302

Tanzih Quran

تنزيه القرآن عن المطاعن

Genres

سورة يس

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم) كيف يصح اثبات مكلفين لم ينذروا؟ وجوابنا أن ذلك يصح إذا كان المعلوم من حالهم انهم يعصون في كل شيء على كل حال فجاز أن يقتصر بهم على التكليف دون الانذار الواقع من الانبياء وعلى هذا الوجه تأخر القرآن في الزمن فان قيل فان كان كذلك فلم ذمهم تعالى بقوله (فهم غافلون)؟ فجوابنا لأنهم عصوا من حيث لم ينفع فيهم الانذار ولذلك قال تعالى (لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون) ثم ذمهم بأن شبه حالهم بالمغلول وبمن سدت عليه الطريق وقد مضى الكلام في أن مثل ذلك يقع منه تعالى على طريقة التشبيه والتمثيل لحالهم بحال من هذا وصفه وقد قيل ان المراد لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم على هذا الحد من الشرع والأول أقرب إلى الظاهر وقوله تعالى من بعد (إنما تنذر من اتبع الذكر) ربما تعلقوا به في أنه تعالى لم يهد إلا من كان قد اهتدى وقد تقدم القول في تأويل مثل ذلك في قوله (هدى للمتقين) في سورة البقرة وبينا أن من لم يقبل شبه بمن يتعذر عليه القبول لما تعلمه من حال الرسول وأنه أنذر الكفار كما أنذر المؤمنين.

[مسألة]

Page 347