وتعززوا بهم وانتسبوا اليهم، ثم جاء الإسلام فمضى على ذلك أكثرهم وأنفوا من النبطية لزوال العز الّذي كان فيهم، وانتمى جلهم الى ملوك الفرس حتى قال بعض المتأخرين في ذلك:
أيا دهر ويحك كم ذا الغلط ... وضيع علا وكريم سقط
وعير يخلد في جنة ... وطرف بلا علف يرتبط
وأهل القرى كلهم يدعون ... بكسرى قباذ فأين النبط
وقد حد كثير من الناس السواد وهو العراق، فقالوا حده مما يلي المغرب وأعلى دجلة من ناحية أنور وهي الموصل القريتان المعروفة إحداهما بالعلث من الجانب الشرقي من دجلة وهي من طسّوج بزر جسابور والأخرى المعروفة بحربى وهي بإزائها في الجانب الغربي من طسوج مسكن، ومن جهة المشرق الجزيرة المتصلة بالبحر الفارسي المعروفة بميان روذان من كورة بهمن أردشير وراء البصرة مما يلي البحر طول ذلك مائة وخمسة وعشرون فرسخا- والحد الشمالي من عقبة حلوان الى الموضع المعروف بالعذيب وراء القادسية من جهة الجنوب مسافة ما بين هذين الموضعين وهو عرض السواد ثمانون فرسخا، يكون ذلك مكسرا عشرة آلاف فرسخ والفرسخ اثنى عشر ألف ذراع بالذراع المرسلة يكون بذراع المساحة وهي الذراع الهاشمية تسعة آلاف ذراع وهو مائة وخمسون أشلا يكون ذلك جربانا اثنين وعشرين ألفا وخمسمائة جريب هذا انما هو تكسير أشل فإذا ضرب ذلك في عدد الفراسخ وهو عشرة آلاف فرسخ بلغ مائتي ألف ألف وخمسة وعشرين ألف لف جريب، اسقط أرباب الخراج لمواضع الجبال والآكام والتلول والآجام والسباخ ومدارس الطرق والمحاج ومجاري الأنهار ومواضع المدن والقرى وغير ذلك من المواضع التي لا يتأتى فيها الحرث على التخمين والتقريب الثلث من ذلك وهو خمسة وسبعون ألف ألف جريب فيبقى مائة ألف ألف وخمسون ألف ألف
1 / 35