76

وكان جمد البرد على نقيض وقدة الحزن، وكانون الثاني يثني على غير الكن (1)، وليس على القوم إلا ما يواري، وقد كبا الزند الواري، وتفقأت القلع السواري، فجاءهم من الأجل ما كانوا يريدون، ومات منهم في تلك الأيام مثل من قتل أو يزيدون (2).

وقيل إن القتلى حين جمدت بسفك دمائها الصيبة، وأنتنت جثثها/ 47/ بفقد أرواحها الطيبة، جمع النصارى من القسيسين أكبرهم، وذكرهم بنعمة الله التي ليست في الآخرة تذكرهم، وشرع من عند نفسه ما يقضي العجب من قائله، وقال من أخرج من البلد قتيلا فله مثل أجر قاتله، وأمر الملك بإحصائهم فبلغوا أربعة وعشرين ألفا، قتلوا على دم واحد رضا (3) وحطما وقصفا.

Page 135