75

هذا والحدمة (1) محرقة، والحطمة مستغرقة، (والأعضاد تنصف، والأعضاء تقصف، والصدور تشهق) (2)، والنفوس تزهق، والهام بشادخ الصخر تحصب، والدوائب بقاني الدم تخضب. واحتبست القلعة بمن فيها من الخلق، ورجوا أن يخرجوا عن حكم أهل البلد في القتل والرق، وجاءهم ملك أرغون فوعدهم بالإحسان، وكتب لهم بالأمان، واشترطوا النفقة عليهم حتى يظعنوا بسلام، ويلحقوا ببلد الإسلام.

ثم تؤول عليهم في الإيمان، وبيعوا بسوق الهوان، وجمع الأسارى فامتلأت بهم الأرض، وكأنما جمعهم العرض، مولهون حيارى، سكارى وما هم بسكارى (3)، والنساء في أيديهن الأطفال، والرجال في أعناقهم الحبال، فمن كبير يحرم القوت ولا يرحم (4)، وصغير (5) يستطعم أمه وأين المطعم، وفعل الحال للماضي ينسي، والبطون على الطوى تصبح وتمسي (6)، والحياة كلا حياة، وذوات النعمة عدن ذاويات.

Page 134