156

Tarikh

التاريخ

Genres

وبي لأحوال بني المصطفى * هم له شف وتبريح

عاداهم الخلق فذوا نسكهم * بالهم مغبوق ومصبوح

في كل أرض منهم طاهر * له دم في الناس مسفوح

وميت في الحبس ذو حسرة * وموثق بالقيد مذبوح

وهالك يندب في أهله * أفلت منه وهو مجروح

لم ينقموا منهم سوى أنهم الس * ادة الطهر المراجيح

دعوا إلى الله فنجواهم * في الليل تقديس وتسبيح

وكان من آخر شعره قصيدة أولها:

أناف على السبعين ذا الحول رابع * ولا بد لي أني إلى الله راجع

وصرت إلى حد (1) تقومنى العصا * أدب كأني كلما قمت راكع

والذي نلحظه أنه كان للنشأة العلمية البحتة التي نشأها الإمام الناصر (ع)، وكذلك البيئة الصالحة التي تربى فيها الأثر الواضح في اهتمامه بالناحية العلمية، وإنشائه مجلسا لمدارسة العلم ومذاكرته، حتى أثرى الفكر الإسلامي بمختلف أنواع المعارف والعلوم.

كما كان لسرعة استجابة أهل الجيل والديلم له، ودخولهم في دين الإسلام، واستقرار الإمام بينهم أربعة عشر عاما يعلمهم ويرشدهم، أن تخرج على يديه الكثير من العلماء والفقهاء الذين أثروا الفكر الإسلامي بمختلف معارفهم وعلومهم، وأكملوا مسيرة بناء الدولة من بعده.

كما كان لنهجه القويم وتواضعه الجم أن جعله يختلط بعامة شعبه يلاطفهم، ويتفقد أحوالهم، وطرق معيشتهم، ويساعدهم على حل مشاكلهم، ويخاطبهم بقوله: (وأنتم معاشر الرعية فليس عليكم دوني حجاب ولا على بابي بواب، ولا على رأسي خلق من الزبانية، ولا علي أحد من أعوان الظلمة، كبيركم أخي وشابكم ولدي).

إن ذلك يفسر إسلام أهل الجيل والديلم بهذه السرعة، وتلقفهم الشهادة بين يديه تلقفا.

Page 156