جميع معانيها وفصولها، فمن وقف عليه رأى في هذه المسألة شفاء صدره" (١). والكتاب - كما تبين - بدأ مشكلًا اعترضه وهو قاض بسبتة، فرفع فيه سؤالًا إلى شيخه القاضي أبي الوليد بن رشد، ولم يتجاوز جواب الشيخ سبعة سطور (٢).
ومن ذلك أنه لا يبدأ التأليف حتى يجمع جل مادة الكتاب، ثم لا ينتهي منه، أو لا يبدأ في التأليف أصلًا، كما هو الشأن في كتابيه: "الأجوبة المحبرة على الأسئلة المتخيرة" الذي وجد ابنه منه يسيرًا، فضمه إلى ما وجده في بطائق أبيه أو عند أصحابه (٣)؛ وكتاب "مذاهب الحكام في نوازل الأحكام" الذي قال ابنه في شأنه: وجدت هذه الترجمة بخطه، ولم أجدها عنده مبيضة، غير أني وجدتها في بطائق فجمعتها (٤) ...
ثم إن الوارد أيضًا أن يكون يضيف إلى كتبه ويراجعها وينقحها، فيحيل على كتبه الأخرى بعد الانتهاء منها، أو عندما تستجد له معلومات أخرى (٥)، ويحتمل أن يضيف ذلك ابنه أيضًا، والله أعلم.
_________
(١) مذاهب الحكام: ٢٦٧.
(٢) فتاوى ابن رشد: ٢/ ٩٩١.
(٣) التعريف، ص: ١١٨.
(٤) التعريف، ص: ١١٨، وانظر: مقدمة الكتاب المطبوع.
(٥) قارن مثلًا بترجمته لشيخه المازري في المدارك: ٨/ ١٠١، والغنية: ٦٥، ولاحظ كيف أنه ذكر في الغنية وفاة شيخه ابن رشد وهي متأخرة.
مقدمة / 56