============================================================
النهيد شرح معالمر العدل والنوحيل استحال حصول العلم النظري، فيكون دائرا معها وجودا وعدما، فيستحيل دخوله تحت التكليف.
وجوابه: أما ما ذكر أولا فنسلم أنه لا بد من التمييز بينه وبين الجهل، ولكن التمييز كما يكون بما ذكروه فقد يكون بطريق آخر، وهو أن الاعتقاد الذي يكون لازما بالضرورة عن العلوم الضرورية لا بدوأن يكون علما، وإلا لكان الباطل لازما عن الحق، وهو محال، وإذا كان كذلك فمتى رآينا النتيجة لازمة للمقدمات العلمية الحقيقية علمنا بالضرورة صحة النتيجة وكونها حقا.
وأما ما ذكره ثانيا فلا شك أن حصول هذه العلوم الضرورية غير كاف في حصول العلم النظري؛ لأن العقلاء مشتركون فيها، ولم يشتركوا في العلوم النظرية، ولما كان كذلك علمنا أن اقتضاءها للعلم النظري موقوف على شرط من جهتنا، وذلك الشرط يرجع إلى آمور ثلاثة: أولها: شعور النفس بتلك المقدمات وارتباطها.
وثانيها: إخلاء الذهن عن سائر الاعتبارات.
وثالثها: التأمل وحصر النفس وإعمال قواها.
وبالجملة فالعلم بوقوفه على أحوالنا ضروري: السؤال الثاني: أنا وإن سلمنا أن العلم مطلقا يمكن دخوله تحت تكليفنا فلا نسلم أن العلم بالله تعالى على الخصوص يمكن دخوله تحت تكليفنا.
وبيانه من وجهين:
Page 52