حلاه القاضي عياض بصاحب النظر الصحيح في الفقه (١)، وقد اعتمد المؤلف على نسخته الخاصة من "المدونة" كما سيأتي.
٣) - أبو عبد الله محمَّد بن أحمد التجيبي المعروف بابن الحاج: قاضي الجماعة بقرطبة مرتين، وزميل ابن رشد وصاحب الفتاوى ... استشهد وهو يصلي الجمعة سنة ٥٢٩ هـ (٢).
٤) - أبو الوليد محمَّد بن أحمد بن رشد الجد: المتوفى سنة ٥٢٠ هـ، قال المؤلف في حقه: "زعيم فقهاء وقته بأقطار الأندلس والمغرب ومقدمهم، المعترف له بصحة النظر وجودة التأليف ودقة الفقه، وكان إليه المفزع في المشكلات، بصيرًا بالأصول والفروع والفرائض والتفنن في العلوم. وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية ... إليه كانت الرحلة للتفقه من أقطار الأندلس مدة حياته إلى أن توفي (٣). جالسته كثيرًا وساءلته واستفدت منه" (٤).
وقد يتبادر للذهن كيف أن عياضًا لم يرو "المدونة" عن ابن رشد وهو بهذه المثابة، وهو من درسها وألف عليها، وهو أفقه أهل زمانه؟ ولعل السبب أن الرجل لم يعتن بالرواية والسماع، ولذلك قصد القاضي عياض فيها أهل الفن وإن كانوا دون ابن رشد في الفقه ...
وغير هؤلاء عديدون مثل: القاضي أبي عبد الله محمَّد بن داود القلعي الذي درس عليه الأصول خاصة (٥)، والقاضي أبي بكر بن العربي الذي لقيه غير مرة (٦)، والمازري الذي أجازه كتبه (٧) ...
_________
(١) الغنية: ٤٦.
(٢) الغنية: ٤٧.
(٣) الغنية: ٥٤.
(٤) الغنية: ٥٥.
(٥) الغنية: ٦٤.
(٦) الغنية: ٦٨ - ٦٩.
(٧) الغنية: ٦٥.
مقدمة / 29