109

Taqyīd al-ʿilm liʾl-Khaṭīb al-Baghdādī

تقييد العلم للخطيب البغدادي

Publisher

إحياء السنة النبوية

Publisher Location

بيروت

حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْكُلْوُزَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: كُنَّا نَصْحَبُ الْجَاحِظَ عَلَى سَائِرِ أَحْوَالِهِ مِنْ جِدِّ وَهَزْلٍ، قَالَ: فَخَرَجْنَا يَوْمًا لِنُزْهَةٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى بَابِ جَامِعِ الْبَصْرَةِ نَنْتَظِرُ ⦗١٣٨⦘ شَيْئًا أَرَدْنَاهُ، إِذْ عَارَضَتْنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا أَورَاقٌ مُقَطَّعَةٌ فَعَرَضَتْ ذَلِكَ عَلَيْنَا، فَلَمْ نَجِدْ فِيهَا طَائِلًا فَتَرَكْنَاهَا وَانْصَرَفْنَا، وَتَخَلَّفَ مَعَهَا الْجَاحِظُ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُهُ، فَأَطَالَ ثُمَّ رَأَيْنَاهُ قَدْ وَزْنَ لَهَا شَيْئًا وَأَخَذَ الْأَورَاقَ وَقَالَ: انْتَظِرُونِي، وَمَضَى بِهَا إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا عَادَ أَخَذْنَا نَهْزَأُ بِهِ وَنَقُولُ: فُزْتَ بِقِطْعَةٍ مِنَ الْعِلْمِ وَافِرَةٍ، وَضَحِكْنَا، فَقَالَ: أَنْتُمْ حَمْقَى، وَاللَّهِ إنَّ فِيهَا مَا لَا يُوجَدُ إِلَّا فِيهَا، وَلَكِنَّكُمْ جُهَّالٌ، لَا تَعْرِفُونَ النَّفِيسَ مِنَ الْخَسِيسِ

1 / 137