبت سنة 848ه. (15) سراج الدين بن الوردي
Ibn AL-Wardy (691-749ه/1292-1349م)
هو سراج الدين أبو حفص عمر بن مظفر بن محمد بن عمر بن أبي الفوارس بن الوردي القرشي البكري، ولد في معرة النعمان سنة 749ه/1348م، وقيل: سنة 750ه، وتوفي بحلب، وله كتب كثيرة منها: «خريدة العجائب وفريدة الغرائب» في الجغرافيا، ذكر فيه ابن الوردي نبات المغرب الأقصى، كقصب السكر الذي ليس على وجه الأرض مثله طولا وغلظا، فطول العود الواحد يزيد على عشرة أشبار في الغالب، ودوره شبر، وحلاوته لا يعادلها شيء، ورأى رطبا أخضر اللون، حسن المنظر، أحلى من الشهد، ونواه في غاية الصغر، وذكر: التين، والزيتون، ورأى الزعفران ببرقة والرمان، والرطب والعنب بالإسكندرية، وقصب السكر بالفيوم، وذكر بعض نبات الصين كالراوند
Rheum verum ، والأرز
، والموز وقصب السكر، والنارجيل، والشكي والبركي
Le jacquier
تطرح ثمرا طول الثمرة أربعة أشبار مدورة كالمخروط، وله قشر أحمر وهو لذيذ الطعم، وفي جوف تلك الثمرة حب مثل الشاهبلوط يشوى في النار، ويؤكل، فيوجد فيه طعم التفاح، وطعم الكمثري.
أهم المصادر والمراجع
م
اللقب
سنة الوفاة
اسم الكتاب
1
الأصمعي
215 ه (عبد الملك بن قريب): الأصمعيات (مصر 1375ه/1955م).
2
ابن السكيت
244ه
إصلاح المنطق.
3
الأزرقي
244ه
أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار (ط مكة 1352-1357ه).
4
الجاحظ
255ه (عمر بن بحر بن محبوب الكناني): البيان والتبيين، تحقيق/ عبد السلام هارون (1367ه).
5
محمد بن داود
296ه
الورقة (مصر 1372ه/1953م).
6
الطبري
310ه (محمد بن جرير): تاريخ الأمم والملوك (الاستقامة، مصر 1935م)
7
ابن دريد
321ه
جمهرة اللغة.
8
ابن الأنباري
328ه
المزهر.
9
المسعودي
346ه
مروج.
10
عبد الواحد اللغوي
350ه
مراتب النحاة (مصر 1375ه).
11
الأصفهاني
356ه (أبو الفرج): الأغاني (دار الكتب المصرية).
12
أبو علي القالي
356ه
الأمالي (مصر1926م).
13
السيرافي
368ه (أبو سعيد): أخبار النحويين البصريين (معهد المباحث الشرقية بالجزائر 1936م).
14
ابن جلجل
372ه
طبقات الأطباء والحكماء (مصر 1955م).
15
الجوهري
393ه
تاج اللغة (مصر).
16
المرزوقي
421ه (أبو علي الأصفهاني): الأزمنة والأمكنة (حيدرآباد الدكن 1332ه).
17
الثعالبي
429ه
يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر (دمشق 1303ه).
18
أبو نعيم الأصفهاني
430ه
الحلية (مصر 1311ه).
19
ابن حزم
456ه (أبو علي محمد): جمهرة أنساب العرب (مصر 1948م).
20
البيهقي
458ه
تاريخ حكماء الإسلام (دمشق 1946م).
21
الخطيب
463ه
تاريخ بغداد (مصر 1349ه).
22
ابن عبد البر
463ه (يوسف بن عبد الله): الاستيعاب في أسماء الأصحاب.
23
حبان بن خلف
469ه
المقتبس (بيروت 1973م).
24
ابن أبي يعلي
526ه
طبقات الحنابلة (الفقي مصر 1371ه).
25
ابن الصيرفي
542ه (علي بن منجب): الإشارة إلى من نال الوزارة (مصر 1924م).
26
نشوان الحميري
573ه
الحور العين (مصر 1948م).
27
ابن بشكوال
578ه
الصلة.
28
ابن الجوزي
597ه (أبو الفرج): صفة الصفوة (حيدرآباد 1355ه).
29
ياقوت الحموي
626ه
إرشاد الأريب (مصر 1907م).
30
ابن الأثير
630ه
أسد الغابة (مصر 1280م).
31
القفطي
646ه (علي بن يوسف): إنباء الرواة على أنباه النحاة (دار الكتب المصرية 1369-1374ه).
32
القفطي
إخبار العلماء بأخبار الحكماء (مصر 1326ه).
33
ابن الأبار
658ه
الحلية السيراء.
34
ابن أبي أصيبعة
668ه (أحمد بن القاسم): عيون الأنباء (ط مكتبة الحياة، بيروت تحقيق نزار رياض).
35
القرطبي
671ه
الجامع لأحكام القرآن.
36
أبو الحسن الأندلسي
673ه
المغرب في محاسن المغرب (مصر 1953م).
37
ابن منظور
711ه
لسان العرب (بولاق، دار المعارف).
38
اليماني
743ه (عبد الباقي عبد المجيد): إشارة التعيين، تحقيق د. عبد المجيد دياب سنة 1406ه.
39
الذهبي
746ه
تاريخ الإسلام (طبعة مصر)، تذكرة الحفاظ (حيدرآباد 1323ه).
40
ابن الوردي
749ه (عمر بن المظفر): تاريخ ابن الوردي (تتمة المختصر في أخبار البشر 1285ه).
41
الصفدي
764ه
نكت الهميان في نكت العميان (مصر 1329ه)، الوافي بالوفيات (إستانبول 1931م ).
42
اليافعي
768ه
مرآة الجنان.
43
ابن كثير
774ه
البداية والنهاية.
44
القرشي
775ه (عبد القادر محمد): الجواهر المضية في طبقات الحنفية، حيدرآباد).
45
ابن الخطيب
776ه
الإحاطة (مصر 1319ه).
46
ابن خلدون
780ه (يحيى بن محمد): بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، ط الجزائر سنة 1903م.
47
الخزرجي
812ه (علي بن الحسين): العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية (ط مصر 1329-1911م).
48
ابن الجزري
833ه (شمس الدين أبو الخير): غاية النهاية في طبقات القراء (ط مصر 1951م).
49
الدلجي
838ه
الفلاكة والمفلوكون (مصر 1322ه).
50
ابن قاضي شهبة
851ه (أبو بكر بن أحمد الأسدي): الإعلام بتاريخ الإسلام.
تاريخ ابن قاضي شهبة.
طبقات الشافعية.
51
ابن حجر
852ه (علي بن أحمد): تهذيب التهذيب: حيدرآباد 1325-1327ه.
52
السخاوي
902ه
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (ط مصر 1353-1355ه).
53
السيوطي
911ه (جلال الدين): بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة (ط مصر 1326ه).
54
الخزرجي
923ه (أحمد بن عبد الله): خلاصة تهذيب الكمال في أسماء الرجال (مصر 1322ه).
55
النعمي
927ه (عبد القادر الدمشقي): الدارس في تاريخ المدارس، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق 1356ه/1937م.
56
طاش كبرى زاده
962ه (أحمد بن مصطفى): مفتاح السعادة مصباح السيادة (ط حيدرآباد 1329ه).
57
النهرواني
979ه (قطب الدين الحنفي): الإعلام بأعلام بلد الله الحرام (ط مصر 1305ه).
58
حاجي خليفة
1067ه (مصطفى عبد الله): كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (مصر سنة 1941م).
59
الزبيدي
1205ه (محمد بن محمد مرتضى الحسيني): إتحاف السادة المتقين.
تاج العروس من جواهر القاموس، مصر سنة 1306-1307ه، وطبعة حكومة الكويت سنة 1989م.
60
الشوكاني
1250ه (محمد بن علي): البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (ط مصر 1348ه).
61
اليمني
1250ه أو 1256ه (أحمد بن محمد الشرواني): حديقة الأفراح لإزالة الأتراح (ط بولاق 1882ه).
62
القنوجي
1307ه (صديق حسن خان): أبجد العلوم (ط في بهوبال 1295ه).
البلغة في أصول اللغة (ط الأستانة 1296ه).
63
جرجي زيدان
1332ه
تاريخ آداب العرب (ط مصر 1911-1914م).
64
إسماعيل البغدادي
1339ه
هدية العارفين في أسماء المؤلفين، وآثار المصنفين سنة 1951-1955م.
65
ابن عيسى
1343ه (إبراهيم بن صالح): عقد الدرر فيما وقع في نجد من الحوادث في آخر ق 13،14 (ط دمشق 1372ه/1953م).
66
الرافعي
1356ه (مصطفى صادق): تاريخ الأدب العربي (ط مصر 1330-1332ه).
67
د. أحمد عيسى
1365ه
معجم الأطباء، ط دار الرائد العربي، بيروت - لبنان سنة 1942م.
68
شكيب أرسلان
1366ه
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية، ط مصر سنة 1355ه وما بعدها.
69
زكي محمد حسن
1366ه
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى (ط مصر 1945م).
70
المراكشي
1387ه (عباس بن إبراهيم): الإعلام بمن حل حل مراكش من الأعلام، فاس سنة 1936م.
المراجع الإفرنجية
Brockelman, Carl : Geschischte der Arabischen Litteralure; Berlin 1898.
Lederc : Histoire de la medecine arabe. Paris 1876.
Meyer, E. Geckischte der Botanik : Konigsberg 1856.
Renan, Frnest : L’agricalture nabateenn Paris 1860.
Sprengel, Kurt : Histoir de la medecine, Paris 1815.
Steinschneider : Die europaischen uberzerzungen ausdem arabischen, Wien 1904.
Wenrich : (Goliannis Georgius) de auctorum graecorum versionibus et commentariurs Syriacis, Arbicis, Armeniacis, Persicisque commentario. Lipsiae 1842.
Wustenfeld : Geschishte der arabischen aerzte und nalurforscher Gottingen 1840. --- die arabische Werke in das Lateinische. Gottinagen 1877.
Zenker, J. I. bibliotheca orientalis : Leipzig 1846.
Unknown page