153

Tarikh

التاريخ

Genres

وعندما فتح الإمام الناصر (ع) طبرستان ودخل آمل وبخهم على أفعالهم ومعاونتهم للفساد مع معرفتهم بالإسلام، وأخبرهم بمكانة المسلمين من الجيل والديلم رغم قلة الفترة الزمنية التي عاشوها في ظل الإسلام فقال (ع):

(أيها الناس إني دخلت الديلم وهم مشركون يعبدون الشجر والحجر ولا يعرفون خالقا ولا يدينون دينا فلم أزل أدعوهم إلى الإسلام، وأتلطف في العطف بهم حتى دخلوا فيه أرسالا، وأقبلوا إلي إقبالا، وظهر لهم الحق، وعرفوا التوحيد والعدل فهدى الله بي منهم زها مائتي ألف رجل وامرأة فهم الأن يتكلمون في التوحيد والعدل مستبصرين ويناظرون عليها مجتهدين، ويدعون إليهما محتسبين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون حدود الصلوات المكتوبات والفرائض المفروضات، وفيهم من ولو وجد ألف دينار ملقى على الطريق لم يأخذ ذلك لنفسه). ثم قال (ع): (ثم قاموا بنصرتي وناصبوا آباءهم وأبناءههم وأكابرهم للحرب في هواي واتباع أمري في نصرة الحق وأهله، لا يولي أحد منهم من عدوه، ولا يعرف غير الإقدام، فلو لقيت منهم ألف جريح لم تر مجروحا في قفاه وظهره، وإنما جراحاتهم في وجوههم وأقدامهم، يرون الفرار من الزحف إذا كانوا معي كفرا والقتل شهادة وغنما).

ثم بين (ع) في آخر خطبته سياسة حكمه التي يسير بها مع شعبه بعكس ما يعرف أهل آمل من ولاة الدولة العباسية فقال (ع): (وأنتم معاشر الرعية: فليس علكم دوني حجاب ولا على بابي بواب، ولا على رأسي خلق من الزبانية، ولا علي أحد من أعوان الظلمة، كبيركم أخي، وشابكم ولدي، لا آنس إلا بأهل العلم منكم، ولا أستريح إلا إلى مفاوضتكم، فسلوني عن أمر دينكم وما يعنيكم من العلم وتفسير القرآن فإنا نحن تراجمته، وأولى الخلق به، وهو الذي قرن بنا وقرنا به، فقال أبي رسول الله (ص): (إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي) (1).

Page 153