============================================================
ذكر موسى عليه السلام رجعتا إلى أبيهما قبل ما كانتا ترجعان كل يوم وكان شعيب يلتمس بطون غنمه كل يوم ينظر إلى ريها فقال لهما: ما الذي أسرع برجوعكما اليوم مع ما أرى من امتلاء بطون الأغنام أكثر مما أعهده كل يوم وقصتا عليه قصة موسى، وقالتا: أتانا رجل غريب فكان من قوته وفعله وسقيه غنمنا كذا وكذا إلى تمام القصة، فقال شعيب لصغراهما: عجلي علي بالرجل فإنه جائع لنجزيه على حسن صنعه، فجاءت إلى موسى فذلك قوله تعالي: فجاءته إحدلهما تمشى على استحياو قالت إيب أبى يدهوك ليجزيلك أجر ما سقيت لنا [القصص: الآية 25] قال ابن عباس: كان عليها درع لا يغطي قدميها، ولم يكن عليها جلباب وكانت تمشي مستحية متنحية لثلا ينكشف قدماها وقال وهب على استحياء آي واضعة يدها على وجهها فذهب موسى معها إلى شعيب وقال وهب فكانت تتقدمه في الطريق تدله وكانت الريح تهب فتلصق ثوبها بمؤخرها، فقال لها امشي خلفي رحمك الله، ودليني بالقول على الطريق فإنا قوم لا ننظر في أدبار النساء ففعلت ما قال لها إلى أن دخل على شعيب فدعا شعيب بطعام وأقسم أن يأكل حتى يرجع إليه فقام من عنده كراهية آن يستحي منه فلا يستوفي طعامه، فلما فرغ موسى من طعامه دعا شعيب بلبن فسقاه ثم أخذ يسأله عن آمره وشأنه ونسبه وخروجه من بلده فأخبره بذلك فذلك قوله تعالى: فلما جاءد وقص عليه القصص قال لا تحف نجوت مب القور الظللمين (القصص: الآية 25] وعرف شعيب أنه من بيت النبوة وأخبره أنه آمن وليس لفرعون على مدين حكم فاطمأن موسى ثم إن إحدى ابنتي شعيب قالت لأبيها: يكأبت استقجره إك خير من استقجرت القوي الآمين} [الفصص: الآية 226) وإنه لا راع لنا ولا أحد يكفينا أشغالنا، فقال لها شعيب: هذه قوته قد عرفتنيه فما علمك بأمانته، فأخبرته بقوله لها في الطريق وأمره إياها بالمشي خلفه فازداد شعيب فيه رغبة، فقال له : أقم عندي تعينني على أمري ولا إن أريد ان اتكحاك إخدى اتق متين على أن تأجرى تكنى حبقي فإن أتممت عثرا فمن عندك وما أرييد أن أشق علتا2) [القصص: الآية 27] بالعشر لا بد ستجدف إن شكاء الله [القصص: الآية 27] تعالى في عهدي م الصكلحين) [القصص: الآية 27] الوافين من غير خلاف، قال له موسى: ذلك بينى ومينا أيما الأجلين قضيت فلا عدوب على والله على ما نقول وكيل} ([القصص: الآية 28] فزوجه شعيب ابنته الصغرى، وروي عن النبي أنه قال: قال لي جبرائيل عليه السلام إن سألت عن اسم امرأة موسى فقل صفورا وإن سألت آي ابنة شعيب كانت امرأة موسى فقل صغراهما. وإن سألت أي الأجلين قضى موسى، فقال: أوفاهما وأتمهما، وروي عن ابن عباس قال: لما استصحب شعيب موسى ليعينه على آموره آراد آن يبعثه مع ه ليرعاها فقال لوسى ادخل هذا البيت وكان فيه سبعون
Page 166