============================================================
الشهيل شح معالمر العدل والنوحيل ال وثانيها وثاقة الأدلة والبراهين، ولا شك أن الأدلة المستعملة في هذا العلم يجب أن تكون مؤلفة من علوم ضرورية؛ ليعلم صحته بالضرورة ويعلم لزوم المطلوب عنه بالضرورة، وذلك هو النهاية في القوة والوثاقة.
وثالثها شدة الحاجة إليه، ولا شك أن السعادة من أهم المطالب وأجل المقاصد، ثم إن السعادة الأخروية لا يمكن اكتسابها إلا بالإيمان بالله ورسله واليوم الآخر، ولا يمكن تحصيل ذلك كما ينبغي إلا بهذا العلم، وأما السعادة الدنيوية فلا يمكن تحصيل كمالها إلا بانتظام أحوال العالم، وهو لا يكمل إلا بالرغبة في الثواب والرهبة من العقاب.
ورابعها: حاجة سائر العلوم الدينية إليه؛ لأن صحة كلها متوقفة على صحة هذا العلم؛ لأنه ما لم يثبت أن لهذا العالم صانعا حيا عالما قادراكيف يتمكن الفقيه والمفسر والمحدث من الشروع في علومهم.
فإذن ما عدا هذا العلم من العلوم الدينية محتاج إليه مع استغنائه عنه، وذلك يوجب زيادة شرفه على شرف غيره.
وخامسها: أن شرف الشيء قد يستفاد من خساسة ضده، فإذا كان الخطأ في هذا العلم كفر أو بدعة، وهما من أقبح الأشياء، وجب أن يكون إصابة الحق فيه من أشرف الأشياء، فثبت بهذه الوجوه أن هذا العلم من أجل العلوم وأعلاها.
ثم إن مسارح النظر فيه طويلة، وطرقه واسعة الخطو ممتدة الحواشي، والمصنفات فيه كثيرة، وأعظمها نفعا وأحمدها سعيا وأحواها للبغية وأجمعها للفوائد ما نيل منه الغرض على قرب، وأحرز منه المقصود على سهولة، وكان حاصلا في ذروة التوسيط بعيدا عن خطي الإفراط والتفريط وهذا الكتاب الغرض به الإشارة إلى زبد المسائل وخلاصة الأدلة ومعتمد المذاهب ما عسى آن يكون مقنعا لمن وقف عليه وكافيا لمن استغنى به واعتمده
Page 29