ويرتفع نسب عياض إلى يحصب بن مالك بن زيد. ويحصب أخو ذي أصبح الحارث بن مالك بن زيد الذي ينتهي إليه نسب الإمام مالك بن أنس الأصبحي (١).
وهذا النسب يثبت أن عياضًا عربي الأصل والسلالة، يرتبط بالإمام مالك بصلتين: صلة القربى والنسب بالانتساب إلى قبيلة حمير من عرب اليمن. وصلة الاقتداء بمذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس الذي تمسك به أهل المغرب، وكان عياض من أبرز أعلامه وأشهرهم.
هذا وقد تسلسلت المعالي والمفاخر في هذه الأسرة قبل القاضي عياض وبعده، قال عبد الله بن حكم - معاصره - يمدحهم:
وكانت لهم بالقيروان مآثر ... عليهم لمحض الحق أوضح برهان (٢)
وكان للجد عمرون بفاس ولآبائه نباهة (٣). وكان رجلًا فاضلًا من أهل الخير، حافظًا لكتاب الله، حج إحدى عشرة مرة، وظل منقطعًا لعبادة الله في مسجده إلى أن توفي سنة سبع وتسعين وثلاثمائة (٤).
وعُرف ابن أخي القاضي عياض أيضًا أبو عبد الله الزاهد بالعلم والزهد، وقد استخلفه عمه على قضاء غرناطة (٥).
وعُرف من أسرة أمه بتعاطي العلم خالاه أبو بكر محمد وأبو محمد عبد الله ابنا علي المعافري المعروف بابن الجوزي (٦).
أمَّا في عقبه فقد توارث آله القضاء من بعده؛ فتولاه ابنه محمد بن
_________
(١) انظر: مجلة المناهل: عدد ١٩. ص: ١٣.
(٢) التعريف: ٣.
(٣) التعريف: ٣.
(٤) التعريف: ص: ٤ - ٥.
(٥) العريف: ١٠٦، ١٠٨.
(٦) انظر عنهما: الغنية: ١٩٨، والمدارك: ٨/ ١٨٣، والذيل والتكملة: ٨/ ٢/ ٥٣٠.
مقدمة / 14