192

وكانت الدولة الصليحية قد قوي ملكها بقيادة علي بن محمد الصليحي واتخذت من الدعوة الباطنية مذهبا لها، وكان بنو نجاح قد أقاموا دولتهم في زبيد عقب الدولة الزيادية، وقد قاوم (ع) الباطنية حتى قتله علي بن محمد الصليحي سنة (444 ه) بنجد الجاح من بلاد عنس، وليس معه سوى بضع وسبعين نفرا من أصحابه (1).

وكذلك قام بالاحتساب الشريفان الفاضلان القاسم بن جعفر بن القاسم العياني وأخوه محمد بن جعفر الذي تنسب إليه شهارة الأمير إذ يقال: شهارة الأمير. عندما عمرها وتحصن بها وقد وقع بينهما وبين الباطنية معارك عدة، ثم كان قيام حمزة بن أبي هاشم أبو الحمزات في اليمن فأعد علي بن محمد الصليحي جيشا قوامه خمسمائة فارس وخمسة عشر ألف راجل، فقابله حمزة بن أبي هاشم بسبعة آلاف رجل، وانهزم اصحابه عنه وبقي في سبعين رجلا من رجال وكبار همدان وقاتلوا جميعا حتى قتلوا وكان ذلك سنة (458 ه) ولم يمض سوى عام حتى عزم الصليحي للحج ومعه زوجته وقواده، فالتقاه في الطريق سعيد بن نجاح الأحول وأخوه جياش وقتلاه.

وبقيت اليمن بعد ذلك بين المد والجزر، وعاد الشريفان للاحتساب، حتى قام المحسن بن الحسن بن الناصر بن الحسن بن عبدالله بن محمد المختار بن الناصر بن الهادي (ع) داعية لأبي طالب الأخير وبقي على حاله حتى قتل في صعدة.

الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (ع)

هو أمير المؤمنين أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي (ع).

ولد (ع) في حوث سنة (500 ه) في بيت الزهد والعبادة، والعفة والطهارة، وتوفر له (ع) من العوامل ما جعله ينشأ نشأة دينية بحتة، نشأة اكتست بالعفة والطهارة، وزينها الورع والتقوى.

وفي مجتمع مليء بالحفاظ والعلماء، أخذ الإمام أحمد بن سليمان يتلقى علومه ومعارفه.

Page 193