221

============================================================

باب في ذكر حزقيل النبي عليه التلام(1) قال الله تعالى: ألم تر إلى الذين خرهجوا من ويكرهم وهم ألوف حذر التوت) [البقرة: الآية 243] الآية، ذكر أهل الأخبار أنه لما اختلف بنو إسرائيل بعد يوسف بن كالوب وفارقهم أهل الصلاح كما ذكرنا بعث الله تعالى فيهم حزقيل بن يورا ويقال ابن يحته وكان يسمى ابن العجوز، إنما سمي بذلك لأن أباه كان له امرأتان وكان لإحداهما عشرة بنين وكانت الأخرى أم حزقيل عقيما وكان آبوه صاحب قربان بني إسرائيل وكان من سنة صاحب القربان حديدة على رأسها كلابان يدخله في اللحم فما تعلق بالكلابين فهو نصيب القربان وليس له غير ذلك فأخذ أبو حزقيل نصيبه من القربان وجاء به فقسمه بين أهله فصار لامرأته أم الأولاد أحد عشر سهما ولأم حزقيل سهم واحد فشمتت أم الأولاد بأم حزقيل وقالت: قد فضلني الله تعالى بالأولاد فلي من القربان أحد عشر سهما ولك سهم واحد، فعظم ذلك عليها فلما جتها الليل قامت من آخر الليل فصلت وتضرعت إلى الله تعالى وابتهلت في الدعاء وسألت ربها أن يهب لها ولذا صالخا يؤنس به وحشتها وتكثر وحدتها ونذرت آن تجعله محررا لله ولغبادته وسألته أن يجعل لها علامة استجابة دعائها فلما أصبحت حاضت وكانت لم تحض منذ سنين لكبر سنها فلما رأت ذلك أيقنت وفرحت فلما ظهرت دخل عليها زوجها فرأى في وجهها تهللا وحسنا زيادة على ما كان يراها من قبل فواقعها فحملت وأعجب الناس من أمرها وقالوا هذا من أمر الله تعالى فنرجو أن تلد هذه العجوز ولذا صالحا أو نبيا من الأنبياء فإن العجائز تلدن الأنبياء كما ولدت سارة لابراهيى ثم إن العجوز ولدت غلاما يعرف فيه سيماء الخير وسماه الناس ابن العجوز وأن الله تعالى أنبت حزقيل نباتا حسنا فخرج يوما إلى بيت إيليا وذلك قبل بناء البيت المقدس إلا أن الصخرة كانت معلومة عندهم وكانت عليها قبة يطوف الناس بها فخرج حزقيل من مدينته زاثرا للصخرة وأقام بها أياما طوالا معتكفا، قال (1) باب ذكر حزقيل النبي (عليه السلام) في: ابن كثير - البداية والنهاية 46/1).

Page 221