وهذا قد يعني أن الكتاب قد انتهى منه المؤلف في هذا الوقت.
وفي مختصر ابن حمادة "للمدارك" لما أرخ واقعة بسنة ٥٣٠ هـ، همش الشيخ سعيد أعراب أن اختصار ابن حمادة للكتاب كان في ذلك العام (١). كما أن ابن حمادة أورد في ترجمة القاضي عياض في مختصره "للمدارك" عبارة تفيد أن اختصاره كان في حياة المؤلف، وهي قوله: "نسأل الله أن يختم وله بالحسنى" (٢).
وقد يشوش على ما ذكره ابن القصير وما فهمه الشيخ سعيد أعراب أن المؤلف وعد في مقدمة الكتاب بذكر طبقات المالكية حتى طبقة شيوخه وأئمة الزمن الذين عاصرهم (٣)، وهذا لم يستوف في الكتاب وإن كان ابن حمادة في مختصره زاد زيادات بل طبقات نسبها إلى أصل المؤلف (٤) ...
هذا وأحال في المدارك على "الإلماع" كما سبق، وفيه إشارة إلى ما سماه: "معجم المشيخة" (٥)، وكأنه يقصد "الغنية". غير أن الاسم المحال به عليه لم أجده في "الغنية". لكنه في المقابل ذكر "المدارك" في "الغنية" وسماه: "الطبقات" (٦). وذكره أيضًا باسم كتاب: "تقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك" في مقدمة "التنبيهات".
_________
(١) المدارك: ٨/ ١٧٨.
(٢) ذكر عنه ذلك في طبقات المالكية ص: ٣١٢، والعبارة كذا هي في المخطوط.
(٣) المدارك: ١/ ١٤.
(٤) انظر: مقدمة الجزء الثامن من المدارك، وكذا مقدمة الجزء الأول.
(٥) المدارك: ٨/ ١٠٠، وقد يرد على هذا أن في الغنية: ٦٨ ذكرًا لوفاة شيخه ابن العربي، وقد توفي سنة ٥٤٣، بعد نفي المؤلف من سبتة إلى مراكش، فكيف يحيل في الغنية على المدارك إذا انتهى منه قبل سنة ٥٣٠ إلا إذا كان ينقح كتبه ويضيف إليها.
(٦) الغنية: ٢٠٧.
مقدمة / 52