182

أرى العلم بؤسا في المعيشة للفتى...ولا عيش إلا ما حباك به الجهل

والسابق عليهما في هذا المعنى ابن المعتز، حيث يقول (الكامل - قافية المتراكب):

لابن المعتز:

وحلاوة الدنيا لجاهلها...ومرارة الدنيا لمن عقلا

وقال أبو نصر بن نباته (الكامل - قافية المتدارك):

لابن نباته:

من لي بعيش الأغبياء فأنه...لا عيش إلا عيش من لا يعلم

ومن محاسنها قوله:

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى...حتى يراق على جوانبه الدم

أي: لا يسلم للشريف شرفه من أذى الحساد والمعادن حتى يقتل حساده وأعداءه، فإذا أراق دماءهم

سلم شرفه؛ لأنه يصير مهابا، فلا يتعرض له.

ومن محاسنها قوله:

ومن العداوة ما ينالك نفعه...ومن الصداقة ما يضر ويؤلم

يقول: أن عداوة الساقط تدل على مباينة طبعة لك، فينفعك، لدلالتها على شرف طبعك، وصداقته تدل

على مناسبته لك في طبعك فتضرك.

والقصيدة كلها غرر ومحاسن.

Page 182