222

============================================================

ذكر حزقيل عليه السلام وأصاب أهل مدينة حزقيل بعد خروجه إلى بيت إيليا طاعون فخرج الناس هاربين من الطاعون إلى واد هنالك فسلط الله تعالى عليهم الموت فذلك قوله تعالى: فقال لهم الله موتوا} (البقرة: الآية 243] . قال ابن عباس كانوا أربعة آلاف وقال الحسن: ثمانية آلافي وقال وهب: ثمانين ألفا، والله أعلم ماتوا وحفر أهل الناحية عليهم حضائر حتى صاروا عظاما نخرة فرجع حزقيل من اعتكافه فمر بهم فوقع عليهم وتعجب من آمرهم ودخلته من قبلهم رحمة فقال: يا رب هؤلاء قومي أملكتهم قال الله تعالى لأنهم تفرقرا من الطاعون فأريتهم قدرتي، قال: فدعا الله تعالى أن يبعثهم فاستجاب الله تعالى له وجعلت العظام تسعى بعضها إلى بعض، روي عن وهب أثه قال نبت عليها اللحم والعصب والعروق ثم الجلد ثم نفخ فيهم الروح فقاموا أحياء، وفي رواية ابن عباس كانوا قد نتنوا فلما أحياهم الله تعالى بقيت تلك الرائحة فيهم وفي أولاده، قالوا: ثم إن حزقيل قام في بني إسرائيل بأمر الله تعالى وطاعته حتى قبضه الله تعالى إليه فعظمت الأحداث بعده في بني إسرائيل وخالطوا عبدة الأوثان وتمسك بعضهم بعهد الله تعالى، وعصى بعضهم حتى قتلوا الأنبياء وأبناء الأنبياء والذين يأمرون بالقسط فبعث الله تعالى فيهم إلياس بن بشير بن فنحاص بن العيزار بن هارون عليه السلام رسولا لتجديد العهد والشريعة.

Page 222