============================================================
الشهيد شرح معالمر العدل والنرحيل وأما من ذهب إلى أن الوجود هو نفس الموجود فلا يحتاج إلى هذه المقدمات، فإذا قام الدليل على إثبات الصانع ثبت أنه موجود، إذ لا فرق بين نفي المؤثر وبين مؤثر هو نفي، فشبت آنه تعالى موجود.
وأما أنه لا أول لوجوده فيدل عليه أنا نقول: المؤثر في وجود العالم لا يخلو إما أن تكون حقيقته قابلة للعدم أم لا، فإن كانت قابلة للعدم وقد ثبت أنها موجودة كانت تلك الحقيقة غير متنعة الاتصاف بالوجود والعدم، وإذا كان كذلك امتنع ترجيح وجوده على عدمه إلا بمرجح، والكلام في ذلك المرجح كالكلام فيه، فإما أن ينتهي إلى موجود واجب الوجود ال وهو المطلوب، وإما ألا ينتهي وهو محال؛ لأنه إما أن يستند الأول إلى الثاني ويستند الثاني إلى الأول وهذا هو الدور بعينه، وإما أن يستند كل واحد منهما إلى غيره إلى غير نهاية فهذا هو التسلسل، وكلاهما محال.
واما أن لا تكون حقيقته قابلة للعدم كان دائم الوجود وكان أزليا أبديا وهو المقصود، فثبت بما ذكرنا انتهاء جميع الحوادث إلى موجود لا تقبل حقيقته العدم.
الباب الثالث في الرد على المخالفين وهم قسمان.
القسم الأول في الرد على الخارجين عن الإسلام كالفلاسفة والصابثة والطبائعية وعبدة الأصنام والثنوية والمجوس(1) والباطنية(2) والنصارى ونرسم على كل فريق منهم فصلا.
- المجوس ملة أهل فارس قديها وفيها تعظيم الأنوار والنيران والمياه إلا أنهم يقرون بنبوة زرادشت ولهم شرائع يضيفونها إليه.
2- الباطنية من فرق الشيعة وهم القائلون: إن لكل ظاهر باطنا ولكل تنزيل تأويلا. وهم يسوقون الإمامة في المستورين منهم ثم في الظاهرين القائمين من بعدهم.
Page 76