============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل و أما ثانيا فلو سلمنا أنه لا بد من الحركة فإنما الحاجة إليها في توليد الاعتماد للصوت لا في وجود الصوت نفسه. والمختار أن الصوت حاصل عقيب الاعتماد والحركة، فيمكن أن يكون الاعتماد سببا والحركة شرطا، وبالعكس من ذلك، فلا جرم كان الوقف هو الأولى .
الخامس في بقائه، ذهب الأكثرون إلى أن الصوت غير باق لأمرين: أما أولا فلأنا إذا قلنا زيدا، فلو بقيت هذه الأحرف لوجد كل واحد منها مع صاحبه، فلم تكن الجملة بأن نسمع زيدا أولى من يزدا أو ديزا إلى غير ذلك من التقاليب.
وأما ثانيا فنحن نعلم بالضرورة أن الباء والتاء والثاء والظاء لا يمكن استمرارها في الزمان، وقد ذهب جمع من الكرامية إلى بقاء الصوت، وأن إدراكه مشروط بحال حدوثه، وهذا خطأ؛ لأنه لو كان باقيا لوجب إدراكه في الثاني والثالث؛ لأن الإدراك لا يتوقف على حالة الحدوث، بل كل ما كان مختصا بالإدراك كان مدركا في حالتي الحدوث والبقاء كاللون والطعم وسائر المدركات.
الفصل الثاني في الحرف والنظر في ماهيته وقسمته وحكمه.
النظر الأول في ماهيته وهو مدرك فلا يحتاج إلى تعريف، ومن الناس من زعم أنه هيئة عارضة للصوت يتميز بها عن صوت آخر مثله في الخفة والثقل تميزا في المسموع، وهذا التعريف خطأ. لأن طول الصوت وقصره وخفته وثقله هيئات عارضة للصوت يتميز بها عن صوت آخر مثله، ال وليس بحرف. فثبت أن الحرف مما لا يحتاج إلى تعريف.
Page 264