164

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والنوحيل ثم لو طرا بياض ليس بسكون آن يضادها من وجه دون وجه، فتكون معدومة موجودة، وهذا محال، فثبت أن التحيز يستفاد من صفة الذات، وصفة الذات لا بد وأن تكون ثابتة قبل الوجود حتى تكون مفضية للتحيز عند الوجود، وذلك يوجب كون الذات ثابتة قبل الحدوث: فهذه خلاصة كلامهم في أن صفة الأجناس لا تكون بالفاعل، وفيه تقرير كون المعدوم وجوابه من وجوه.

أما أولا فهذا بناء منكم على أن الوجود والتحيز صفتان زائدتان على الذات، وهو باطل؛ لأن الوجود والتحيز لو كانا وصفين زائدين على ذات الجوهر لصح أن يعقل الجوهر موجودا محصلا في الأعيان من غير أن يكون متحيزا وأن يكون متحيزا من غير أن يكون موجودا، فلما علمنا استحالة ذلك عرفنا أن وجود الجوهر وتحيزه هو نفس ذاته وحقيقته.

وأما ثانيا فهب أنا سلمنا لكم أنهما وصفان زائدان على ذات الجوهر فلم لا يجوز أن نقول: حصل هذا التحيز بعد أن لم يكن لا لأمر كما في صور من مذهبكم، منها أن صحة حدوث العرض الذي لا يبقى مختصة بزمان دون ما قبله وبعده لا لأمر. ومنها صحة حلول العرض المعين مختصة بمحل دون سائر المحال لا لأمر. ومنها أن الذوات مشتركة في كونها ذواتا مع اختصاص كل واحدة منها بصفة ذاتية مستحيلة على سائر الذوات لا لأمر، فإذا عقل في هذه الصور أن يترجح أحد الحيزين على الآخر لا لمرجح وأن تحصل هذه الآثار لا لأمر فلم لا يجوز ذلك في التحيز أن يحصل لا لأمر.

وأما ثالثا فتسلم أنه مما يصح تعليله فلم لا يجوز أن يكون معللا بنفس الذات عند كونها موجودة ؟ لا يقال: لو كان معللا بنفس الذات لزم استواء الذوات في هذه الصفة؛ لأنا

Page 164