210

Tarikh Mawsil

Genres

ردون الموصل] قاتلوه قتالا شديدا، وهزمهم عامر، فلما قدم فلهم على شيبان اشار عليه سليمان بالارتحال عن الموصل، واعلمه أنه لا مقام له بها إذ قد جاءه عامر بن ضبارة من خلفهم، ويركبهم مروان من بين أيديهم، فارتحلوا وأخذوا على حلوان (2) [إلى الأهواز وفارس)(3) فذكر محمد بن المعافى عن أبيه عن جده - وحدثنى محمد بن إسحاق عن أشياخ من أشياخ الموصل قالوا: فأوقدوا النيران بالليل وتركرا فساطيطهم، واتخذ شيبان وأصحابه الليل جملا (4) ومروان لا يعلم بشى من ذلك، فعبأ مروان خيله كما كان يعبنها لقتال شيبان وأهل الموصل، وبكروا على الحرب، فلم يروا حدا يخرج إليهم، فرافوا عسكر شيبان فوجدوه خاليا من الرجال ليس فيه أحد، فأتوا مروان بخبره، وقطع أهل الموصل الجسر لئلا يعبر ويدخل المدينة فرحل مروان حتى اتى موضعا من دجلة أسفل الموصل، فعبر فيه إلى ناحية واحاط بالمدينة فصبح أهلها ، ونزل مروان وأمن أهل الموصل، ودخل حماما يعرف بالجدالين وبأمير المؤمنين وذكروا أنه تغدى عند جد أبان بن سفيان المحدث التغلبى بالموصل وقال : مدينة بناها بى ما كنت لأوذى أملها، ففتحوا له أبواب المدينة، فدخلها مروان وأصحابه- والالفاظ مختلفة بالخير، والمعنى واحد. وذكر محمد عن أبيه عن جده قال : كان القاسم بن حبيب العبدى أتى يحيى بن القاسم المرصلى مع شيبان الخارجى وكان على بيت ماله، فلما قدم مروان لقتال شيبان بعث إلى القاسم : «ائتنى وأنت آمن بأمان الله»، فاتاه القاسم وأخذ ما كان لشيبان عنده من مال، فأتاه به ، فلما دخل القاسم على مروان وهب له ما كان معه من مال شيبان، وأقامه مروان يوما بين الصفين والخيل تجول فقال : «يا معشر الخوارج هذا القاسم بن حبيب» فقالوا : يا عدو الله أكفر بعد إيمان، وردة بعد إسلام؟ فقال لهم القاسم : «يا اعداء الله أنا برىء منكم ومن دينكم» .

~~حدثنى هارون بن الصقر قال: حدثنى محمد بن أحمد بن أبى المثنى قال : «مر شيبان ----

Page 260