194

الواسع العذر أن يتيه على الدنيا وأبنائها وما تاها يقول: لوتاه على الدنيا وتكبر على أهلها، لكان له

العذر، لظهور مزيته عليهم، ولكنه لم يفعل ذلك.

حرف الياء

القصيدة التي أولها: (من الطويل - قافية المتدارك):

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا...وحسب المنايا أن يكن أمانيا

قد تقدم التنبيه على أن المطلع يجب تحسينه، وأن يكون عذب اللفظ، خاليا من الألفاظ التي يتطير

منها.

وفي هذا المطلع من ذكر الموت والداء، والمنايا ما يوجب الطيرة التي تنفر عنها الطباع، كيف!،

وهذه القصيدة أول شعر لقي أبو الطيب كافورا به؟، ولولا حسن معناه واشتمال كل مصرع منه على

مثل، لما قبلت سقطات ألفاظه.

والمعنى: يقول: كفى بك داء رؤيتك الموت شافيا، أي: أن داء شفاؤه الموت أقصى الشدة، والنية إذا

كانت أمنية فهو غاية البلية.

المحاسن:

ومن محاسنها قوله :

Page 194