90

Tarikh

التاريخ

Genres

أحداث المعركة أرسل أبو جعفر، عيسى بن موسى ومعه حميد بن قحطبه إلى المدينة وعندما علم محمد (ع) بمسيرهم أقام خندقا حول المدينةووصلت الجيوش العباسية في رمضان سنة145ه. وحاصروا المدينة واجتازو الخندق ودارت معركة رهيبة استبسل محمد (ع) وأصحابه وأبدى محمد شجاعة نادرة في القتال يهجم على الجيش كالأسد الهادر وكان متقلدا سيف جده [ذا الفقار] وأثناء المعركة طلب أن يبرز له قائد الجيش حميد بن قحطبة فرفض حميد وظهرت علامات النصر تلوح في الأفق. وكاد النصر أن يتحقق لمحمد (ع) غير أن امرة عباسية رأت الموقف فأمرت خادما بوضع راية سوداء (1) فوق منارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمرت آخرين أن يصيحوا في المعسكر الهزيمة. الهزيمة. المسودة قد جاءوا من خلفكم فلما رأى الجيش الراية خلفهم انهزموا. وبقي محمد (ع) واقفا وقال: (( إلى أين يا قوم إلى أين ياناس النار أمامكم والجنة خلفكم )). فلم يلتفتوا إليه. فقال (ع): (( اللهم إنهم عجزوا عن احتمال أمرك والجهاد مع ولد نبيك (ع) فاجعلهم في حل من بيعتي )) (2).

وتقدم (ع) مع قلة من أصحابه وقاتل إلى الظهيرة ثم دخل وتغسل وتطهر وخرج ليقاتل وقال لاخته(ع): (( إذا أمطرت السماء فاعرفي أني مقتول )). وقاتل (ع) هو وأصحابه حتى قتلوا فأحيط به من كل جانب فطعنه حميد بن قحطبة في صدره، وضربه آخر على أذنه. وأحس بالموت فاتكأ على سيفه فكسره وتقدم حميد بن قحطبة واحتز رأسه وبعث به إلى أبي جعفر المنصور.

وسالت دماؤه الطاهرة إلى أحجار الزيت، وأمطرتهم السماء بعد قتله، وشهدت المدينة مأساة كبرى من مآسي أهل البيت (ع).

الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع)

ورد عليه نعي محمد بن عبدالله (ع) أول يوم من شوال فصعد المنبر ونعى أخاه للناس وقال:

أبا المنازل ياخير الفوارس من

الله يعلم أني لو خشيتهم

لم يقتلوك ولم أسلم أخي لهم يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا

Page 90