ثم إن المؤلف أحال على كتاب "الشفاء" في إكمال المعلم كثيرًا، كما أحال عليه في "مشارق الأنوار" (١).
٢ - إكمال المعلم بفوائد مسلم (٢):
يلمس من خلال مقدمة الكتاب أن المؤلف لم يشرع في التأليف إلا بعد زمن من تدريس "صحيح مسلم" للطلبة وبعد رغباتهم في حل ما يعترضهم من صعاب، وأنه لم يستطع الاستجابة إلا بعد "أن منّ الله بإحسانه بحل تلك القلادة وزوالها، وفرغ البال من عهودها الفادحة وأشغالها، فتوجه الأمر وانقطع العذر ... " (٣). فهل يقصد المؤلف بذلك تحلله من خطة القضاء؟ إن كان الأمر كذلك فهذا يعني أنه لم يشرع في التأليف إلا بعد إعفائه من قضاء غرناطة سنة ٥٣٢ هـ، لأنه مذ تولى قضاء سبتة سنة ٥١٥ هـ لم يتحلل من الخطة حتى ذلك الحين.
هذا وقد ذكر في "الإكمال" كتاب "الشفاء" كثيرًا كما سبق، وأحال فيه أيضًا على "الإلماع" (٤) بكلام يفيد الفراغ من تأليفه، غير أنه أيضًا أحال في "الإلماع" على موضوع في مقدمة "الإكمال" (٥)، كما أحال فيه على "مشارق الأنوار"، لكن يفهم من كلامه أنه مشتغل بتأليف "المشارق" وأنه بين يديه (٦)، غير أنه في المقابل أحال كثيرًا في "المشارق" على "الإكمال" كما سيأتي، بل صرح في مقدمة "المشارق" بما يدلّ على أنه أنهى "الإكمال" (٧)، وهو كذلك يحيل فيه على "التنبيهات" (٨).
هذا وغالب ظن الدكتور يحيى إسماعيل - محقق الكتاب - أنه آخر
_________
(١) المشارق: ١/ ٣٤٩.
(٢) التعريف، ص: ١١٦.
(٣) الإكمال: ١/ ٧٣.
(٤) الإكمال: ١/ ١٩٥.
(٥) الإلماع: ١٨١.
(٦) الإكمال: ١/ ٧٢.
(٧) المشارق: ١/ ٧.
(٨) انظر: دراسة الدكتور شواط: ١٨٦.
مقدمة / 50