من مناهل التوفيق السائغة كل عذب برود، وتنسموا من حجج الحق البالغة الروض المعطار، واجتنوا أزاهر أضحت منية الطالب وبغية الرائد، واجتلوا جواهر نظمت منها الدرر والفوائد في أجياد الأسطار، فإن أمهم ناقص عديم، ألفى لديهم الغنية والإكمال، أو قصدهم عليل سقيم، وجد في يديهم الشفاء فنال غاية الآمال، وظفر بمنتهى الأوطار (١).
رابعًا: الترتيب الزمني لمؤلفاته:
الذي يبدو لأول وهلة أن القاضي عياضًا فتح موضوعات عدة للبحث، وشرع في تأليف أكثر من كتاب في آن واحد، ولهذا يصعب ترتيب مؤلفاته زمنيًا.
ومن الملاحظات العامة في كل مؤلفاته المتاحة اليوم أنها جاءت استجابة لرغبات وطلبات الراغبين والطالبين كما سجل ذلك في صدورها:
فالمتفقهة رغبوا في الاعتناء بمجموع فقهي - كما في مقدمة "التنبيهات" -.
وطلبة الحديث رغبوا في صرف العناية إلى تلخيص فصول في معرفة الضبط وتقييد السماع (٢).
وتكرر طلبهم لكتاب يجمع غوامض ومبهمات ولغات بعض كتب الحديث (٣).
وكثرت الرغبات في تعليق يجمع هذه كلها؛ علم الحديث وفقهه ولغته (٤).
_________
(١) أزهار الرياض: ١/ ١.
(٢) الإلماع: ٣.
(٣) مشارق الأنوار: ١/ ٥.
(٤) إكمال المعلم: ١/ ٧٢.
مقدمة / 47