256

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والنوحيل الوجه الرابع أن كلام الله تعالى هو القرآن، والقرآن محدث، فكلام الله أيضا محدث.

وانما قلنا إن كلام الله هو القرآن فبالاجماع، وأما أن القرآن محدث؛ فلوجوه ثلاثة: أما أولا فلأن القرآن معجز، والمعجز هو الفعل الخارق للعادة، فإذن القرآن فعل الله تعالى، والفعل محدث.

وأما ثانيا فلأن الخلف والسلف أجمعوا على أنه ليس القرآن إلا هذا المتلو بين أظهرنا المكتوب بين الدفتين، ولهذا لو سئل الصحابة والتابعون في كل عصر عن القرآن لما أشاروا إلا إلى هذا، ولا شك في حدوث هذا.

ال و أما ثالثا فهو أن القرآن موصوف بكونه عربيا، لقوله تعالى: (قرآنا عربيا)(1) ومسموعا لقوله: (حتى يشمع كلام الله)(2)، ومحكما ومتشابه وسورا وآيات وأعشارا وأخماسا، وكل ذلك من صفات الحدوث، فثبت أن كلام الله تعالى يجب أن يكون محدثا.

الطريقة الثانية سمعية، وهي اثنان: آيتان. وخبران.

أما الآيتان فالأولى قوله تعالى: (الله تزل أخسن الخحديث كتابا متشابها مثاني )(5). فوصفه بالتنزيل والحسن وبكونه متشابها وحديثا ومكتوبا وبكونه مثاني، وكل هذه الأمور من صفات الحوادث.

الثانية إن القرآن ذكر، والذكر محدث، فالقرآن محدث.

1 سورة يوسف: آية 2.

2- سورة التوبة: آية 1.

3- سورة الزمر: آية 23.

Page 256