عياض المتوفى ٥٧٥ هـ (١)، ثم تولاه حفيد ابنه هذا محمد بن عياض بن محمد بن عياض المتوفى ٦٥٥ هـ (٢). وكان حفيده - عياض بن محمد بن عياض - محدثًا فقيهًا معظمًا مهيبًا (٣).
ثانيًا: مولده:
اتفقت كتب التراجم على أن مولد عياض كان في سنة ست وسبعين وأربعمائة من الهجرة (٤). وعلى وجه التحديد في منتصف شهر شعبان، وقد كتب بذلك بخطه إلى ابن بشكوال. وكان مولده في سبتة (٥) التي انتقل إليها جد أبيه عمرون من مدينة فاس التي دخلها أجداده مرتحلين إليها من الأندلس، وقد انتقل عمرون إلى مدينة سبتة ليكون قريبًا من قرطبة التي ارتحل إليها أخواه، القاسم بن موسى بن عياض، وعيسي أخوه ليتتبع أخبار أخويه. وقد أعجبته مدينة سبتة، فاشترى بها أرضًا، وسكنها، وبنى بها مسجدًا، ومباني أخرى، جعل ريعها حبسًا على المسجد، وخصص باقي الأرض للدفن.
ثالثًا: نشأته العلمية:
نشأ القاضي عياض في سبتة، في بيت علم ودين، فكان البيت الذي ولد فيه هو المدرسة الأولى التي بدأ يتلقى فيها مبادئ الدين الضرورية، فكانت البداية أولًا من شيوخ بلده، فبدأ بحفظ كتاب الله حتى أتقنه، ثم
طلب الحديث والفقه، وتتلمذ في هذه الفنون على شيوخ سبتة في وقته.
_________
(١) انظر: الذيل والتكملة: ٨/ ١/٣٤٥، ٨/ ٢/ ٥٠٣.
(٢) الذيل: ٨/ ١/ ٣٤٢، ٨/ ٢/٥١٦.
(٣) الذيل: ٨/ ١/ ٢٤٤، ٨/ ٢/ ٥٥٨.
(٤) التعريف: ٤ - ٥، تذكرة الحفاظ: ٤/ ٩٦، شذرات الذهب ٤/ ١٣٨، النجوم الزاهرة، ص: ٧٨٤.
(٥) مدينة مغربية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمال المغرب، نسأل الله أن يفك أسرها ويخلصها من الاستعمار الإسباني، وهي مدينة ضاربة في القدم، أزهار الرياض: ١/ ٢٩.
مقدمة / 15