وفي أحد المواسم خرج نصر بن شبيب حاجا وسأل عمن بقي من زعماء أهل البيت فقيل: عبدالله بن موسى بن عبدالله، وعبيدالله بن الحسن بن علي بن الحسين(ع)، ومحمد بن إبراهيم(ع). وكان عبيدالله مشغولا بالعبادة لا يدني منه أحد، وموسى خائف مطلوب، فذهب نصر إلى محمد بن إبراهيم (ع) وبايعه ووعده النصر مع قبيلته.
ولما انقضى موسم الحج ذهب إليه محمد بن إبراهيم (ع) في الجزيرة وعرض نصر البيعة على قومه فترددوا وأثنوا نصرا عن رأيه فذهب يعتذر لمحمد (ع) فغضب (ع) وعاد إلى الحجاز.
أبو السرايا
لقي محمد (ع) في طريق عودته أبا السرايا أحد قواد المأمون سابقا واسمه (السري بن منصور الشيباني) وكان قد نابذ المأمون وخرج بأهله وغلمانه (1) وأخبره محمد (ع) بقصته ودعاه إلى بيعته فأجابه أبو السرايا وقال لمحمد بن إبراهيم (ع): انحدر إلى الفرات حتى أوافي على ظهر الكوفة وموعدك الكوفة.
محمد (ع) في طريقه الكوفة
توجه محمد(ع) إلى الكوفة وبايعه العلماء واجتمع إليه خلق كثير وبقي في الكوفة ينتظر موعد أبي السرايا. وفي أحد الأيام خرج يتمشى في شوارع الكوفة فرأى عجوزا تتبع أحمال الرطب فتلتقط ما يسقط منها فتجمعه في كساء عليها فسألها عما تصنع؟ فقالت: (( إني امرأة لا رجل لي يقوم بمؤنتي ولي بنات لا يعدن على أنفسهن بشيء فأنا أتبع مثل هذا من الطريق وأتقوته أنا وولدي )). فبكى (ع) بكاء شديدا وقال: (( أنت والله وأشباهك تخرجونني غدا حتى يسفك دمي (2).
Page 112