وقال عن مصر: هي بين بحر رطب عفن كثير البخارات الردية التي تولد الأدواء، وتفسد الغذاء، وبين جبل وبر يابس صلد ولشدة يبسه لا ينبت فيه خضراء ولا يتفجر فيه عين ماء.
قال ابن الأثير: واعلم أن الشام خمسة أجناد، أولها من الفرات جند قنسرين، ثم جند حمص، ثم جند دمشق، ثم جند الأردن، ثم جند فلسطين، قال: وكل جند من هذه عرضه من ناحية الفرات إلى ناحية فلسطين وطوله من الشرق إلى البحر، وفلسطين بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين وكسر الطاء المهملتين وسكون المثناة التحتية وفي آخرها نون.
قال: وهي كورة كبيرة تشتمل على بيت المقدس وغزة وعسقلان، قال ابن حوقل: جند فلسطين أول أجناد الشام من جهة الغرب من رفح إلى حد اللجون، وعرضه من يافا إلى أريحا نحو يومين.
وأما زغر وديار قوم لوط والجبال والشراة فمضمومة إليها وهي منها في العمل إلى حد أيلة وديار قوم لوط والبحيرة المنتنة وزغر إلى بيسان وإلى طبرية يسمى الغور؛ لأنه بين جبلين وسائر بلاد الشام مرتفع عليه وبعضها من الأردن وبعضها من فلسطين في العمل.
وقال ابن حوقل أيضا: الغور أوله بحيرة طبرية ثم يمتد على بيسان حتى ينتهي إلى زغر وأريحا إلى البحيرة المنتنة ويمتد كذلك إلى أيلة وفلسطين، ماؤها من الأمطار وأشجارها وزروعها أعذاء إلا نابلس فإن فيها مياها جارية.
وفلسطين أرحى بلدان الشام ومدينتها العظمى الرملة، وبيت المقدس يليها في الكبر، وبيت المقدس مرتفع على جبال يصعد إليها من كل مكان، وبه مسجد ليس في الإسلام أكبر منه، وبه الصخرة وهي حجر مرتفع مثل الدكة.
Page 255