205

Taqwim Buldan

تقويم البلدان‏

Genres

ذكر الشام

لما فرغ من ذكر الجزائر التي ببحر الروم انتقل إلى ذكر الشام، وقد حددوا الشام على وجه دخل فيه بلاد الأرمن، وهي المعروفة في زماننا ببلاد سيس، والذي يحيط بالشام من جهة الغرب بحر الروم من طرسوس التي ببلاد الأرمن إلى رفح التي في أول الجفار بين مصر والشام، ويحيط به من جهة الجنوب حد يمتد من رفح إلى حدود تيه بني إسرائيل إلى ما بين الشوبك وأيلة إلى البلقاء، ويحيط به من جهة الشرق حد يمتد من البلقاء إلى مشاريق صرخد آخذا على أطراف الغوطة إلى سلمية إلى مشاريق حلب على بالس، ويحيط به من جهة الشمال حد يمتد من بالس مع الفرات إلى قلعة نجم إلى ألبيرة إلى قلعة الروم إلى سميساط إلى حصن منصور إلى بهسنا إلى مرعش إلى بلاد سيس إلى طرسوس إلى بحر الروم من حيث ابتدأنا.

وبعض هذه الحدود تقع شرقية عن بعض الشام وهي بعينها جنوبية عن بعض آخر مثل البلقاء فإنها جنوبية عن حلب وما في سمتها، وهي شرقية عن مثل غزة وما في سمتها، فليعلم العذر في ذلك.

وإنما سمي شاما لأن قوما من بني كنعان تشاموا إليه أي تياسروا إليه؛ لأنه عن يسار الكعبة وقيل: سمي شاما بسام بن نوح واسمه بالسريانية شام بشين معجمة، قيل: سمي شاما بشامات، له بيض وحمر وسود، أي إن به أراض على هذه الألوان ووقعت على كتاب لأحمد بن أبي يعقوب الكاتب في المسالك والممالك قد أثنى فيه على العراق وذم الشام ومصر، فقال عن الشام: الوبي هواؤه، الضيقة منازله، الحزنة أرضه، المتصلة طواعينه، الجفاة أهله.

Page 254