============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل ال وثانيهما أن كونه عالما أمر إضافي متوسط بين العالم والمعلوم، والأمور الإضافية تابعة في الوجود والذهن للغير، وذاته تعالى غير تابعة لغيرها، فلو جعلنا علمه هو عين ذاته لزم أن تكون ذاته تابعة لنفسها، فعلمنا أن علمه زائد على ذاته.
لا يقال: لو كان علمه هو زائد على ذاته لكان لا يخلو إما أن يكون من صفات الكمال أو لا، فإن كان من صفات الكمال لزم ألا تكون ذات الله تعالى من حيث هي هي كاملة لاحتياجها في ذلك الكمال إلى ذلك العلم الزائد على ذاته، وهو باطل، وإن لم يكن من صفات الكمال لم يجز اتصاف ذاته تعالى به، وكان محالا عليه؛ لأنا نقول: لا شك في أن العالمية صفة كمال. قوله: يلزم ألا تكون ذاته الله تعالى من حيث هي هي كاملة. قلنا: إن عنيت بذلك أن ذات الله تعالى إذا نظرنا إليها من دون هذه الصفة لم تكن ذاته موصوفة بهذا النوع من صفات الكمال، فالأمر كذلك، لكن لا يلزم منه محال. وإن عنيت به أن ذات الله تعالى تكون خالية عن صفات الكمال فذلك غير لازم أصلا. لا يقال أيضا: المعقول من اختصاص الصفة بالموصوف وحصولها في الجهة تبعا لحصول محلها فيها، فإنا لو لم نعتبر ال ذلك لم يكن اتصاف أحدهما بالآخر أولى من العكس، فلو كان البارى تعالى موصوفا بالعلم لزم أن يكون لذاته حصول في الجهة، وذلك على الله تعالى محال؛ لأنا نقول: هذا باطل لوجهين: أما أولا فقد وصفتم ذات القديم تعالى بالأوصاف السلبية، فما أجبتم في اختصاص ذاته بتلك السلوب والاضافات فهو جوابنا في اختصاصه بصفة العالمية.
وأما ثانيا فلا نسلم أن المفهوم من اختصاص الصفة بالموصوف حصولها في الحيز تبعا لحصول محلها، بل نقول: معنى اختصاصها بموصوفها هو أن الذات لولاها لما كانت الصفة وأنها مؤثرة فيها، فإذا كان هذا معنى مفهوما بطل قولكم إنه لا معنى لاختصاصها الا حصولها في الحيز تبعا لحصوله.
Page 176