155

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل أما أولا فيلزمه فيما سلم أنه لا حال له مثل كونه آكلا وشاربا ولابسا ومنتعلا أن يكون له أحوال؛ لأنا نعلم كونه اكلا بالضرورة، وعلمنا بالأعراض استدلالي، فإذا كان عمدته في ذلك تغاير العلمين لزم ما ذكرناه، وهو لا يقول به.

وأما ثانيا فهو أن هذه الحالة التي هي الأسودية معلومة بالاستدلال، وكون الجسم أسود معلوم بالضرورة، فيلزم أن تكون الحالة التي هي الأسودية مغايرة لكون الجسم أسود، وهذا فاسد فإن حقيقتهما واحدة، فهذا هو الكلام عليهم في العلة والمعلول.

الفصل الثامن في أن المعدوم ليس بذات في حال عدمه ذهب المحققون من جماهير العلماء إلى أن المعدوم ليس بشيء ولا عين ولا ذات في حال عدمه، وإنما هو نفي محض، والله تعالى هو الموجد للأشياء والمحصل لذواتها وحقائقها وخصائص صفاتها.

وذهب الشيخان أبو علي وأبو هاشم ومتبعوهما إلى أن المعدوم شيء وأنه ذات متميزة مختصة بالأوصاف الذاتية ويستحق من الأحكام المماثلة والمخالفة. والحق هو الأول ويدل عليه مسالك: الأول لو كانت الجواهر ذواتا في العدم لكانت لا تخلو إما أن يكون كل فرد من إفرادها متميزا عن الآخر أو غير متميز، فإن لم يكن متميزا لزم ألا يبقى فرق بين الواحد والمتعدد، فإنا إنما تحكم على الشيء بأنه واحد وأنه فرد متعين لأجل امتيازه عن غيره ومباينته له بوجه من الوجوه، فلو قدرنا شيئين لا امتياز بينهما بوجه ما بطل الحكم عليهما بالإثنينية والتعدد. فثبت أن الذوات لو كانت ثابتة في العدم لكان كل واحد منها ممتازا عن الآخر بأمر من الأمور، وذلك الأمر لا يخلو إما أن يكون ثبوته لحقيقة الجوهر بطريق الوجوب أو لا على طريق الوجوب، فإن كان الأول فهو ثابت لجميع تلك الأفراد؛ لأن ما تقتضيه

Page 155