============================================================
السهيد شح معالم العدل والتوحيد يمكن أن يقدر فيه غير الجبل. فما أنكرتم أن يكون النور متناهيا عند الفراغ الذي يمكن أن يقدر فيه إما ظلمة من جهة أعلى النور وإما نور من تحت الظلمة.
وأما ثالثا فإنكم إذا حكمتم بتناهيهما من حيث الملاقاة وجب الحكم أيضا بتناهي النور من أعلاه وتناهي الظلمة من أسفلها؛ لأنه إذا وجب تناهيهما من أحد الطرفين وجب تناهيهما من الطرف الآخر.
فأما قولهم لو كان النور متناهيا من جهة العلو لكان يجب آن يصعد أكثر من صعوده الآن.
فالجواب عنه أنا لا نسلم أن حركة الأجسام المستنيرة واجبق إذ لو وجبت لوجب اشتراك جميع الأجسام في هذه الحركةب لأن حقيقتها واحدة، فإذن لا تكون الحركة الصاعدة والهابطة واجبة.
و أما ما ذكروه ثالثا من أن النور خير كله مطبوع على الخير وأن الظلمة كلها شر مطبوعة على الشر .
فجوابه من وجوه: أما أولا فإن الظلمة تستر الهارب من الظالم والضوء يدل عليه.
وأما ثانيا فإن الظلمة تعين على النوم والاستراحة والضوء قد يمنع منه، وإدامة النظر إلى الأشياء المشرقة يفسد البصر والأشياء السود تجمعه وتصلحه.
Page 93